رواية فائقة الروعة الفصول من الثامن للعاشر

موقع أيام نيوز

و المر اكتر من الحلو.. هدى لازم تتعلم تواجه كل دة لوحدها.
عاصم و احنا دورنا ايه بقى لما هانسيبها تتعرض لأي حاجة تضايقها.
سارةبتقرير دورنا نقف جنبها.. نخفف عنها إنما مش أننا نحميها من أي حاجة و كل حاجة كدة.. كدة احنا بنلغي هدى بنلغي شخصيتها بنخليها شخص اعتمادي.. شخص مابيعملش اي حاجة لوحدة.. شخص جبان بېخاف من أي حاجة و دة غلط..
و اعتقد من المدة اللي قعدتها هنا و الشوط الكبير اللي مشيته معاها انكم المفروض تثقو فيا اكتر من كدة.
لم ينطق لسانه فهو يعلم كل ذلك و لكنه لم يكن يريد لهدى أن تعلم هذا الخبر على الاطلاق.. فهو يعلم جيدا كم كانت تحب هذا الاحمق الجبان الذي تركها.. كم عانت بعد أن تركها فهو سببا رئيسيا في حالتها تلك..
عندما طال صمته حاولت والدته أن تنهي هذه المناقشة التي لربما تجعل سارة تنهي مهمتها و تعود للقاهرة و لن يلومها أحد.. فعاصم يعاملها معاملة سيئة للغاية.. فمن أجل مصلحة ابنتها ستتحدث...
هنية طبعا يا سارة يا بتي.. بنوثج فيكي جوي جوي كمان امال ايه.. انتي الوحيدة اللي جدرتي تغيري في حالها كتير.. ماتزعليش من عاصم يا بتي هو بس خاېف على هدى.. زينا كلنا.
سارة مش زعلانة يا ماما.. بس حبيت اوضح الأمور.. عن اذنك.
هنية على فين بس يابتي دة احنا هانتغدو خلاص.
سارة معلش بألف هنا انتو.. انا ماليش نفس.. بعد اذنك.
استأذنت منها هي فقط و لم تعيره اي انتباه و كأنه لم يكن موجودا بالأصل.. تركتهما و خرجت.. فهي قد سأمت من اتهاماته لها بالتقصير و بأنها دائما تتعمد أن ټؤذي هدى و هذا بالطبع غير صحيح..
فدائما ما يكون الدواء مرا و لكنه يريد أن يكون دواءها حلوا و هذا صعب.. تعلم سارة خوفه على شقيقته الوحيدة و تقدره أيضا... و لكن دلاله المبالغ فيه لها قد يعطل علاجها و هي بالفعل قد قطعت شوطا كبيرا في علاجها ولا تريد أن تخسر ما وصلت له..
و من وجهة نظرها الطريقة الوحيدة لذلك هو أن تجعل هدى تعتمد على نفسها مرة أخرى.. فلا يجب أن تخفي عنها خبر كهذا بالرغم من أن لم يكن لسارة اي يد في معرفة هدى لذلك الخبر.. و لكنها خطوة عظيمة حتى تعتمد على نفسها مرة أخرى.. 
فرصة لها لكي تدرك أن من ترفض العلاج من أجلهم يعيشون حيواتهم بكل ما فيها.. يحبون و يتزوجون دون أن يعيروها اي اهتمام...
نظرت هنية لولدها... ذلك العصبي الذي أصبح مؤخرا لا يطيق الحديث مع أحد.. ربما بعد طلاقه.. لا فقد كان هادئا عطوفا كما هو و لكن منذ وصول سارة و تحول لشخص آخر.. سارة الوحيدة التي يعاملها بتلك الطريقة الفظة السيئة... فنظرت له بحزم و قالت پغضب...
هنية ايه يا عاصم.. ماعتبطلش طريجتك دي مع سارة عملتلك ايه هي البنية تخليك تعاملها إكده
عاصم ياما اسمعيني بس...
هنيةقاطعته بقسۏة يراها منها لاول مرة لا.. انت اللي تسمعني و تسمعني زين.. اني كنت بسكت لما ابوك بيتحددت معاك لما بتزعلها.. إنما لا بكفاية اكدة.. البت من يوم ما رجلها خطت الدار اهنه ماشوفناش منها حاجة عفشة..
متربية زين اخلاجها كيف الچنيه الدهب.. بتتعامل معانا كيف ما نكونو أهلها... خيتك اللي انت محموج عليها جوي سارة هي الوحيدة اللي عرفت تخرچها من وحدتها اللي كانت بتاكل فيها يا حبة عيني..
خلتنا نتلمو من تاني على سفرة واحدة.. و اني مش هاسمحلك يا عاصم انك تطفشها فاهم.. مش هاسمحلك تهد اللي هي عملته عشان حاچات اني مش عارفاها.. فاهم..
لم تنتظر رده ولا اعتذاره.. تركته و خرجت.. تركته لعقله الذي أخذ يؤنبه مع ضميره على معاملته الجافة بل و القاسېة لها.. ظل يعاند ضميره ام يا ترى هو قلبه الذي ظل يأمره بالخروج إليها و الاعتذار منها و مراضاتها بأي طريقة.. فهي إنسانة رقيقة بحق ولا تستحق منه تلك المعاملة أبدا..
و الفصل العاشر...
تركت هنية عاصم في حيرة من أمره.. فلم يعد يعرف نفسه بعد الأن معها.. فكل أفكاره تذهب مع عقله إلى مكان مجهول حينما يتعلق الموضوع بها..
لا يشك بها مطلقا و لكن عقله أصبح يتصرف بغرابة مطلقة معها...
ظل يفكر و يفكر على أمل أن يهتدي عقله و قلبه إلى بر من ذلك البحر الذي يغرق فيه...
أما سارة..
فقد توجهت لمقصورتها و ظلت بها... كانت تشعر بالضيق الشديد من موقف عاصم... اكتفت هي من اختلاق الأعذار له..
تعلم أنها شقيقته الوحيدة التي يحبها بل يعشقها.. و لكنه يعيق عملها.. يعيق تقدمها في علاج هدى.. حبه الشديد لها سوف يكون بمثابة العائق الوحيد لتقدمها..
تعلق هدى به أيضا هو ما يعيقها و يمنعها من تقبل فكرة العلاج الفيزيائي الذي سوف يؤهلها لأن تعود و تقف على ساقيها مرة أخرى..
ناهيك عن ثقته بها التي تتأرجح بين انه يثق بها و بعقلها و بقرارتها و بين هل يثق بها من الأصل ام لا..
على الرغم من خبرتها التي لا بأس بها في مجال علم النفس.. إلا أن شخصية عاصم تحديدا تثير حيرتها بشكل مبالغ فيه..
فهو احيانا شخص لطيف مرح ضحوك و حلو الصحبة.. لا يمل من صحبته.. حتى أن سارة نفسها تحب حديثها معه الذي غالبا ما يكون حديث متحضرا مثقفا يظهره كشخص مثقف متفتح..
و لكن حاله ينقلب في أقل من دقيقة و يتحول فجأة لذلك الھمجي الذي لا يعرف كيف يتعامل مع البشر بشكل طبيعي و بلا سبب مقنع..
ظلت تفكر في طريقة أخرى حتى تكسب ثقة عاصم كطبيبة و تجعل من حبه لشقيقته عامل مساعد بل و محفذ لشفاء هدى و تناست مشاعرها تجاهه و حاولت أن تفكر فيه كشخصية غريبة استفزت طبيبة.
قاطع تفكيرها و شرودها طرقات خفيفة على بابها.. هتفت من مقعدها و هي تقول..
سارة ادخلي يا فاطمة.. الباب مفتوح.
عاصم أنا.. انا مش فاطمة يا سارة.. أنا عاصم.
تنهدت بتعب و شبه يأس منه ثم أطلقت زفيرا حادا حتى تهدئ أعصابها.. فهي تحتاج أن تكسبه لصفها حتى يساعدها في مهمتها قبل ان تكسبه كحبيب حسب المشاعر التي تشعر بها منه... رغم تقلباته تلك.. قامت و اتجهت للباب لتفتحه و هي تقول بطريقة رسمية..
سارة اتفضل يا استاذ عاصم.
عاصمتعجب و لكنه يعلم أنها غاضبة منه و هي على حق من امتى بتقوليلي استاذ دي.. مش كنا اتفقنا أننا أصحاب و أننا نشيل الرسميات دي..
سارة دة لما كنت فاكرة أننا أصحاب فعلا و أن في بينا حتة ثقة حتى لو كانت صغيرة جدا.. لكن طبعا من الواضح أن مافيش اي ثقة فيا خالص.
عاصم ليه بتقولي كدة يا سارة.. انا بثق فيكي طبعا.. انا بس كل الحكاية اني..
سارةمقاطعة كل الحكاية انك مش بتثق فيا.. و تقريبا بقيت پتخاف على اختك مني.. مالهاش تفسير تاني صدقني.. صح.
عاصمو صعد أول درجة من درجات تلك المقصورة و اصبح يفصل بينهما درجة واحدة
تم نسخ الرابط