رواية فائقة الروعة الفصول من الثامن للعاشر
بداخل مقصورة سارة..
بعد أن استقرت سارة و آسر.. ابدلا ملابسهما و جلست بجانب أخيها لتتحدث معه قليلا فقد مر الكثير من الوقت لم يتحادثا فيه عن أمور حياتهم..
آسر ها يا قمر.. ادينا غيرنا هدومنا و عملتلك مج هوت شوكليت من بتاع زمان دة فاكراه اللي كان بيخليكي تبعبعي بكل اللي جواكي من غير ما تحسي.. ها ارغي بقى.. عاملة ايه و اخبارك ايه هنا
آسر طيب قري و اعترفي بسرعة.. و بعدين أنا من ساعة ما شوفت هركليز اللي انتي عايشة معاه دة و انا قلقت بصراحة.
سارةضحكت بصخب ههههههه.. قصدك عاصم.. حرام عليك ليه بتقول عليه كدة.. دة طيب و كيوت اوي على فكرة.
آسر لا يا شيخة بقولك ايه يا بت انتي اتعدلي كدة و انتي بتتكلمي.. هو ايه دة اللي طيب و كيوت.. دة كان هايعمل عليا شوربة عشان حضنتك..و هو يغمزها بعينه هو ايه النظام.
آسر اه.. ليه
سارة عشان أنا مش شايفاك يا ابو المفهومية.
آسر بقولك ايه.. ماتحاوليش تتوهيني.. عاصم دة ايه نظامه على طول متحكم فيكي كدة و حاشر مناخيره في كل حاجة
سارة ليه بتقول عليه كدة.. على فكرة عاصم انسان كويس و محترم.. بس هو ماكنش يعرفك.. فلما يلاقي أن الدكتورة بتاعة أخته اللي عايشة معاهم في نفس البيت واحد غريب داخل يسأل عليها و ياخدها بالحضن اول ما يشوفها لازم يسأل.. ولا ايه
سارةبتعجب غيران!!!
آسر ايوة غيران.. انا راجل و فاهم نظراته كويس.. سارة احنا مش مجرد اتنين اخوات احنا اصحاب.. انا احيانا بحس أني لما اتجوز و اخلف هاعمل مع بنتي زي ما بعمل معاكي كدة.. انتي بنتي يا سارة مش اختي.
آسر ماشي.. و عموما انا بثق فيكي جدا طبعا.. المهم.. هي هدى دي تبقي المړيضة بتاعتك.
آسر مش عارف.. اول ما شوفتها حسيت بحاجة كدة.. مش فاهمها.. هي بنت عادية يعني.. بس فيها حاجة شدتني.
سارة آسر.. هدى نفسيتها هشة جدا... خصوصا الفترة دي.. فأرجوك مش هاقولك بقى إن احنا في الصعيد و أن اللي انت بتفكر فيه دة مستحيل..
آسر و لما انتي عارفة اني مش بتاع تسالي.. بتقوليلي كدة ليه
سارة عشان اعرف قصدك
آسر عموما خروجة بكرة دي هاتبين حاجات كتير.. و لما نرجع لينا كلام.. قومي نامي بقى احسن انا هاموت و انام..
اما عاصم فقد كان مثل الأسد المحتجز بداخل غرفته.. ظل واقفا في شرفته يراقب نور المقصورة الذي كان مضاءا لمدة تزيد عن الساعتين..
فتساءل.. ياترى ماذا يفعلون كل هذه المدة.. ايتحدثان.. عن ماذا.. هل عن أحداث عادية.. ام عن ماذا
يا الله ما كل هذه الحيرة و الغيرة التي أشعر بها داخل صدري..
ظل يراقبهما حتى اغلقا الانوار فدخل هو إلى فراشه يفكر بها حتى غلبه تعبه و نام.
أتى الصباح التالي بسلام..
تناول الجميع فطورهم في جو لطيف مرح و اتجه الأربعة أفراد إلى السيارة.. حيث كان عاصم يقودها و بجانبه آسر و بالخلف تجلس الفتاتان..
اتجه بهم عاصم إلى أحد مراكز التسوق الشهيرة نزل جميعهم.. و حمل عاصم شقيقته حتى يجلسها على كرسيها المدولب.. و لكن قبل أن يدخلون من باب المركز.. تمسكت هدى بيد سارة پخوف مبهم..
شعرت بها سارة فأبتسمت و نزلت الي مستواها و قالت..
سارة هدى.. انا مش عايزاكي تخافي.. انتي مش لوحدك.. كلنا حواليكي.. انا و عاصم و آسر كمان مش عارفة لازمته ايه بس اهو موجود يعني.
آسر شكرا يا زوق..
سارة العفو يا حبيبي اي خدمة... ثم عادت تحدث هدى مش عايزاكي تركزي مع اي حد.. ماتبصيش لوش حد.. انتي كويسة و ماحدش هايضايقك.. ماشي..
احنا جايين نتبسط و نفلس اخوكي و نمشي تمام.
ابتسمت هدى بتوتر و قالت..
هدى تمام.. ياللا.
دخلو جميعا إلى المول عاصم يدفع الكرسي و سارة تتأبط ذراع أخيها و لكن تمشي أكثر بالقرب من هدى.. كانت هدى تنظر إلى وجهات المحلات و تبدي إعجابها ببعض المعروضات و كانت سارة تشجعها على شراء بعض الأغراض.. ليس بهدف الشراء و لكن بهدف تحسين مزاجها..
انتهت فقرة التسوق على خير.. وسط فرحة هدى بأول مرة لها خارج المنزل لهدف غير طبي او علاجي.. و فرحة عاصم بشقيقته التي تتحسن كل يوم عن الآخر.. و فرحة سارة بيوم بعيد عن الروتين اليومي..
و ڠضب آسر الذي عمل كمساعد يحمل الحقائب فقط..
آسر ياريتني ماجيت اشوفك يا سارة.. كان يوم مهبب يوم ما وحشتيني.. شيال.. اخرتها شيال
سارة ههههههههه.. و ماله الشيال بس.. مش شغلانة شريفة برضه..
هدى حرام عليكي يا سارة.. احنا اسفين اوي يا باشمهندس تعبناك معانا خالص.
آسرو هو ينظر لعينيها التي ابعدتهم بخجل ولا يهمك يا جميل.. دة انا أشيل الظلط.
عاصم عاتجول ايه انت
آسرپخوف ها لا ولا حاجة..
سارة حقنا للدماء هو احنا مش هاناكل ولا ايه.. انا جعت جدا...
هدي اه و انا كمان.
آسر و انا كمان والله يا بنات..و تراجع بعد نظرات عاصم الحاړقة له دة لو مايضايقش استاذ عاصم يعني.
عاصم تعالو نروحو اي مطعم ناكلو حاچة.
ثم اتجه الجميع إلى أحد المطاعم الملحقة بالمركز التجاري و تناولوا الغداء في جو مرح تشوبه الغيرة الشديدة من عاصم على كل من أخته و سارة من ذلك الآسر المرح و مزاحه اللطيف .
انتهت رحلتهم بسلام و عاد الجميع إلى المنزل بعد قضاء يوم ممتع للغاية.. قضى آسر يوما أخر معهم و اضطر للسفر مرة آخرى حتى يعود لعمله..
عاد الجميع بعد هذه العطلة الصغيرة لأعمالهم.. ثم بدأت هدى بالفعل جلسات العلاج الطبيعي و التي قد تم لأجلها استدعاء أحد أفضل الأطباء المتخصصين في هذا المجال..
بدأت علاجها و استمر لمدة شهر كامل قبل أن تستطيع هدى ان تحرك ساقيها حركة صغيرة.. حتى انها قد بدأت تتحرك قليلا و تقف على ساقيها لعدة دقائق قليلة مما أعاد للجميع الأمل في شفائها الكامل..
لم ينتهي دور سارة عند هذا الحد بل إنها كانت تحميها و تدعمها في لحظات ضعفها و تعبها و تذكرها بقرارها النابع من داخلها بتلقيها العلاج و بتغيير حياتها لتعود لسابق عهدها..