رواية اسرار الفصول من الحادي عشر للرابع عشر
لزهرة
يبقى اجريلها الشقة تقعد فيها هى اصلا لسه جاية النهاردة ومتعرفش اى مكان هنا وانا مش فاضى عشان الشغل وكمان امى مش هنا
لتنظر له بشك وهى تلوك شفتيها
بس امك عمرها ما جبتلى سيرة عن عمتك دى واكيد هى عارفة انها جايه فليه بقى مجتش!
للحظة ارتبك ولم يدرى بما يجيبهل وهو ينظر لزهرة بحيرة لتردف هى قائلة بارتباك
اصل اصل مامت ابراهيم ملحقتش تيجى بس هى اللى قالتله يقولك تأجريلى الشقة
والله يابنتى انا قلبى ارتاحلك اول ماشوفتك وكمان بقى انت تبع هيما يعنى مليش حجة اقولها بس هى الشقة تلاقيها متربة ومتبهدلة من القفلة انت تباتى عندى والصبح ابعت البنات تنضفهالك
لتنظر زهرة لابراهيم بلهفة وهى تحرك راسها بالخفاء دليل على النفى ليردف قائلا بضيق حقيقى
لتظهر ملامح الاسف على ملامح تلك السيدة قائلة
والله يابنى نسيت خالص دا كمان كلمنى من شوية وقالى انه خلاص هيركب القطر استنى هجيب المفتاح بتاع الشقة
لتدلف الى الداخل بينما ظلت زهرة ومعها ابراهيم فى الخارج لتقترب تقف بجانبه تهمس له قائلة بود
ليومأ لها بابتسامه ولم تمر لحظات حتى عادت تلك السيدة ومعها سلسلة من المفاتيح تسبقهم لاعلى الدرج بينما هم يتبوعها الى ان وقفت تلهث امام شقة فى الطابق الاخر اى فى الطابق الثامن وما افزع زهرة هو ان البناية لا يوجد بها اى مصعد مهلا زهرة هذا افضل من لاشئ وافضل من ذاك الملجأ الكئيب والاهم من كل هذا انه بعيدا عن كل تلك الاكاذيب التى كانت تحيطها
مالك يابنتى هى الشقة مش عجباكى ولا ايه
قاطعتها زهرة وهى تقول بلهفة بعد دلوفها الشقة
ابدا دى حتى ماشاء الله حلوة وكبيرة
لتردف تلك السيدة قائلة بعملية فمهما كان اعجابها بزهرة الا ان هذا مكسبها وهو ايجار تلك الشقة
قوليلى بقى انت هتاخدى الشقة ملك زى ابن خالك ولا هتأجريها
لا ملك ايه ان شاء الله اجار
ليتحدث ابراهيم اخيرا بعد ان كان يقف بعيدا عنهم ويلتزم الصمت
وعشان خاطرى بقى هيكون الايجار حنين مش كدا يا خالتى
لتردف بحدة بسيطة
جاء ليجيبها حتى يخفض السعر قليلا لكن سبقته زهرة قائلة بتعجل
انا موافقة حلو 500 ونعمل عقد ايجار جديد وان شاء الله اول ما امضى العقد هسلمك الفلوس
كانت تتحدث بسرعه وارتباك من الموقف كانت تخشى ان يتماطل معها فى السعر وترفض ان تعطيها الشقة حسنا سيتبقى معها الف جنيها ستدبر به امرها بالبداية ستبحث على عمل وبعدها تتخلص من تلك الزيجة فحتى وان كان زواجا باطلا الا انه قنونيا
لم تهتم بنظرات الاخر الذى ينظر لها بضيق بل انتبهت الى حديث تلك السيدة
بصى يا بنتى الشقة مفروشة زى مانتى شايفه بس هى متربة من القفلة وكدا حاولى تظبطى امورك الليلة لحد بكرة ما ابعتلك البنات
زهرة بادب وهى تبتسم بهدوء
لا مش مستاهلة انا هعملها لوحدى تسلمى كلك زوق
لتصدر صوت يدل على اعجابها بزهرة لتقول وهى تنظر لابراهيم
شايف الادب والاخلاق يا ابراهيم مش زى المفعوصة اللى المنيل ابنى خطيبها اهى دى العرايس ولا بلاش
لتبتسم زهرة بسخرية وهى تستمع الى حديث تلك السيدة ليردف ابراهيم وهو يسحب تلك السيدة معه
يالا احنا ننزل بقى ونسيب زهرة ترتاح من السفر
ليلتفت الى زهرة بعد ان سبقته الاخرى فى الهبوط
هجيلك الصبح عشان لازم نتكلم
لتومأ له وهى بمكانها ويغلق هو الباب من بعده بينما هى وقفت بمكانه تلتفت حولها بابتسامه واسعه لاول مرة تشعر بالامان الحقيقي وتكتشف ان ما كانت تشعر به مع جاسر ليس الا اعجاب من الاهتمام لكن الامان الحقيقى هو ان تشعر بانك الامان الحقيقى لنفسك انت من سيساعد نفسك فى كل شئ
اخذت تستكشف الشقة حسن
فرشها بسيط وهادئ يناسبها هى الان لا تريد شئ الا النوم لتذهب الى غرفة النوم تجد فراش واسع لكن يغطيه الاتربة بالاضافة الى انه لا يوجد شئ بالخزانه وهى لا تملك اى شئ معها الا تلك الحقيبة
لتخرج الى غرفة المعيشة وترفع الملائة البيضاء الموضوعة فوق الاريكة الكبيرة وتجلس بتعب عليها تفكر فى القادم هى رتبت افكارها وعلمت من اين سوف تبدأ لكن الخطوة الاولى دائما ما تكون صعبة
لتستلقى فوق الاريكة بعد ان خلعت حجابها تفكر ببدور صديقاتها التى تكاد ټموت من شدة قلقها وخاصة عندما هاتفتها اكثر من 50 مرة لكن زهرة لا تجيب لانه مم المؤكد ان ذلك الجاسر علم بانر اختفائها ومن البديهى مراقبة هواتف جميع من لها علاقة بيهم بدور شهاب ليلى
وعندما خطړ ببالها ليلى ابتسمت بحزن فمن كانت تعتقدها بمثابة امها التى ربتها لم تكن الا شيطان لا يهتم الا لمصالحه بعدتها عن ابيها وامها حتى تحمى ابنها من اللاشئ بدلا من ان تجعله يدرك الاثم الذى ارتكبه والادهى تاخذها من امها عنوة عنها وتنفى معرفتها بأى شئ
اخذت تفكر بحياتها وما وصلت اليه الى ان غلبها النوم وما مكانها ولا تدرى بذلك الذى يكاد ېموت شوقا وخوفا عليها
___________
نهاية الفصل