رواية يوسف الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

منتصبا في منتصف الصالة .. اخيها وتوأمها يقف علي قدمه وقد عادت قوته مرة اخري ياله من شعور رائع .. تشعر بالامان قد عاد اخيرا .. ففي وقت تعبه كانت تشعر وكأنها معرضة للخطړ في كل وقت
تقدمت نحوه بخطوات مسرعة وهي تبتسم وبلحظة واحدة كانت تلقي بنفسها في احضانه لتتعالي ضجحكاته عليها بينما هتفت الام محذرة اياها
_براحة يابنتي هو مش قد هبلك دا دلوقتي
ا وهي يقول بحب
_خليها ياامي والله وحشتني اوي ووحشتني نطتها دي
اخرجت لسانها بضحك لوالدتها لتبتسم الام عليها بينما وجهت بسمة نظراتها له وهي تقول بعيون ضيقة متسائلة
_لابس ومتشيك يعني 
رد عليها بهدوء
_رايح ازور الاستاذ حمزة علشان الشغل
هتفت والدته بقلق
_ما تسيبك يابني من الشغل دا .. وكغي شرك خيرك 
رد عليها ببسمة مطمئنة
_متقلقيش دا كان موقف ومش هيتكرر تاني بأذن الله
قالت بضيق
_طيب مترقصش مع لين دي تاني
ضحك عليها وهو يقول بحزن علي تلك اللين
_هي خلاص مش هترقص تاني .. عرفت انها اعطت وعد لجوزها اقصد طليقها بانها مش هترقص مقابل انه يسيبني
تنهدت السيدة سعاد وهي تهتف
_فيها الخير والبركة بس دي ياحبة عيني اية اللي وقعها في واحد زي دا
رد باختصار
_النصيب ياامي بقي
وسط ذلك الحديث لم يري احدا نظرات بسمة التي التمعت بحماس ولهفة للسماع عن اخباره وسعادة عندما علمت بما فعله بلين .. فهذا دليل علي غيرته اذن بالطبع سيفعل معها ذلك .. لكن وعد سيدة لين انه وقت ان يقع بحبي لن يلتف لكي حتي ولو بنظرة ... يالكي من وقحة يافتاة
فاقت من شرودها علي صوت باسم الذي كان يقول
_وبردوا مش هتقدر ترقص تاني علشان عرفت انها حامل .. الاستاذ حمزة بلغني بكدا
احلامها تتساقط علي الارض الان و حياتها التي رسمتها باللون الوردي ستتغير للاسود .. لكن لا هو سيكون لها وهذا الطفل ما هو الا طفلا لن يصل بينهم او يفرق بينها وبينه
______________________________
ماذا لو كان بامكاننا العودة للماضي .. نستطيع ان نغير موقفا او نحذفه .. نستطيع ان نمحو الاخطاء !! لكن لا مجال للعودة ولا مجال للعفو .. لو اراد الله ذلك لفعل لكن ماذا كنا سنفعل ! .. كنا سنخطي دون خوف .. نبكي من نحبهم دون ارق .. سنوجع احابنا دون اهتمام .. لعل الله فعل ذلك حتي نندم وحتي نفكر قبل ان نخطئ .. لعلها فرصة لندرك ان لامجال للعودة وان لا يوجد سوي التقدم
كادت دموعها ان تجف ورغم ذلك هي تشهق پبكاء حارق اوجعها حديثه وكانها لم تتوقع ذلك ! اخطأت هي وتعترف بذلك لكنها تريد الرحمة والمغفرة .. طامعة بالعفو منه 
ولكن ياعزيزتي هذا لا يطمع احدا بعفوه بل اطمعي بعنفه وقسوته وقوته .. اطمعي بجبروته وحدته ووقتها ستجدي انه يمنحكي بوفرة بالغة
لم تشعر بدخول بناتها وهي شاردة بدموعها تلك وتقدمهم منها حتي جلوسهم بجوارها .. ويد كارمن التي مدتها لتضعها علي كتفها وقتها هي ايضا انتفضت لكن هي انتفضت خوفا من المفاجأة اما هو فأنتفض كأنه يبتعد عن شيئا ملوثا ! 
ابنتها كارمن تلك الطيبة الحنونة والتي تثبت وبشدة ان الشقيقة الكبري هم الام الثانية .. نعم لم تكن اكبر ابنائها لكنها اكبر فتياتها 
قالت كارمن بقلق من حالة والدتها
_مالك ياماما
جففت دموعها بيدها وهي ترد بصوت متحجرش
_عمره ما هيسامحني ياكارمن
ردت روان بدلا من كارمن تلك المرة بهدوء وتأكيد تحسد عليه
_انا شايفه انه هيسامح ياماما .. زيارته بتقول كدا هو هياخد وقت كبير بس هيسامح 
نظرت لها السيدة جلنار باهتمام ووجهت كارمن سؤالها لها باهتمام كذلك
_تتوقعي هو جه يزور ماما ليه
نعم هي الفتاة الصغري ونعم هي مچنونة بتصرفاتها احيانا وهي تلك المدللة لهم لكن هي اكثرهم حكمة وفطنة في كثير من الوقت..
اجابتهم بجدية
_جاي علشان تايه .. جاي علشان مليان ڠضب من ماما جاي علشان يسأل علي اسئلة مش لاقي ليها اجوبه من سنين ملقاش انهاردة اجابة بس اكيد في يوم هيجي علشان ياخد الاجابة .. جاي علشان مستحملش تبقي معاه في نفس المدينة ومش عارف يقابلك ويبلغك بكره وبتوهانه ياماما اللي مفهمتهوش
كأنها فهمته من نظرات عيونه !!
قالت السيدة جلنار باصرار
_انا هروحله بكرة واقوله الحقيقة .. صح
تم نسخ الرابط