رواية فائقة الروعة الفصل الاول والثاني والثالث

موقع أيام نيوز

لتراه هنية و تفهم سبب ضيقه و حزنه... فتتنهد بيأس بدورها و تجلس بجانبه و تسأله..
هنية برضك مارضيتش تخرج معاك.. صوح
عبد الرحمن معلش.. سيبيها براحتها.. اللي حصل لها ماهواش شوية يا حاچة.. بكرة ربنا يفرچها..
هنية يارب..
عبد الرحمن امال فين عاصم.. لساه نايم لحد دلوجيت
هنية لا.. صحي و بيلبس و زمانه نازل..ثم رفعت صوتها لتنادي على إحدى خادمات القصرفاطنة.. بت يا فاطنة..
لتركض فتاة صغيرة في اواخر عقدها الثاني ترتدي جلباب صعيدي و تغطي شعرها بطرحة صغيرة..
فاطمة ايوة يا ستي الحاچة.. 
هنية سيدك عاصم صحي
فاطمة ايوة.. و زماناته نازل اها..
هنية طيب روحي استعجليه.. و هاتيلي عدة القهوة عشان اچهز قهوة ابوكي العمدة.. ياللا همي..
فاطمة حاضر.
اما بالاعلى.. في إحدي غرف ذلك المنزل الذي يجمع تلك الاسرة الصغيرة المحبة..
كانت غرفة عاصم.. الابن الاكبر للعمدة عبد الرحمن المنياوي.. لم يكن صباح هذا اليوم مختلفا عما سبقه او عما سيليه..
فقد كانت عادته ان يستيقظ من نومه في تمام الساعة السادسة ليشرب كوب اللبن الدافيء الذي تعده له والدته و تضعه بجانبه كأول شيء تفعله في يومها..
ثم يقوم بممارسة بعض الرياضة البسيطة كتمارين الضغط و الملاكمة علي كيس التدريبات المخصص لذلك و نط الحبل..
ثم يتجه الي المرحاض و يأخذ حمامه.. يخرج ليرتدي ملابسه المكونة من الجلباب الصعيدي التقليدي و عليه عبائته الصوفيه و على رأسه عمامته التقليدية لتكتمل طلته المهيبة.. 
نظر لنفسه في المرآة حتي يمشط شعره لتمر عليه ذكرياته مع زوجته السابقة و ابنة عمه عبير..
فقد اعتادها تحضر له كوب اللبن و توقظه في موعده المحدد.. تعد له حمامه و تجهز ملابسه و تساعده في ارتدائها..
كانت تفعل له ذلك كل يوم.. الي ان...
الى ان تبدلت احوالهما بسبب ذلك الشيء الذي لم يكن له ذنب فيه.. فقد كانت حياتهما مستقرة.. حسنا لم يكن بينهما ذلك الحب الذي يسبب رعشة اليدين عندما يتلامسان.. او الذي يجعل احدهما لا يحرر الاخر من حصار عينيه.. او يجعل القلب يرجف بمجرد نظرة بسيطة من الشريك.
و لكنهما كانا لبعضهما منذ الصغر حسب عادات و تقاليد عائلتهما و اتما زواجهما عندما كبرا.. 
لكنها عندما تركته بتلك الطريقة المهينة و طلبها للطلاق بكل طاقتها.. عينيها التي لم ترمش امام المأذون الذي طلب منها ان تفكر مرة اخرى.. 
و لكنها فاجأت الجميع بردها...
عبير لا يا سيدنا الشيخ مافيش فايدة.. احنا متفقين واني مارايداهوش..
جرحته الكلمة في صميم كرامته لكنها لم تمس قلبه و كان هو مرتاحا لذلك.. فچرح القلب هو ما لا يستطيع ان يداويه..
نفذ لها ما أرادت و تم الطلاق و تركها و طوى صفحتها للأبد..
استفاق من ذكرياته علي طرق علي الباب ليعيده الى الواقع مرة اخرى..
عاصم ايوة.. مين. 
فاطمة اني فاطنة يا سي عاصم.. ستي الحاچة بتقولك الفطور جاهز.. و هي بتعمل القهوة ليك و لسيدي الحاچ.
عاصم طيب جوليلهم نازل اها..
نزلت فاطمة ليتبعها هو فيجد والداه يجلسان يتناولان فطورهما في جو حزين صامت كالعادة.. فيذهب لهما...
عاصميقبل يد والده صباح الخير يا بوي.
عبد الرحمن صباح النور يا ولدي.. كيفك
عاصم بخير طول ما انتو بخيرنظر لوالدته و قبل رأسها و يدها صباح الخير يا اما..
هنية صباح النور يا نور عيني.. اجعد ياللا عشان تفطر.. انت اتأخرت النهاردة..
عاصم معلش راحت عليا نومة.
هنية راحت عليك نومة من امتي
عاصم واه يا اما.. راحت عليا نومة بجولك.. كنت اچرمت ولا اچرمت..
هنية لا يا ولدي ماقصدش.. بس اصل اول مرة ماتجومش في معادك..
عاصم معلش.. كنت تعبان شوية..
هنية الف سلامة عليك..
عاصم هي هدى فين اومال مارضيتش تخرج برضيك
عبد الرحمنتنهد بحزن لحال ابنته لا مارضياش.. دخلتلها و برضك مافيش فايدة..
عاصم يا اما ما تكلمي اخوكي ده اللي عاملي فيها دكتور و ياما هنا ياما هناك و هو ماعرفش يعمل لها حاچة... و كل يومين يبعتلنا دكتور و يروح زي جلته..
هنية كلمته و الله.. قالي هايتصل تاني كمان كام يوم يكون لقي دكتور چديد..
عاصم يا مسهل.. هاجوم اطل علي هدى عبال ما تعمليلي القهوة.
هنية ماشي يا ولدي..
الفصل الثاني...
و بعد قرابة الساعتين في سراي الحاج عبد الرحمن...
كانت هنية تتحدث علي الهاتف مع أخيها الدكتور صبري الذي اتصل بها ليبشرها بقدومه
تم نسخ الرابط