رواية يوسف الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

يحسدها وكأنها تعيش في جنه .. لكن ماذا اذا دخلوا لعالمها ورأوا ما عانته بسبب من ... بسبب من يخيل لهم انه يعيشها في نعيم الحياة ونعيم الحب .. ونعيم الراحة
______________________________
كانت الساعة تشير للعاشرة وهو يغلق باب شقته علي عجل حتي يهبط لعمله تزامن مع ذلك فتح باب الشقة المقابلة له نظر ليجدها احدي الغتيات التي سكنت جديدا بمقابل منزله ابتسم وهو يتقدم نحوها وهتف بنبرة رزينة لا تليق سوي به
_صباح الخير .. نورتوا العمارة ياانسة...
وترك حديثه فارغا لتنظر للارض بخجل وهي ترد
_كارمن الراوي
ابتسم من رد فعلها الخجول ذلك ثم اكمل
_وانا قصي .. قصي البكري
اؤمات بنعم وهي تلعب بيدها ليلغت نظره تلك الدائرة المعدنية التي تلتف حول اصبعها ابتسم بداخله داعيا ان تتهني بحياة سعيدة مع شريكها دون حتي ان يعلمه .. فلا يريد ان يعيش احدهم حياة حزينة مثله وبحب قاسې مثله ايضا
ردت هي بنبرة اسف واستعجال
_معلش لازم امشي دلوقتي 
وتركته وغادرت ليظل هو للحظات مكانه شاردا في اللاشئ .. الحب ... هو اسوء الاسلحة التي تضعف المرء علي الاطلاق .. صديقي اياك والحب .. الحب معركة لا يفوز بها سوي المحارب الشجاع الذي ببساطة يعرف كل دواخلها وخوارجها ويعرف كيف يديرها لصالحه لكي ينتصر !
وهو ببساطة لم يكن محاربا شجاعا .. بل هو ابعد ما يكون عن المحاربة وعن الشجاعة
تعالت الاصوات المعدنية نتيجة لتخبط الاواني ببعضها البعض بقوة نتيجة لعصبية روان التي كادت ان ټنفجر غيظا منهم .. هي بحياتها لم تدخل مطبخا كانت تعيش في رفاهية شديدة وحتي الان هي تستطيع ان تفعل ذلك لكن لحتي الان لم تستطيع والدتها ان تتوصل لسيدة جيدة تستطيع ان تخدمهم
زفرت بحنق بالغ وهي تقول بصوت مرتفع
_ياماما البيض اتحرق والبطاطس مش لاقيها
دخلت السيدة جلنار علي اخري حديثها لتقول بتعجب وهي تضيق حاجبيها
_مش لاقياها ازاي يعني
ضيقت حاجبيها وهي تخرج احد الاواني من الخوض وتريها اياها وهي تهتف بانزعاج بالغ
_حطيتها تتحمر ومشيت رجعت ملقيتش اثر لاي حاجة صفرة خالص
نظرت والدتها لتلك الحلة پصدمة ثم نظرت لها وقالت
_حرقتيها ياروان .. مش شايفه البواقي السودة دي
نظرت لوالدتها ثم الي تلك الانية التي تمسكها بيدها وحركت يدها بداخلها لتجد تلك الاشياء السوادء تخرج بعضها في يدها لتتعالي صراختها وتبكي بصوت عالي وهي تقول
_انا فاااشلة ياماما انا مبعرفش اطبخ
نظرت لها والدتها بتعجب من حالها ذلك وهي تهتف بتعجب
_واية الغريب ياروان ما انتي طول عمرك فاشلة
نظرت لها للحظة من حديثها الصاډم هذا قبل ان تتعالي صرخاتها مرة اخري .. نظرت لها امها بضيق من حالها وتركتها وذهبت فتلك الفتاة رغم انها تصدمها احيانا بثباتها ورجاحة تفكيرها الا انها تملك عقلا مختلا طائشا .. لم ينضج بعد
______________________________
كانت تسير علي الكورنيش وهي مبتسمة بحالمية وتنظر لمياة النيل بعيون صافية قبل ان يرتفع رنين الهاتف الخاص بها نظرت للمتصل لتتسع بسمتها وهي تجيب
_كنت بفكر فيك
اجابها الطرف الاخر بمرح
_كدابة ياكارمن
_والله كنت بفكر فيك ياحازم
ابتسم واجابها بحب
_وحشتيني
وضعت يدها علي قلبها تهدء من خفقاته التي سببتها تلك الكلمة التي قالها وهي تجيبه بخجل ووجنتيها قد توردت من حديثه
_انا لسة سيباك من يومين بس !
هتف بنبرة حب خالصة لا يمكن الشك فيها ابدا
_انتي بتوحشيني حتي وانتي معايا ياكارمن .. المهم قابلتوا يوسف
التمع الدمع بعيونها وهي تندفع بالحديث تقص عليه كل ما يحدث وهو يستمع لها باذان صاغية كما اعتادت منه وعندما انتهت هتف لها بتمني
_بكرة هيصفي وهيرجعلكم ياحبيبتي انتي بس خليكي هادية ومتزعليش نفسك
اؤمات بنعم وكأنه يراها ليعتذر هو منها ويغلق الخط 
لتكمل السير بشرود بعدما جاءت سيرة شقيقها .. هي تحبه وبشدة وتريده كما تريده روان .. تتمني ان يسندها ويعونها ولكن هو الذي يبعد هو من لا يريد ان يعفو او يسامح
المرء يخطئ ووالدتها اخطأت بالفعل لكن الله يسامح فلما لا يسامح البشر ايضا !
اغلق الهاتف وظهر الضيق والسأم علي وجهه يتمني العودة الي مصر الان .. اليوم قبل الغد يريد ان ينهي ما بيده لكي يذهب وينهي ما لديه هناك .. فقط يريد ان يسارع الزمن ويذهب الي حيث وجهته .. حيث كارمن وعائلتها
تم نسخ الرابط