رواية روعة جامدة الفصول من ستة وعشرون لواحد وثلاثون

موقع أيام نيوز

السادس والعشرين
وضعت كل تركيزها فى الملف الذى يحوى كل ما يخص ذلك المشروع فلم تنتبه للوقت حتى مرت ساعة كاملة لكنها خلال هذه الساعة نبتت برأسها عدة أفكار لهذا المشروع ستكن لها بصمة خاصة في عالم التصميم المعماري لن تتوانى حتى تنقش لنفسها إسما يكفى ذكره مرادفا للروعة
رفعت رأسها ونظرت نحو محمد 
_ انا عندى شوية افكار هتخلى الجزء ده منفرد هم سلمونا الجزء اللى عاوزينه على الطراز الفرعونى وده باب واسع جدا لأفكار كلها روعة 

_ انا سعيد بحماسك جدا واتمنى الحماس ده يستمر لحد ما تشوفى النتيجة بنفسك
قاطع حوارهما دخول شاب يبدو عليه الارتباك 
_ انا آسف جدا اتأخرت والنهاردة أول يوم ليا انا أشرف زميلكم الجديد
تحركت انظارهما نحوه ليتحدث محمد 
_ اتأخرت اكتر من ساعة يا بشمهندس وانت قولت بنفسك ده أول يوم ليك
_ آسف جدا حصل لى ظرف 
_ عموما إحنا طبعا مش هنعمل مشكلة علشان تأخير اول يوم بس حاول تنضبط لأن الكل هنا بيحب الانضباط اتفضل دى نسخة من المشروع اللى هنشتغل عليه وعاوز افكارك وقت ما تكون جاهز .
عاد الصمت يسيطر على المكتب بينما تحركت وفاء نحو طاولة العمل وبدأت تضع الخطوط الرئيسية لأفكارها على أن تقارن بينها فهى تريد أن تخرج أفضل أفكارها ليكن لها هذا المشروع بداية جيدة .
...........
سيطرت العقاقير الطبية على وعى عثمان لينام مرة أخرى بعد وقت قصير من تناول الفطور بينما كانت سهى تجلس قرب فراشه تراقبه كأنها لم تصدق أنه بالفعل عاد إليها.
شردت أفكارها فى ملامحه المسترخية وهى تتذكر كم الڠضب الذى كانت تشعر به تجاهه أمس ورغم أنها كانت تحترق لم تحاول إيلامه ولم تفكر في محاسبته على هذا الڠضب .
هل تغيرت بالفعل لأجل عثمان
تنهدت وكأن صدرها يريد أن يبوح بما يكنه لكن صدح صوت عقلها مستنكرا الراحة التى تجتاح قلبها وملامحها خدى بالك أنه ناسى كل حاجة وانت كده بتستغلى مشاعره المتناقضة لصالحك
إلتقى حاجبيها برفض وقلبها يعترض لا انا بحب عثمان ماكنتش شايفة كويس بس لما حسيت اني هخسره عرفت قد ايه هو غالي عندى
ترددت ضحكات برأسها تستخف بما يبوح به قلبها حتى لو ده حقيقى مش من حقك توهميه بحياة زايفة وبسعادة مش موجودة وهو عمره ما عاشها معاك
ضاقت أنفاسها وبدأت عينيها تعبر عن الحزن المستعمر لكيانها وهى تتحدث إلى عثمان
_ انا مش بخدعك يا عثمان انا بحبك صدقنى ومستعدة أواجه كل اخطائى وأواجهك بس مش دلوقتي لما تفتكر 
اهتز هاتفها لتسحبه وتنظر إلى الشاشة ثم تغادر الغرفة فهى لا تريد إزعاج عثمان وهى أيضا بحاجة للحديث مع وفاء .
..........
وصلت وفاء منزلها وهى تشعر بتحسن كبير عن الأيام الماضية لقضاء وقت ممتع في العمل هى بالفعل تحب هذا التخصص كثيرا أخرجت هاتفها وقررت تفقد سهى فمنذ زارتها بالمشفى لم تسمع عنها سوى القليل وهى تقدر انشغالها مع زوجها .
أخبرتها سهى بالتطورات وطلبت منها زيارتها في أي وقت فهى لا يمكنها ذكر كل التفاصيل عبر الهاتف لذا عرضت عليها زيارتها فورا فأمها فى زيارة لمنزل شقيقتها.
حين وصلت لمنزل سهى كان الهدوء يخيم على المنزل استقبلتها سهى برحابة شديدة وما إن جلست حتى تساءلت 
_ هو عثمان لسه نايم
_ ايوه الأدوية بتنيمه كتير
اقتربت منها وهى تتساءل مجددا
_ إيه بقا اللى مش عارفة تقوليه على الموبايل
تنهدت سهى لتزحزخ عن صدرها هذا الكم من الحيرة التى عانيها قبل أن تتحدث بصوت منخفض
_ انا حاسة انى بستغل عثمان مش عايشة معاه العيشة اللى كنا عليها قبل الحاډثة
ارتدت وفاء للخلف بفزع ظاهر 
_ انت وحشك النكد ولا إيه
ابتسمت سهى وهى تهز رأسها نفيا 
_ لا يا وفاء انا خاېفة لما يفتكر يلومنى ويقول انى استغليت حالته 
_ وايه اللى يخلى عثمان يتهمك اتهام زى ده
صمتت سهى أمام هذا السؤال المؤلم لتتسع عينا وفاء وتشهق مستنكرة 
_ وفاء انت اتهمت عثمان أنه استغلك
طفرت دموع سهى وهى ترى كم كانت ظالمة ليرأف لحالها قلب وفاء التى تنهدت ثم ربتت فوق رأسها محاولة تهدئة نوبة البكاء التى لن تجدى 
_ طيب خلاص ماتعيطيش كده هتتعبى والأمور تتأزم اكتر
_ اعمل ايه يا وفاء انا مابقتش اقدر ابعد عنه وخاېفة اقرب منه اوجعه اكتر
صمتت وفاء لحظات تحاول انتقاء كل كلمة بعناية فحالة سهى لا تسمح بأي ضغط خارجى 
_ انا شايفة يا سهى انك تقربى منه اكتر قدمى له الحب اللى يستحقه علشان لما يفتكر يكون ليكى عنده رصيد كافى أنه يمحى اللى فات
زاغت نظرات سهى كأنها تبحث عن دافع قوي متسائلة
_ تفتكرى هقدر انسيه الۏجع لما يفتكره
عادت وفاء للخلف لتنظر لأعلى ويسيطر عليها الوجوم 
_ الحب ده شئ عجيب جدا يا سهى بيخلى اللى يحب يعمل حاجات هو نفسه يصدقش أنه عملها زى ما تقولى مالوش كتالوج وكل حالة ليها قصتها اللى مليانة غرايب بتوصل للا معقول.
عادت
تم نسخ الرابط