رواية فائقة الروعة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي عشر..
ظلت محادثات الهاتف بين سارة و آسر مستمرة كعادتها بشكل يومي.. و لكن حديث آسر بدأ أن يتمحور حول هدى.. التي أصبح اطمئنانه عليها بشكل يومي من أساسيات يومه.
خاصة بعد أن بحث عن صفحتها على موقع ال Facebook و ظل يتابعها بشكل يومي.. ما تشاركه أو الخواطر التي تكتبها.. فرحتها بالمسلسل التركي التي تتابعه و تشارك أحداثه على صفحتها..

كل ذلك و أكثر جعل آسر يعرفها أكثر و صرح لسارة برغبته في الارتباط بها.. و لكن سارة منعته من محادثتها و من التصريح لها بمشاعره هذه الفترة لأنه من الممكن أن يعطل علاجها.. فهي قد اقنعتها أخيرا بالعلاج فقط من أجل نفسها.. فلا يمكن أن يظهر لها الان عشقا من الممكن أن يعطل شفاؤها.
و في صباح أحد الأيام....
و بعد مدة ليست بقصيرة من بدا هدى علاها الطبيعي و سيره على أكمل وجه.. و أيضا بعد استمرار وجود سارة في منزل الحاج عبد الرحمن كان مزاج عاصم قد أصبح معتدلا جدا.. فقد زادت محادثاته الهاتفية مع سارة ليلا بعد إنتهاء اليوم و التي كان يبدأها بالاطمئنان على هدى و علاجها و صحتها و سريعا ما تتحول إلى اي شيئا اخر يقربه من سارة اكثر مما ساهم في تحسين حالته المزاجية كثيرا و قرب المسافة بينهما أكثر و أكثر..
خاصة تلك الليلة الماضية.. فقد تأكد منها أنه لا يوجد بحياتها شخصا ينافسه على حبها مما زاد سعادته صباحا..
اجتمع الجميع على طاولة الإفطار كعادتهم كل صباح.. نزل عاصم متأخرا عن موعده.. فهو لم يستطع النوم من شدة فرحته فظل مستيقظا لساعة متأخرة من الليل يفكر بها فاستيقظ متأخرا.. وجد أبيه و أمه و شقيقته في انتظاره على الطاولة.
نعم شقيقته.. فهدى قد تركت الكرسي المدولب بشكل نهائي و بدأت في استعمال عكازين يساعداها على الحركة بعد التزامها بجلسات العلاج الطبيعي.. فأصبحت تتحرك بحرية أكثر دون انتظار عاصم ليساعدها أو يحملها..
عاصم إصباح الخير يابوي.. 
عبد الرحمن إصباح الخير يا ولدي.
هنية اصباح الخير يا ولدي.. ايه يا عاصم كل ده نعسان.. نموسيتك كانت كحلي اياك.
هدىبمكر اخوي غير خبيث فهي كانت تلاحظ نظراته لسارة طوال الوقت ما تسيبيه يا ماما.. يمكن كان سهران بيفكر في حاجة كدة ولا حاجة كدهون..
عاصم ايه يا چماعة.. دة هي الحكاية كلها نص ساعة عاد.. ايه ماعينفعش ارتاح نص ساعة زيادة ولا ايه
هنية لا يا ضي عيني.. ينفع.. ربنا يريح جلبك و بالك و بدنك يارب.
عاصممقبلا يدها بحب و احترام و يخليكي ليا و يخليلي دعواتك يارب.
عاصمو هو يجلس على كرسيه و قال بتردد حتى لا يلاحظ أحد اهتمامه بها امال.. امال فين سارة.. لسة نعسانة ولا ايه
هنية ايوة صح.. دي اول مرة تتأخر إكدهثم رفعت صوتها فاطنة.. انتي يا بت يا فاطنة..
فاطمةو هي تركض نحوهم ايوة.. ايوة يا ست چيت اها.
هنية همي يا بت روحي لستك سارة شوفيها ماچاتش ليه لحد دلوج... همي جبل الفطور ما يبرد.
فاطمة حاضر اها..
ركضت فاطمة مسرعة نحو مقصورة سارة... ظلت تطرق الباب و هي تنادي باسمها لمدة طويلة.. بعد لحظات قررت فتح الباب و الدخول..
فعندما لم تجد فاطمة رد سحبت الباب و صعدت إليها و هي تهتف باسمها...
فاطمة ست سارة.. يا ست سارة.. كل ده نعسانة اياك جومي بجى دول مستنظرينك على الفطور..
اقتربت أكثر من الفراش.. لتجد جسد سارة ينتفض بشدة.. لونه شاحب.. العرق يغرق جبينها بل جسدها كله خاصة رأسها و وسادتها أيضا.. اقتربت أكثر لتقوم بهزها پخوف..
فاطمة ست سارة... ست سارة بيكي ايه.. ردي عليا..
ثم على صوتها بصړاخ طلبا للمساعدة يابوي... يا بووووي... 
الحجوني يا خلق..
و انطلقت سريعا نحو السرايا تطلب المساعدة من أصحاب المنزل..
فاطمةدخلت تركض و تصرخ ست هنية.. الحجي يا ست.
هنية في ايه يا مخبلة انتي.. عاتصرخي أكده ليه يا بت
فاطمة الحجي الست سارة.
عاصموقف بعد أن انتبهت جميع حواسه مالها ستك سارة يا بت.. انطجى.
فاطمة روحت انادم عليها فضلت اخبط بس ماردتش.. فتحت الباب و دخلت لجيتها عمالة تتنفض يا عيني و ماعتردش عليا.
هنيةپخوف عاتجولي ايه يا مخبولة انتي
فاطمة الحجوها يا ستي..
عبد الرحمن هم يا عاصم.. تعالي يا هنية نشوفو ايه الحكاية دي.
لم ينتظر عاصم ليسمع أكثر.. فركض إلى محبوبته حتى يطمئن عليها.. و ركض الجميع خلفه.. كان هو أول من وصل إليها.. دخل و اتجه الي فراشها حيث تقبع دون حراك..
اقتربت يده المرتعشة نحو جبينها حتى لمست جبهتها ليشعر بها تحترق تحت أنامله و ينتفض قلبه مع انتفاضة جسدها قلقا عليها.. دخلت خلفه هنية و عبد الرحمن فإقتربت هنية منها تفحصها..
أزاحت عاصم جانبا حتى تطمئن عليها و تتفحصها بحرية....
هنية بعد يا عاصم اكده..وضعت يدها على رأسها دي چتتها مولعة ڼار..
عبد الرحمن كلم الدكتور بتاع الوحدة الصحية ياچي يشوفها.
هنية بسرعة يا عاصم.. البت بتفرفر.
عاصم لا شكلها ماعيطمنش.. انى هاخدها المستشفى احسن.
هنية احسن برضيك يا ولدي...
عاصم لبسيها حاچة تسترها بسرعة ياما عبال ما اطلع العربية..
هم أن يتركها و يخرج هو و والده لكنهما توقفا عندما سمعوا صړاخ هنية و هي ټضرب على صدرها بړعب... فقد رفعت غطاء الفراش عن ساقيها لتجد لون أحداهما أزرق بلون سماء الليل..
هنيةو هي ټضرب على صدرها يا مري.. غيتني يا حاچ.. غيتني يا عاصم.
اقترب كلاهما ليريا ما حدث فوجدا ساقها بزرقة سم الحية التي تظهر عضتها بوضوح في باطن ساقها..
عاصمصارخا سااااااارة.
رجت صړخة عاصم بإسمها المكان قبل أن يحملها و يركض بها إلى المشفى الذي يبعد عن منزلهم مدة نصف ساعة تقريبا..
حملها عاصم دون تفكير و وضعها على كرسي الراكب بجواره بعد أن عدل وضعيته حتى أصبح بشكل أفقي لتنام سارة عليه براحة أكبر.. و ركبت والدته بالكرسي الخلفي بعد أن أحضرت فاطمة لها ما يخفي ملابسها البيتية.. أما عاصم فاتجه سريعا إلى كرسي السائق و تحرك إلى مقصده..
لم تحتمل هدى الصدمة فأصرت على الذهاب معها.. فقد كانت سارة لها نعم الصديقة و الأخت.. فحاول والدها أن يهديء من روعها قليلا و اصطحبها مع سائقه الخاص بسيارة أخرى خلفهم..
وصل عاصم إلى المشفى في وقت قياسي بسبب سرعته الچنونية.. وقف أمام الباب الرئيسي و نزل من سيارته و اغلق بابها پعنف كاد أن يخلعه من مكانه.. ثم اتجه إليها يحملها بين ذراعيه مرة أخرى و دخل ېصرخ في بهو المشفى..
عاصمبصوت جهوري انتو ياللي هنا.. عايز دكتور بسرعة.. حد ياچي بسرعة..
إتجه إليه عدد من الممرضات و طبيبان.. و لما لا فهو عاصم ابن عمدة بلدتهم و كبيرهم.. و بعد عمر طويل لوالده سيصبح هو العمدة بالتأكيد.. سأله أحد الطبيبان بإستفسار..
طبيب خير يا عاصم بيه.. ايه اللي حصل.
عاصمپغضب و صوت جهوري انت لسة هاتسألني بص على رجليها و انت تعرف.
عاصمبعد أن نظر الطبيب لساقها بفحص قرصة تعبان.. و واضح من رجلها أن بقاله كتير..
طبيب طيب ياللا بسرعة على العناية.. بسرعة.. و حد ينادي لي
تم نسخ الرابط