رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر
المحتويات
الطريق تبحث فى هاتفها عن رقم عمها ربما كان الأمر كله خدعة! وربما تكذبانها القول! لكن عثمان سيكون بخير عليه أن يكون بخير .
سمعت الرنين لثلاث مرات قبل أن يأتى صوت عمها منهزما لتتسابق الأسئلة لتعبر شفتيها
_ فى إيه يا عمى ماله عثمان هو فين محدش بلغنى ليه ما ترد يا عمى ! أدى الموبايل لعثمان انا عاوزاه
توقف تدفق تساؤلاتها بعد تصريح عمها الذى تفاعلت معه كل مشاعرها لتعبر عينيها عما تعانيه وتجود بخزائن دموعها تحرك قدميها بلا تفكير نحو إتجاه معاكس لوجهتها وهى تسأل عمها عن إسم المشفى .
لم تدرك كيف وصلت لهذا المكان البارد الذى يحويه برودة تسللت لروحها بمجرد أن خطت قدمها داخله وكان أيمن ينتظرها قرب الباب لتتقدمه دون أن تتفوه بحرف واحد ليعتبر أن صډمتها تؤثر عليها ويتقدم لتلحق به سارت فى الأروقة تتبع خطواته المتسارعة حتى رأت عمها الذى يستند إلى الجدار مهددا باڼهيار وشيك ليبدأ عقلها بالادراك بما حدث واين هي.
ارتفعت عينا عمها لترى انكسارا رأته منذ عهد قريب حين غادرهم أبيها لكنها لا تريد أن ترى هذه النظرة مجددا ما بال عمها ينظر نحوها مباشرة فى الوقت الذى تكره نظراته فيها طالما تهربت عينيه من المواجهة فلما يصر الآن عليها!
_ لسه في العمليات
جلست فوق مقعد معدنى تنظر إلى الباب الذى ينظر نحوه الجميع فى انتظار خبر عن عثمان أغمضت عينيها وهى تهرب بعيدا عن هذا البرود إلى ذكريات دافئة يملأها الدفء وتصدح من جناباتها الضحكات التى تزيد من هذا الدفء .
_ سهى همسكك والله وهضربك
ترفرف ضحكات بريئة دون الاستخفاف وهى تتابع الركض مجيبة بثقة تلقائية
_ مش هتضربنى يا عثمان علشان انت بتحبنى
امتدت ذراع لفتى يدل من قوته على انفلاته من برعم الطفولة
_ لا انا عاوزة شيكولاتة ومصروفى مش هيكفى
_ وانا مالى خدى من عمى ولا من عمك انا عاوز مصروفى
تذمرت ملامحها البريئة لكنه دس كفه فى جيب فستانها ليخرج المال الذى اختطفته منه محذرا
_ بعد كده تبقى تطلبى بأدب
فتح كفها ليضع المال داخله فتعود ابتسامتها لتشرق وهى تقفز لتتعلق برقبته
احاطها بذراعيه ليسير بلا مشقة
_ هو انت تعرفى عثمان غيرى يا بكاشة
لحظة صمت لم تطل وهى تجيب
_ لا بس بردو انت أحلى عثمان فى الدنيا
ارتجفت سهى وهى تتذكر ذلك الدفء الذى كان يغلفها به لتنتفض واقفة مع صوت الباب الذى عبره عدة أشخاص وأحدهم يتحدث بملامح كئيبة
_ ماقدرناش نعمله حاجة الضرر شديد
الثالث عشر
لم تسمع ما أخبر به الطبيب بعد هذه الجملة فهى لا تصدق أن عثمان قد اصيب بضرر تلاحقت أنفاسها مع تضارب أفكارها التى تدفعها للهرب من هذا المكان والعودة للمنزل وهناك ستنتظر قليلا ثم يعود عثمان بنفس هيئته الجادة القوية التى تظهر قوة لا يبالغ هو فى إظهارها.
رأت عمها الذى لم يعد قادرا على حمل بدنه ليسرع أيمن محيطا خصره بدعم
_ وحد الله يا عم صبرى خير إن شاء الله . ادعى له بس يفوق وكل حاجة هتبقى كويسة عثمان راجل مايتخافش عليه.
عادت عينا صبرى تتعلق بعينيها وهى تقف مكانها بنفس الوضع وعقلها يعود بها لعهد قريب حين نعتته بإنعدام الرجولة زادت ثورة أنفاسها وهى ترى أمام عينيها عنايته بها ورعايته لها بعد أن طعنته فى كرامته مباشرة لترى كم كانت ظالمة!
تسارعت ضربات قلبها وهى يتذكر رفضها له رغم كل ما قدمه من حنان ودفء لتتحول أسعد لحظاته إلى اشقاها.
هى كانت بارعة في إفساد حياته منذ الأزل لكنها نافست نفسها مؤخرا وأصبحت أبرع فى زرع أشواك التعاسة بصدره وبين كفيه كلما اقترب منها فها هو ينذر برحيل نهائى لا تقوى على مجرد التفكير فيه.
..............
ظلت مكانها وقد وصلت أمها وخالتها والفتاتين الجميع يبكى عثمان عداها تنظر إلى وجوههم التى تحمل الحزن وكلماتهم التى ترجو وتستغيث بالله لكن أين دموعها
لا تجد دموعا لتبكيه رغم كل ما تشعر به من ضياع منذ وصلت لهذا المكان وبينما هى شاردة بين ما تراه وبين ما تشعر به ظهر الطبيب مرة أخرى ليتلهف الجميع حوله
_ هو دخل العناية المركزة وفى غيبوبة زى ما قولت لكم الضرر أغلبه فى الرأس كسر كتفه بسيط جدا بالنسبة ليه وكسر القدم مش خطېر المشكلة دلوقتى الغيبوبة ووظائف المخ و مش
متابعة القراءة