رواية فائقة الروعة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر

موقع أيام نيوز

ينتظر رده.. و انطلق ليتجه إلى سوهاج حيث مكان شقيقته..
اما عاصم فقام بالإتصال بشيخ الغفر الموجودين بالسرايا...
عاصم ايوة يا حسان.. اسمعني زين و تنفذ الحديت اللي عاجوله بالحرف.. مفهوم.. 
حسان أوامرك يا سي عاصم.
عاصم تروح تجيب رفاعي من أي حتة و تدخلو العربية بتاعة الست سارة و تخليه يطلع الحنش اللي عضها.. چتته تكون عندك جبل ما اعاود السرايا.. مفهوم..
حسانبطاعة مفهوم يا بيه.
عاصم و تجوله كمان عاصم بيه عايز يعرف الحنش ده دخل العربية كيف فاهم.
حسان حاضر يا سي عاصم.. حالا اها...
اغلق عاصم هاتفه ثم اتجه ليقف معهم مرة أخرى مرت ساعتين أخرتين حتى آتاهم الطبيب بوجه مبتسم فتأهبوا جميعا و هو يقترب منهم..
الطبيب مساء الخير يا جماعة.
عبد الرحمن يسعد مساك يا ضاكتور.. في چديد
الطبيب أن شاء الله.
عاصم طمنا يا دكتور الله يرضى عنيك.
الطبيب لا الحمد الآنسة سارة عدت مرحلة الخطړ و بقت احسن كتير.. 
هنية صح بجت زينة
الطبيب ايوة يا حاجة الحمد لله.. حرارتها نزلت و الخطړ زال.. و آثار السم كمان قريب اوي هاتكون راحت خالص.. و نقلناها اوضة عادية..
و قبل ما حد يسألني.. ايوة تقدروا تشوفوها بس 10 دقايق مش اكتر لأنها لسة نايمة و محتاجة راحة.. عن اذنكم و الف حمد الله علي سلامتها.
تركهم و ذهب ليباشر عمله.. و اتجهوا هم إليها بسرعة كي يطمئنوا عليها..
دخلوا إلى غرفتها فوجدوها نائمة و جسدها معلق ببعض المحاليل المغذية و التي تمدها بالغذاء و الدواء الذي يساعداها على أن تعود مرة أخرى للحياة.
اقتربت هنية و هدى من فراشها حتى يطمئنا عليها عن قرب.. و وقف عاصم و والده عند نهاية الفراش بأسف على حالها..
كان الجميع حزين و خائڤ عليها.. و أكثرهم كان عاصم.. فقد كان يمسك بحديد الفراش يكاد أن يعتصره بقبضته حتى يمنع نفسه بصعوبة عن الركض نحوها و احتضانها بشدة حتى و هي غائبة عن الوعي.
فمهما صور له الطبيب حالتها الصعبة لم يتصورها بذلك الضعف و الوهن..
اطمئنوا عليها جميعا ثم...
عبد الرحمن طيب و احنا هانعملو ايه دلوجت... هانسيبها لوحدها ولا ايه
هدىببكتء و حزن على صديقتها لا طبعا انا مش هاسيبها الا لما تبقى كويسة و ترجع معايا كمان.
عاصمبمسايسة لا يا هدى لا يا حبيبتي.. انتي لازم تروحي.. انتي ماخدتيش علاجك النهاردة... ولا كلتي حاجة حتى من ساعة الفطور اللي ماكلمتيهوش ده.. 
و هي اصلا نايمة مش حاسة بحاجة... و الدكتور طمنا عليها و قال إنها مش هاتصحى قبل بكرة الصبح.. يبقى قاعدتك هنا مالهاش لازمة.
هدىبإصرار و دموع لا.. برضو مش هاسيبها.. هافضل معاها لحد ما تفوق و تكلمني و تروح معايا كمان.
هنيةبتعقل و حنان يعني و هي لما تفوج و تلاجيكي جاعدة چنبيها و مابتسمعيش الكلام و حتى الدوا ماعيزاش تاخديه.. مش هاتزعل منيكي..
و بعدين مين جالك ان احنا هانسيبوها وحديها.. اني هافضل چنبيها لحد ما تقوم بالسلامة.
هدى بس..
عاصمسريعا حتى تقتنع مابسش يا هدى.. روحي انتي و ابوي و اني هافضل معاها اني و امي لحد الصبح.. و انتي تعالي لها الصبح تاني و ان شاء الله تلاقيها فاقت كمان.. حتى تچيبيلها هدوم عشان تغير خلاجتها..
استسلمت هدى لإصرار الجميع على راحتها و ذهابها إلى المنزل تحت رغبة الجميع.. فذهبت هي و والدها و تركت والدتها و عاصم مع سارة..
كان عاصم يجلس على كرسي بعيدا قليلا عن فراشها يتأمل حالها بهدوء و قلق لاحظته هنية بسهولة.. و قبل الفجر بقليل تركته والدته و دخلت إلى المرحاض..
ظل يتأملها لعدة دقائق حتى قاطعه رنين هاتفه برقم آسر الذي كان قد وصل لمطار المدينة لأنه لم يقدر أن ينتظر القطار و ساعات السفر الطويلة فيه..
آسر ايوة يا عاصم.. انا وصلت مطار سوهاج..
عاصم حمد الله على السلامة.
آسر سارة عاملة ايه دلوقتي
عاصم الدكتور طمنا عليها و قال إنها خلاص عدت مرحلة الخطړ خلاص..
آسر الحمد لله.. اديني عنوان المستشفى بقى بسرعة.
أرسل له عاصم العنوان.. ثم عاد يتأملها مرة أخرى لعدة ثوان قبل أن يقوم و يجلس على الكرسي الذي كانت تجلس عليه والدته بجوارها بهدوء و بطء مدمر لما تبقى من أعصابه.. امسك بكف يدها و هنا فقط تحررت تلك الدمعة التي كانت تتمسك بها عينه حتى لا تسقط و تفضحه..
عاصم سارة.. انتي كويسة يا حبيبتي!! ماتستغربيش اوي كدة.. ايوة حبيبتي و روحي و نور عيني كمان.. مش كفاية نوم لحد كدة..بنبرة مرحة بين حشرجة صوته ايه بقالك سنة مانمتيش.. نايمة بقالك يجي 24 ساعة اهو..
و بعدين انتي ازاي ماتقفليش الشباك كويس و تخلي التعبان يدخل لك الكراڤان و يعمل عملته السودة دي..
طبعا بتسألي نفسك انا عرفت منين.. من الرفاعي اللي جيبته عشان يطلع التعبان من الكراڤان هو اللي قال إن التعبان دخل من الشباك..
بس ماتخافيش.. التعبان ماكنش خرج تاني.. و حسان جابه و مۏته.. اه طبعا مۏته.. هو انا كنت ممكن اسيبه عايش بعد ما عمل فيكي كدة.. بعد ما خلع قلبي عليكي كدة..
ثم أكمل بنبرة حزينة تسببت في حشرجة صوتهسارة.. ماتسيبينيش.. قومي.. انا اللي اعرفه عنك انك قوية.. حاربي.. حاربي و اجمدي و خليكي قوية زي ما انا متعود عليكي..
عشان خاطري ماتسيبينيش.. ارجعيلي بسرعة.. مش هقدر اعيش لو جرالك حاجة.. عشان خاطري يا سارة فوقي .. 
فوقي و ارجعي اټخانقي معايا على علاج هدى.. و ازعلي مني و اصالحك.. 
فوقي عشان ابويا مارضيش يحط لقمه في بقه النهاردة و انتي مش هاتاكلي معاه.. 
حتى هدى ماكنتش راضية تروح من غيرك.. ولا كانت عايزة تاكل ولا تشرب ولا حتى تاخد علاجها لحد ما تفوقي.. 
حتى امي كانت هاتموت من الخۏف عليكي.. والله كانت حالتها زي حالتها ساعة حاډثة هدى اللي هي بنتها بالظبط.
انا كمان يا سارة.. حالتي حالة من ساعة اللي حصل.. خۏفي عليكي عمري ما حسيته قبل كدة.. ارجعيلي يا سارة عشان خاطري.. انا كمان مش عارف اتلم على نفسي من ساعتها..
ارجعيلي يا سارة.. فوقي و ارجعيلنا كلنا..
أنهى حديثه و أسند رأسه على الفراش بجانبها و مازال ممسكا بيدها.. ظن أن والدته لازالت في المرحاض و لكنها كانت خرجت و استمعت لحديثه كله.. لم يشعر بها إلى أن لمسته بكفها الحنون الذي ربت على رأسه بعطف.. 
فنظر إليها و وقف ليواجه نظراتها التي تنم عن اندهاش شديد و يستمع إلى سؤالها الوحيد..
هنيةبدهشة عاتحبها يا عاصم
عاصم امي.. انا...
هنية عاتحبها يا ولدي
لم ينطق بل هز رأسه إيجابا و ارتمى بحضن والدته التي استقبلته بكل حنان و هو يقول بكل حنين...
عاصم بحبها ياما.. بحبها و جلبي عايتخلع عليها.. 
هنيةبحنان هاتبجى زينة يا ولدي.. ماتخافش هاتبقى زينة..
انقضت تلك الليلة العصيبة على الجميع في انتظار سارة لتفيق... و على رأسهم بالطبع عاصم الذي لم تغمض عينه لساعة واحدة..
و في الصباح الباكر استيقظ عاصم بفزع من غفوته التي لم تتعدي النصف ساعة على آسر و هو يقتحم الغرفة و يركض نحو الفراش الذي تقبع عليه شقيقته..
آسرپخوف
تم نسخ الرابط