رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

ليشير فيسرع أيمن نحوه 
_ روح سهى يا أيمن وروح انت كمان مراتك تعبانة ولو في حاجة هطلبك 
_ حاضر يا عم صبرى ومن النجمة هفتح الورشة كأن عثمان فيها ماتقلقش
ربت فوق كتفه شاكرا بينما نظرت هى له مستنكرة تفكيره فى العمل في هذا الوقت العصيب أشار لها لتتقدمه نحو الخارج بصمت ويعود صبرى يجر قدميه إلى حيث تجلس زوجته ليجلس قربها صامتا .
.......................
دخلت سهى لشقتها التى يغلفها الصمت والبرودة لتتجه نحو غرفتها وقبل أن تدخلها عدلت وجهتها لتتجه نحو غرفته تلك الغرفة التى فر إليها هربا من تعذيبها له.
تعذيبها له
بلى فعلت لقد حاكمته هو على كل أخطاء حياتها هي لم يكن عليها الزواج به وقلبها منشغل بأخر ما كان عليها أن تقبله وهى تراه أقل منها شئنا لم يكن عليها أن تنصاع لمجريات حياتها لتصل به هو لهذه النتيجة.
لماذا لم تفكر في مصارحته قبل الزواج
كان سيتركها مؤكدا إن فعلت ألهذا لم تصارحه
هل كانت تخشى تخلى عثمان عنها
زفرت بعض أفكارها مع أنفاسها بضجر وهى تتجه إلى الخزانة لتترك متعلقاته التى قدمها لها عمها بالمشفى . فتحت الخزانة لترى تنظيمه الشديد لكل شيء مر كفها فوق أغراضه متلمسا برفق لتتوقف عينيها أمام نهاية الرف حيث دس شئ ما بتسرع .
دق قلبها پعنف وهى تدس كفها تبحث عن أسرار عثمان التى يخفيها وعقلها يكرر عدة صور سريعة لحياتها معه.
وصل كفها لذلك الشئ الذى أفسد نظام الرف لتحيط أناملها تلك الحبيبات وتنشق ابتسامتها وقد تعرفت على ملمسها فورا.
سحبت كفها محيطا الحبيبات البندقية الرائعة التى يمتزج لونها بين الشيكولاتة والبندق لترفعها أمام عينيها بعدم تصديق وفى لحظة انهمرت دموعها وكأنها كانت تنتظر رؤية ما يربطها به .
ظلت مكانها أمام ملابسه ومتعلقاته وبين كفيها ترقد حبيبات المسبحة العقيقية التى لا يمكنها أن تنساها ابدا.
شهقت پألم وهى ترى يوم من الماضى الذى أصبح بعيدا واقصته هى لتزيده بعدا كانت قد جاوزت الطفولة وبدأت براعم جمالها تتفتح حين سافر أبيها لحج بيت الله الحړام ورافقه أخيه واختها بينما رفضت هنية مرافقته خوفا على الصغار كما أعلنت وقتها ورفضت بقاء خالتها التى عرضت ذلك لكنها اكتشفت حينها أن أمها تزيد من الحدود بينها وبين عثمان وكانت قد اعتادت ذلك بالفعل فلم تلق له بالا وتركت أمها تحدد حدود إقامة عثمان معهما كما تشاء و لأن أمها تحب عثمان كحبها لعينيها وحواسها أو يزيد فلم تؤثر صرامتها الشخصية فى الفصل بينهما على قربه منها بل بود لترى هى أنها رغبته أيضا.
مرت الأيام وعاد الغائبون وحين عاد أبيها كان يحمل تلك المسبحة الرائعة التي خطفت عينيها فورا وكعقل طفلة لم ينضج تفكيرها اختلست أول فرصة سنحت لها لسړقة المسبحة وكانت أولى كذبات حياتها .
زاد انهمار دموعها وهى تعود للماضى وترى أبيها يتقدم من مجلسهم ليسأل أمها
_ هنية فين السبحة العقيق اللى جبتها من الحجاز
_ مااعرفش يا خيرى شوفها هنا ولا هناك هتروح فين يعنى
اتجهت نحوها نظرات أبيها لشغفها الواضح بمسبحته
_ سهى فين السبحة
_ مش عارفة يا بابا 
_ يعنى مااخدتهاش
_ لا اشمعنا انا ما تسأل عثمان ما هو كمان بياخدها كتير
ڼهرتها هنية فورا بلا تردد
_ عثمان عمره ما اخدها من غير ما يقول ولا بيمد أيده على حاجة من غير إذن 
_ يعنى انا اللى حرامية يا ماما 
_ يا بنتى محدش قال إن فى حرامى من أصله امك قصدها انك بتلعبى بالسبحة وماتعرفيش قيمتها هى غالية عندى علشان جبتها من الحجاز
زادت حدة سهى كعادة طفولية سكت عنها أبويها كثيرا لتصبح عيبا فى شخصيتها 
_ وانا مااعرفش هى فين
ونهضت بحدة تتجه نحو غرفتها وما إن دخلت حتى أخرجت المسبحة من جيبها ونظرت لها بحيرة وهى لا تدرى سبب الڠضب الذى تملكها لتنكر أنها بحوزتها ما كان أبيها ليغضب منها أو لينهرها ولو بكلمة لكنها أوقعت نفسها في ورطة فهى لم تنكر حصولها عليها فحسب بل نسبت ذلك لعثمان وقريبا سيسأله أبيها.
استغلت غياب أبيها بالورشة وانشغال أمها وخالتها لتتسلل إلى غرفة عثمان وتترك المسبحة بدرج مكتبه رغم حزنها لفراقها لكنها لن تبدو أمام والديها كاذبة وسارقة بعد أن احتدت ونفت ذلك.
مساءا وبعد عودة أبيها وعمها من الورشة كانوا يتسامرون كالعادة وامها وخالتها تشاهدا حلقة يومية لا تملان منها وهى مضطرة للجلوس صامتة تراقب الجميع وحده عثمان المحظوظ من ينجو من هذا الروتين ويمكنه اللعب مع أقرانه منعتها أمها من مشاركة فتيات الحى فى اللعب بزعم أنه لا يليق بالفتيات اللعب والتجول فى الطرقات مادمن جاوزن الطفولة عليهن البقاء في المنزل عزيزات محفوظات من الأعين والانفس.
دخل عثمان يركض نحو غرفته ويبدو أنه سيبدل ملابسه ويغادر مرة أخرى ليستوقفه أبيها 
_ عثمان ماشوفتش سبحتى العقيق يا حبيبي
_ لا يا عمى ماشوفتهاش
وتابع ركضه وعينا سهى تتبعانه بغيظ لماذا لم يسأله
تم نسخ الرابط