رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

هنقدر نقيم الضرر اللى حصل غير لما يفوق الإصابة في مكان حساس وفيه تحكم في أغلب وظائف جسمه الحركية والادراكية كمان عن اذنكم
غادر مرة أخرى تاركا القلوب خلفه تنعى وتبكى فكلما ظهر ألقاهم بخبر أسوأ مما سبق دارت عينيها تبحث عن الدعم الذى تحتاج لكن الجميع غارق في أحزانه الخاصة بالفعل توقفت عينيها على أمها لترى صورة باهتة من ذكريات اقصتها بعناية حين كانت أمها تصر على الفصل بينها وبين عثمان فى الصغر وبعد أن اعتادت وجوده ورعايته وحياتها التى لا تسير بدونه تذكرت أمها ذات يوم أنها فتاة وأن عثمان على مشارف المراهقة لتصر على إبعادها عنه وبعد أعوام من وضعها عثمان في خانة الاخ أتت أمها أيضا مقررة أن عثمان زوجها المستقبلى وأن عليها التعايش مع هذه الحقيقة.
نزعت عينيها بعيدا عن أمها وهى بالفعل تعجز عن إلقاء كامل اللوم عليها فهى أرادت إبعاد عثمان هى أرادت الهروب منه.
...............
دخلت وفاء لمنزلها لتجد أمها التى أصبحت كل أسرتها بعد زواج شقيقتيها وقد غفت أثناء انتظار عودتها كما يبدو اقتربت وتلمست ذراعها بهدوء
_ ماما اصحى يا حبيبتي انت نايمة هنا ليه
فتحت عينيها لتنظر لها بتكاسل ورغبة في متابعة النوم 
_ اتأخرت اوى يا وفاء حصل ايه يا بنتى
جلست وفاء بالقرب منها وملامح وجهها مستبشرة بما حدث معها اليوم 
_ الحمدلله يا ماما الحقيقة اتكشفت وحق العامل هيرجع وكمان كل العمال هيشتغلوا بمعدات مستوى الأمان فيها عالية 
_ طيب يا بنتى الحمدلله مش قولت لك العصبية مالهاش لازمة ده اخد الحق حرفة المهم انت رجعتى شغلك
_ ايوه يا ماما رجعت وهشرف على رمى القواعد لباقى المشروع الأسبوع الجاى بس هرجع فى نفس اليوم.
_ تعب عليكى يا وفاء
ابتسمت وفاء للمحبة التى تحيطها بها أمها دائما لتعزز داخلها المحبة رغم أن طبيعتها الانفعالية تحول دون ذلك
_ تهون يا ماما إن شاء الله بقولك ايه ما تيجى معايا هيبقى معايا عربية من الشركة وفى هناك شالية حلو ممكن ترتاحى فيه وتشمى هوا نضيف
استنكرت نظراتها كل ما تعرضه ابنتها رغم ابتسامة حالمة كللت وجهها لم تحظ بحياة حافلة بالسعادة فى كل الأحوال وتعلم ابنتها أنها حرمت من الكثير من متع الحياة للإبقاء لهن على حياة كريمة تحتوى تطلبات ثلاثة من الفتيات دون أب يكن داعما لهن لذا تابعت وفاء محاولتها 
_ هتقعدى لوحدك تعملى إيه أنا هسافر بعد الفجر وارجع بالليل تعالى معايا ونرجع سوا علشان خاطرى يا ماما
يهفو قلبها لما تعرضه ابنتها لكنها لم تعتد الحصول على متع الحياة بهذا اليسر وتخشى أن تبتعد عن ابنتها أيضا لا يمكن أن يخطئ قلبها ما يحدث مع وفاء هى تعلم أن ثمة ما يدور وتخفيه عنها وعل صحبتها لها تكشف سبب تذبذب ابنتها مؤخرا .
_ من هنا ليومها يحلها ربنا المهم قومى غيرى وحضرى لنا الأكل هتلاقيه لسه سخن 
_ بس كده عيونى يا ست الكل
اتجهت نحو غرفتها بحماس لتنظر أمها فى أثرها فكم تخشى عليها من ټحطم القلوب على صخور آمال الواقع التى تدمر أحلام الكثيرين الأمر يخص قلبها لا تحتاج أن تخبرها بذلك فرغم أن وفاء ربما تكون أكثر بناتها انفعالية وتقلبا لكنها تملك قلبا غضا لا يمكن أن يخفى ما يحدث معه أكثر من ذلك.
.................
لا تعلم كم مر من الوقت وهى غارقة بين ذكريات لا تدرى أين كانت تختفى وبين ما استمرت عليه حياتها مع عثمان مؤخرا لكنها أفاقت من شرودها على بكاء خالتها الذى ېمزق القلوب 
_ لا يا صبرى علشان خاطرى خلينى جمب ابنى مش عاوزة اروح وحياة عثمان عندك خلينى هنا 
_ يا هالة افهمينى قعدتنا هنا مالهاش لازمة وهنيجى الصبح علطول إن شاء الله يمكن يكون فاق لما نرجع 
_ لا يا صبرى خلينى هنا يمكن يفوق ويحتاج حاجة أو يسأل عننا ويلاقى نفسه لوحده 
_ ابنك راجل يا هالة وانا معاه وبعدين هتفضلى هنا وسارة تروح فين
ظهر أخيرا صوت أمها التى تحاول أن تحمل عن اختها الصغيرة بعضا مما تعانيه وتشعر هى به
_ خلاص يا صبرى انا هاخد البنات واروح وانتم خليكو هنا
نظر صبرى نحو هنية لكنها تحركت فورا بلهجة آمرة 
_ يلا يا عالية وانت يا سارة اللى هتسمع الكلام هتيجى معايا بكرة بدرى.
نهضت الفتاتين تستندان إلى بعضهما بمظهر تبكى له القلوب قبل العيون لتحيطهما هنية بذراعيها وتتجه للخارج بصمت .
دعم عمها خالتها حتى اجلسها ثم اتجه ليجلس قربها هامسا بنفس منهكة 
_ سهى ماتعمليش يا بنتى زى خالتك انا لو قعدتكم هنا تفيد في حاجة ماكنتش قولت لكم روحوا أبدا
ارتفعت عينيها لعينيه التى عادت لطبيعتها لتتهرب منها وهو يتابع 
_ قومى يا حبيبتي هخلى ايمن يروحك وتعالى الصبح ولو حصل أي حاجة هكلمك علطول
هى لم تعترض لا لأنها تريد المغادرة بل لأنها لا تقوى على المجادلة لذا تحركت بصمت
تم نسخ الرابط