رواية فائقة الروعة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر

موقع أيام نيوز

يا ستي.. دة جزء من الدور التاني ماقفلتهوش اوض زي الباقي.. احنا عملنا 6 اوض و الحتة دي ماقفلتهاش.. مساحتها حوالي اوضتين مثلا.. سقفتها بس و سببتها زي ڤرندا كدة.
سارة ايه سقفتها دي.. و هي تصفق بيديها سقفتها ولا قصدك سقفت لها
عاصمبرخامة ياااه على خفة دمك.
سارة مش فاهمة بجد.. يعني ايه سقفتها
عاصم سقفتها يعني عملت لها سقف بس.. و فرشتها بكام كرسي و ترابيزة و قاعدة عربي.. بتبقى حلوة اوي بالليل في الصيف و الجو فيها بيبقى تحفة.
سارة فكرة هايلة.. دي فكرتك زي تكعيبة العنب كدة
عاصم لا التكعيبة دي مش فكرتي.. دي كانت قاعدة جدي الله يرحمه المفضلة.. ماكنش يحب غيرها.. انا بس باخد بالي منها..
لما الجنايني هنا اهملها بعد ما جدي ماټ لقيت ابويا زعل اوي.. فوعدته اني هارجعها زي الاول و احسن.. و بقيت أتابعها بنفسي.
سارة اممممم.. طيب و هنا.
عاصم لا هنا دة بقى بتاعي انا.. كله.. من كام سنة كدة قبل ما جدي ېموت قرر أن الاوض هنا مش كفاية و لازم اوض كفاية للاحفاد و للضيوف لو حد زارنا..
فاداني انا المهمة دي.. هديت البيت القديم كله.. كان من طين اصلا و حاجة بدائية خالص.. و عملت البيت دة على تصميمي انا..
وقفت على ايد العمال في كل حاجة.. عملت تحت 3 اوض.. منهم اللي هدي كانت قاعدة فيها.
سارة و التانيين.
عاصم دول للبنات اللي بيشتغلو و بينامو هنا مش بيروحو.. و لما بنيت الدور التاني خصصت الحتة دي مفتوحة عشان أنا بحب الأماكن المفتوحة.. بس و دي كانت قصة الڤراندا.. بكرة بقى احكيلك حكاية المطبخ الامريكاني.
سارةو هي تضحك ههههههههه.. ماشي يا سيدي متشكرين على المعلومات القيمة عن نشأة بيت المنياوية.
عاصم مافيش فايدة.. لازم تتريقي.
سارة على فكرة انا مش بتريق.. بس انت اللي دمك تقيل النهاردة و مش عايز تضحك.. هو بصراحة مش النهاردة بس دة من ساعة ما كنت في المستشفى.. صح
عاصمبإرتباك ليه بتقولي كدة.. لا خالص.. عادي يعني.
سارة لا مش عادي.. انا من ساعة ما فوقت و انت تقريبا ماتكلمتش معايا كلمتين على بعض.. ممكن أسألك ليه
ظل ينظر إلى وجهها الجميل و لم يرد.. فماذا يمكن أن يخبرها.. هل يقول بأن لسانه عجز أمام خوف قلبه عليها.. هل يقول أنه كان يشكر ربه سرا على سلامتها حتى أنه لم يقدر أن يقطع حمده لربه بالحديث مع أي شخص حتى لو كان هي.. ففضل الصمت.
صمته أشعرها أنه لن يتحدث بما يجيش في قلبه و تشعر هي به.. شعرت باليأس فتنهدت بثقل و قالت..
سارة هو سؤالي صعب اوي كدة.
عاصموقف ليستند إلي السور و هو يقول بأسف أصعب مما تتخيلي.
سارةوقفت و تتبعت صوته لتقترب منه ليه يا عاصم.. ليه صعب.. صدقني مش صعب ابدا.
صمته لمرة أخرى جعل اليأس يتملك منها.. ابتلعت غصة مريرة بحلقها..
سارة واضح اني دخلت المكان دة غلط.. شكلي كدة ماليش مكان هنا.. عن إذنك.
لم تكن تقصد المكان بل كانت تقصد قلبه التي تراه مغلقا أمامها من كل الإتجاهات.. و لكنه لم يقدر أن يدعها تذهب و هو يرى الحزن يرمح بحرية على وجهها.. فقبل أن ترحل وجدته يمسك بيدها حتى لا تتركه و سألها..
عاصم عايزة تعرفي ايه يا سارة.. عايزة تعرفي ليه ماكنتش بتكلم معاكي طول ما انتي في المستشفى.. عايزة تعرفي ماكنتش بعرف اضحك ليه من ساعة ما تعبتي.
سارةدارت برأسها لتواجهه ليه يا عاصم.. ريحني و قول لي ليه.
عاصماعتدل و وقف قبالتها و بنبرة يظهر بها العڈاب و الخۏف عشان تعبك وجعني.. قلبي كان هايقف يا سارة.. قلبي كان موجوع عليكي.. كنت حاسس إن روحي بتخرج من جسمي و بتوجعني و انا شايف حالتك دي.
سارةو أصابتها دهشة عظيمة عاصم انت.....
عاصمقاطعها سيبيني أكمل.. مش انتي عايزة تعرفي كل حاجة.. اسمعيني بقى للآخر.
لما فاطمة دخلت علينا تصرخ و تقول انك مابترديش عليها حسيت إن اتشليت.. حسيت إن نفسي اتحبس جوة صدري و قلبي وقف.. جريت مش عارف ازاي و دخلت عليكي قبلهم كلهم.. لقيت العرق مغرقك.. وشك احمر من السخونة اللي كانت عندك..
برغم أن كل الأعراض دي أعراض برد... يعني حاجة بسيطة.. لكن قلبي ماكنش مطمن.. كنت حاسس اني خاېف و قلقان ز يمكن مړعوپ كمان.
لما شفنا رجلك و عرفنا أنها قرصة تعبان.. صړخت بإسمك يمكن صوتي يوصلك في نومك و تسمعيني و تفوقي.. بعديها ماحستيش بنفسي غير و انا شايلك بين ايديا و بجري بيكي على المستشفى زي المچنون.. و انتي بين ايديا كنت حاضنك و كأني عيل صغير خاېف من فراق أمه اللي هاتسيبيه لوحده.. كان نفسي اضمك اكتر و اخبيكي جوة صدري و اخد منك السم كله.. كان هاين عليا اديكي روحي....
لم يهدأ بل اكمل بنفس حدته و صوته السريع...
عاصم كنت سايق العربية على 120 في ارض زراعية مكسرة و كلها مطبات.. انتي متخيلة العربية كانت ماشية ازاي
كنتي نايمة على الكرسي جنبي من غير لا حول ولا قوة بس كأنك ماسكة قلبي بتعصريه بغيابك عنه.
فضلت أخطف نظرة لعنيكي يمكن تفتحيهم حتى لو مش بقصد.. كنت عايز اي اشارة من ربنا انك بخير..
لما الدكتور اخيرا طمنا عليكي انا ماقدرتش أفارق المستشفى الا لما اشوفك فايقة بعنيا الاتنين.. قلت لما تفوقي هامشي عشان ماحدش يقول حاجة.. خصوصا لما آسر وصل..
خفت يسألني انت ازاي ملازم اختي و بأي صفة.. بس ماقدرتش.. ماقدرتش اسيبك و ارجع البيت من غيرك.. فضلت كل شوية اخترع في حجج عشان افضل في المستشفى معاكي..
ماقدرتش اسيبك.. ماقدرتش ادخل البيت من غيرك.. ماقدرتش يا سارة ماقدرتش.
زاد اندهاشها.. ليس لمعرفتها بتلك الحقيقة التي كانت ظاهرة لها.. ليس لأنها تتخيل ملامحه العاشقة و هو يتحدث معها و ليس بسبب نبرته الحنونة و التي تخرج لها وحدها.. و بسبب مكالماته السرية بعد نوم الجميع..
بل لأنها لم تكن تتخيل أن بداخله كل ذلك العشق.. فهي لم تكن تتخيل أن عشقه لها يؤلمه لهذه الدرجة.. فكأنه كان يريد أن ېقتل ذاك العشق في مهده أو أن يجعله حبيس قلبه و لا يعلم عنه أحدا.. و لكن أزمة مرضها أظهرته و هو لم يرد ذلك.. فقررت أن تسأله لتسمعها صريحة...
فرفعت يدها تتلمس طريقها نحوه..
سارة بنفس دهشتها عاصم.. انت..
التقط يدها و قبلها بمنتهى العشق ثم وضعها على صدره فوق قلبه النابض بحبها بصوت اعلى من صوته هو شخصيا حتى يجعلها تشعر بما بداخله....
عاصمقاطعها ايوة يا سارة.. بحبك.. انا بحبك يا سارة اكتر من اي حاجه في الدنيا.. حبيتك من غير ما أحس.. سړقتي قلبي و تفكيري و كل كياني من غير أدنى مجهود منك.
بحبك و انا حتى مش عارف رد فعلك ايه.. بحبك و انا مش عارف آخرة حبي دة ايه.. بس مش بإيدي حبيتك يا سارة.. حبيتك أوي.
سارة امتى و ازاي دة انت دائما كنت بتعاملني....
عاصممقاطعا بعاملك وحش و دايما بتعصب
تم نسخ الرابط