رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر
المحتويات
ترى شخصا أخر شخص مختل كليا.
...........
وصل عثمان للورشة وكان أبيه يجلس قرب الباب وأيمن منشغل بالعمل ليتساءل صبرى
_ قولت لمراتك انى عاوزها يا عثمان
_ قولت لها من الصبح يا بابا
_ وروحت ليه ما كانت جت عندنا
_ دلوقتى تيجى ماتقلقش
بدى هادئا لدرجة كبيرة وقد سخر كل قدرات عقله ليتأكد من ثباته الظاهرى لكن ذراعيه يعملان بتلقائية الاعتياد وهو يحرر جنزير حديدى ربط به جزء ضخم من السيارة التي يعمل عليها عاد والده يتساءل
لم يحسب عثمان هذا السؤال ضمن توقعاته لذا ارتفعت عينيه نحو أبيه فورا مع تحركه للإمام خطوة واحدة غير محسوبة لتشتته الشديد رأى فزعا بعينى والده لم يفسره أو يدرك سببه
_ حاسب يا عثمان
ظلام شديد غلفه في لحظة واحدة دون أن يستوعب عقله ما حدث أو يحصل بدنه على فرصة للشعور وكأن الظلام أتى لينحى كل الألم فيرحب هو بمنحه وعيه.
_ حد يطلب الإسعاف
_ مفيش وقت دمه هيتصفى
جاءت هذه الجملة من أحد المتجمهرين لتتسع عينا صبرى وهو يرى المزيد من الډماء التي يعجز عن تحديد منبع سريانها .
.................
عادت لغرفتها عازمة على تبديل ملابسها والتوجه لمنزل عمها التقطت تنورتها وهى ترتديها بحماس ليستوقف عقلها اندفاعها
_ مستعجلة على إيه انت رايحة لعمك صحيح ولا رايحة تشوفى عثمان
أنا رايحة لعمى اكيد بس إحتمال اشوفه فى الورشة
ضحكات عالية خيل إليها أنها فرت من جمجمتها الصماء لتحتد نظراتها وعقلها يتابع
_ لا انت رايحة تشوفيه وخاېفة يكون لسه زعلان من كلامك اللى زى الدبش بس مفيش داعى للقلق هو اكيد مش طايق يبص فى وشك
_ هو ممكن عثمان يكرهنى
لا تدرى مصدر السؤال الذى تردد بكيانها كاملا لكنها أغمضت عينيها وتحدثت بصوت مسموع وكأنها تحاول التأكيد لنفسها
_ لا عثمان عمره ما يكرهنى
_وجبتى الثقة دى منين
صړخ عقلها متسائلا لتفتح عينيها بقلق وتمسح أرجاء الغرفة وكأنها تبحث عمن سيجيب عنها هذا السؤال الصعب .
_ وانت عاوزاه يحبك ولا عاوزة تسبيه
تبا لهذا العقل الذى لا يصمت ولا يكف عن التساؤلات التى تربك كيانها وتزيد من صراعها انتفضت بإصرار لتتابع تبديل ملابسها هربا من عقلها ومن تساؤلاته التى لا تريد أن تجيبها فالبحث عن الإجابة خلال رحلة فى مشاعرها الصادقة لا تريد خوضها.
غادرت المنزل تجاه منزل عمها حيث يمكنها تمرير بعض الوقت بصحبة خالتها التى أصبحت تفضلها على صحبة أمها كما أن الفتاتين تثيران الكثير من المرح حولها هى سعيدة لأجل الصغيرة سارة فرغم لمحة الحزن التى تحملها نظراتها إلا أنها تتعايش بشكل جيد بفضل عالية التى ربما هى افضل ما حصلت عليه سارة.
منذ غادرت و نظرات الناس حولها تصيبها بالريبة بدأت عينيها تتجه إلى الأوجه المحيطة بها مما شتت أفكارها قليلا تابعت تقدمها لتصل إلى مسامعها همسة احداهن
_ شكلها لسه ماتعرفش
دارت أفكارها فورا لتأتى همسة أخرى
_ يا عينى عليها مش مكتوب لها تفرح
انعقد حاجبيها وخفت سرعة خطواتها مع زيادة تشتتها الفكرى ترى عمن يتحدثن ليس عنها مؤكدا ربما أصاب شخص ما مكروه
_ يا عينى على شباب البشمهندس ده لسه صغير
اخترقت اخر همسة عقلها فورا ليعلن حالة استنفار قصوى ويتغير مسار خطواتها لتتجه بحزم نحو تلك المرأة التى تتبعها هى ورفيقتها
_ انتو بتكلموا على مين بشمهندس مين
زاعت نظرات المرأتين ليزداد شعورها بالريبة ويبدأ قلبها يضخ كمية كبيرة من الډماء لعقلها الذى يرفض الاعتراف بالخۏف لتحثهما بحدة
_ ردوا عليا بتكلموا على مين
تنهدت إحداهما ونظرت لها بشفقة وهى تقول
_ هقولك يا بنتى ما انت لازم تعرفى واجب تبقى مع جوزك
_ عثمان!! ابقى معاه في إيه
_ فى المستشفى اللى نقلوه ليها
لحظة واحدة توقفت فيها الحياة داخلها مع ما قالته تلك الغريبة لتزداد حدة نظراتها وفى اللحظة التالية شهق صدرها ملتقطا أنفاسه ليعمل قلبها من جديد پجنون لا تدرى مصدره وليس هذا بالأمر الهام في تلك اللحظة. تحولت نظراتها لتحمل الرجاء دون أن تحاول اخفاءه أو إنكاره
_ مستشفى ليه حصل ايه
نهدة متعاطفة أخرى عبرت بها تلك الغريبة عن شعورها بالتعاطف وهى تتابع
_ جنزير الونش ساب ووقع عليه نص العربية بيقولوا انا ماشفتوش يا بنتى بس عمك كان معاه كلميه وانت تعرفى
اندس كفها فورا داخل حقيبتها يبحث عن الهاتف ولم يكن يصعب التقاطه بينما تحركت المرأتان تتابعان طريقهما لتظل هى وسط
متابعة القراءة