رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

أبيها المزيد ولماذا تصمت أمها 
اختفى عثمان داخل غرفته لتتحدث هالة بحزن 
_ مش معقول! السبحة انا شوفتها في مكتب عثمان النهاردة وفكرته مستأذن عمه
اتجهت لها الأعين مستنكرة ونطق لسان أمها فورا 
_ قصدك ايه يا هالة! عثمان عمره مايعمل كده!
_ يمكن اخدها ونسى
نظرت لأبيها مستنكرة محاولته الدفاع عن عثمان بهذه الحجة الواهية بينما انتفض عمها صارخا باسم عثمان الذى أتى مهرولا
_ نعم يا بابا 
_ ادخل هات سبحة عمك 
_ مش معايا يا بابا
تحرك صبرى فور إنكاره ولم يدرك أي منهم سرعة خطواته حتى هوى كفه فوق وجه عثمان لتنشق الشهقات من الصدور
_ انت كمان بتكدب! امك شافتها فى مكتبك أدى اللى خدناه من الصنايع بتاعتك بقيت حرامى
حاول عثمان التحدث مرة أخرى وكان أبيها قد أعاد عمها للخلف بالفعل لكنه تابع
_ ادخلى يا هالة هاتى السبحة من أوضته
كانت خالتها تحيطه بنظرات حزينة واتجهت للداخل بالفعل لتعود بعد لحظات مرت طويلة على الجميع وبين كفيها سبحة أبيها التى وضعتها هى لتتجه عينا عثمان نحوها مباشرة وكأنه اكتشف فعلتها لكنها نظرت بعيدا عنه رافضة الإعتراف زاغت نظرات عثمان بينما تابع صبرى صراخه
_ إيه رأيك يا استاذ كانت في اوضتك ولا لا 
_ يا بابا والله 
_ اياك تحلف
أنهى أبيها تأزم الوضع حينها واقترب من عثمان وهو يزج أخيه للخلف 
_ خلاص يا صبرى وما تمدش إيدك عليه تانى طول ما انا عايش انت فاهم!
ربت فوق كتفه بينما عينيه لازالت تنظر نحوها پغضب سحب أبيها مسبحته الغالية من خالتها ليدسها بكف عثمان 
_ دى هدية منى ليك يا عثمان وخد بالك السبحة غالية عليا بس انت أغلى
رفع عثمان عينيه لعمه وكاد أن يقسم له أنه لم يفعلها لكن أبيها سحبه لصدره ليربت فوق رأسه فيزيد من ڠضبها هى تجاه عثمان الذى يحظى بكل الرعاية من الجميع.
عادت من ذكرياتها وهى تكفف دموعها هى لم تر هذه المسبحة مذاك اليوم لكنه احتفظ بها كل هذه السنوات .
أغلقت الخزانة واحتفظت بها قرب صدرها دون أن تتوقف عن البكاء فيبدو أن عليها مواجهة كل أخطاء الماضى ويمكنها أن تفعل المهم أن يعود عثمان للحياة وأن تراه مجددا فكم هى نادمة على التهرب منه فالألم الذى خلفه يصعب عليها وصفه أو التعامل معه.
الرابع عشر
حصلت على عدة غفوات قصيرة متعبة فوق المقعد بغرفته وكفها يحمل المسبحة وعينيها كلما فتحتها تتفقد الغرفة بحزن رأت شعاع الشمس يتسلل من الشباك وكأنه يخجل أن يعلنها أن وقت الراحة قد انتهى مع آخر انتفاضة فزعة منها مسحت وجهها بكفيها معا ثم نهضت بتكاسل لتدس المسبحة بحقيبتها وتتجه نحو الخزانة لتفتحها وتحمل منها ما تستطيع حمله متجهة إلى غرفتها .
مرت ساعة واحدة تمكنت فيها من نقل أغراضه كلها أو إعادتها إلى المكان الذي ينبغى وجودها فيه لتبدأ تفكر فيما ستفعله.
جلست مرة أخرى لتعترف أمام نفسها أنها المخطئة وأن زواجها من عثمان بدت مجبرة عليه لكنها لم تدافع عن رفضها له ولم تتمسك بالشخص الذي اختارته دونه لقد سمحت بزواجها من عثمان ثم حملته هو عبء ټحطم أحلامها وضياع حبها المزعوم.
محسن !!!!
عليها أن تقابله فورا .
بعد ساعتين كانت تغادر المنزل وهى عازمة على التوجه لمقابلة محسن والذى كان الشخص الوحيد بحياتها الذى تمكن من التحكم فيها كانت تسعد بتملكه وتحكمه فيها كانت تشعر بأهميتها فى وجوده معاملته لها بقمة الرقى والرقة لكنه كان يفرض رأيه الذى تسعد بأتباعه دائما فقدم لها الدلال الذى اعتادت عليه مع اهتمام بكل تفاصيل حياتها وغلف علاقته بها بتحكمه الذى بدى دائما لصالحها فلم تقارن بينه وبين تسلط وتحكم أمها التى لم تكن تفكر فى صالحها بل فيما تراه هى.
طوال الطريق تقارن بين محسن وعثمان ولم تكن المقارنة عادلة أو منصفة أبدا فهل يمكن المقارنة بين أهمية الماء والهواء 
هل يمكن المقارنة بين روعة الأرض والسماء
بالطبع لا لذا فشلت كل محاولاتها لإرجاح كفة أحدهما دون الآخر.
وصلت للشركة التى كانت يوما ما بداية أحلامها لترى كم كانت أحلامها خادعة.
وصلت لمكتب محسن بسهولة وطلبت مقابلته ولم تنتظر أكثر من دقائق قبل أن تسمح لها المساعدة بالدخول.
تقدمت بخطوات مهزوزة ليرى محسن سوء حالتها فيقف مستقبلا لها باحترام اعتادته منه
_ سهى!! مالك اتفضلى الأول اقعدى
جلست سهى وهو بمكانه خلف مكتبه يتابع فرض سيطرته كما إعتاد
_ شكلك تعبان اوى حصل ايه
_ مانمتش كويس عثمان عمل حاډثة امبارح وفى العناية المركزة
تبدلت ملامحه البشوشة فورا وزال كل الترحيب عن قسماته ليتبدل لشخص آخر لا تعرفه جيدا
_ آه طيب فى حاجة أحب اوضحها لك الأول انا لما جيت اعزى فى ۏفاة والدك ماكنتش أقصد أعمل مشكلة بينكم ولا كنت عاوز أوصل لك أي رسالة انت بالنسبة ليا انتهيتى يوم ما اتجوزتيه
ظهرت الصدمة فوق ملامح سهى وهى ترى سوء ظنه النابع من رؤية مقصورة لكونها امرأة
تم نسخ الرابط