رواية يوسف الفصول من الثامن للثالث عشر

موقع أيام نيوز

وعايز اصړخ وعايز اعيط .. تصدقي اني انا عايز اعيط يالين ! يوسف عايز يعيط .. شعور الكره والتوهان دا وحش اووي لا انا عارف اسامح وانسي ولا انا عارف اجرح واقسي .. مش عايز اجرح علشان مش عايز اقرب ومش عايز اقابل .. مش عايز اقابلها يالين .. ولا المحها حتي عايز اأذيها بس مش عايز اشوفها وانا باأذيها .. تعرفي ليه...
كانت تستمع ليه بزهول من حالته ومن كلامه ذلك ممزوج پخوف .. خوف عليه !! حالته تلك غريبة ومادام هو في تلك الحالة فممكن ان يتعصب ومن ستدفع الثمن هي بالطبع
عندما وجه السؤال لها ما كان بيدها سوي ان تنفي بلا .. بعلامة من رأسها
تنهد وهو يكمل بصوت قاسې وكأته يقص حكاية عن احد غيره
_علشان هفتكر نفسي زمان .. يوم ما بكيت ومحدش قرب يسكتني يوما اترجيت ومحدش حن .. يوم ما طلبت ومحدش نفذ .. يوم ما كنت ضغيف وعايز اقوي بيهم يالين .. بس هما بعدوا وسابوني ومحدش اهتم لا بطلبي ولا بدموعي ولا بضعفي
ابتلعت ريقها وهي تساءل
_انت كويس
يحكي لها عنه للمرة الاولي في حياته وهي تسأله سؤال كهذا .. اهو الغباء ام انه الرهبة من الموقف .. ام انه بالفعل انسب سؤال !!
خرج زفيرا حارا من بين خلجات صدره وهو يرد
_عمري ما كنت كويس 
تحركت قليلا من علي فراشها متقدمة منه كانت حركاتها متوترة لكن رغم ذلك هناك شيئا يدفعها لتتقدم ربما خوفا عليه .. فهو والد طفلها الذي تحمله في احشائها بالاخير التف هو برأسه لها وهي تقترب بجسدها منه لتتقابل عيونها بعيونه .. عيون يختفي فيها جبروته وقوته يختفي ثباته وغضبه ويظهر فقط توهانه .. هناك حمم ڠضب في عيونه ڠضب من نفسه لانه يقف مكتف الايدي الان .. لا يعرف ماذا عليه ان يفعل
خرج صوته جامدا وهو يبعد وجه عنها
_مش خاېفة مني
ابتلعت ريقها پخوف وهي تجيب بتوتر
_لا .. انت مش هتقدر ټأذي ابنك
ابتسم بسمة ساخرة وهو يلتف برأسه لها وهتف قائلا بأستهزاء
_يعني عارفة لو مكنتيش حامل كنت ممكن اأذيكي 
توترت منه ومن سؤاله ذلك .. كأنه لا يعلم نفسه كأنه ملاك !يحدثها وكأنه لم ېؤذيها يوما !
ردت بصوت مرتعش
_مش مهم دلوقتي انا .. خلينا فيك
تحدث بصوت شارد وكأنه لا يسمعها
_معرفش ليه جيتلك انتي .. رغم انك زي ما بتقولي عمرنا ما كنا قريبين من بعض كأي اتنين متجوزين 
لا تعلم من اين جاءتها الشجاعة .. حقا لا تعلم لكن بالنهاية وجدت نفسها ترد بصوت قوي
_علشان انت مكنتش مستوعب اني مراتك يايوسف كنت شايفني حاجة من ممتلكاتك حاجة ملهاش رأي ولا ليها قرار ولا حقوق ولا حتي لازم تقوم بواجبات
لم تتغير ملامحه كالعادة ولم يغضب لتكمل هي بحزن دفين وكأنها تعيش الماضي من جديد
_خمس سنين انا مكنتش فاهمة فيهم بيحصل معايا اية ومفروض اعمل اية .. كأني حد بيتفرج علي مسلسل ومتفاعل مع المشاهد ومتعصب وعايز يشارك بس مش قادر علشان في حاجز بيمنعه .. الحاجز كان خۏفي او كان انت وتحكماتك انا لدلوقتي مبعرفش انام احيانا من التفكير .. لما افتكر حاجة معينة حصلت واقعد اقول انا لية سكت انا لية متكلمتش بس برجع اجاوب نفسي انا لو كنت جاوبت كان في حاجة هتتغير
رد وهي ينظر لعيونها وقد عاد ثباته له وجبروته وقوته
_مكنش في حاجة هتتغير يالين .. لان انا اللي كنت ماسك اللعبة وخطوطها ورد فعلك انتي مبيغيرش فيها حاجة
التمعت دموعها الساخرة بعيونها وهي تجيب
_خمس سنين من عمري كانوا بالنسبالك لعبة يايوسف ! انت غريب واناني 
صمتت ثم اكملت
_انت ولا غريب ولا اناني .. انت تايه فعلا زي ما بتقول 
نهض من جلسته واعدل من ملابسه ونظر لها وكان القرب هذة المرة منه حيث تقدم قليلا ناحيتها مما جعلها تجفل وهبط كذلك بمستواها حتي تقابلت اعيونهم ببعضهم فقط تفصل بينهم سنتيمترات لا تعد اخذت انفاسه تلفح بشرتها وهو يهمس ببطء شديد
_حياتك من اول ما شفتك يالين بقيت هنا
واشار لاحد كفيه .. ثم اكمل
_بين ايديا .. احركها براحتي واغيرها براحتي
صړخت پبكاء ودموع لا تعلم متي
تم نسخ الرابط