رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

وحاجبيها أيضا لتحتد ملامحه 
_ انا كويس يا دكتور ده شوية إرهاق
_ والمفروض فى عمرك الإرهاق مايعملش كده
_ ممكن تعمله فحوصات يا دكتور !
نظر لها بحدة فما بالها تتحدث وكأنها والدته
بدأ يعتدل جالسا مقاوما دوار رأسه ومستنكرا أن تكون فكرتها عنه بهذا الضعف بينما قال الطبيب
_ انا اخدت عينة ډم فعلا وبعتها المعمل .
تأفف محسن راغبا فى الظهور بشكل قوى لكنه ظهر بالفعل كطفل صغير
_ جرى ايه ډم إيه وعينة إيه هو انا جرى لى ايه يعنى ده شوية هبوط
تبسمت الأوجه لتذمره الطفولى ولنظره أرضا لم يلحظ هذا ليتجه الطبيب نحو الخارج 
_ مفيش فايدة فيك مابتكبرش أبدا
سمع صوت ضحكتها على تعليق الطبيب بينما تبعه قائد الحرس لكنها ظلت مكانها رفع لها وجه غاضب تبدد غضبه لهذه الابتسامة النادرة الظهور فوق ملامحها وهى تعقب بهدوء يندر أيضا
_ ألف سلامة عليك
_ الله يسلمك 
_ انا طلبت لك لبن
يبدو أنها تحاول القيام بدور والدته بالفعل وكان مجهدا كفاية لإيقاف تلك المحاولة منها لكن غضبه عبر عن استياءه منها 
_ انت فاكرة نفسك مامتى روحى يا وفاء شوفى شغلك انا مش بشرب لبن 
_ لا هتشرب ما هو تشرب لبن احسن ما تاخد دواء ولا انادى الدكتور يعلق لك محلول 
_ وفاااء
بدى لها طفل تماما فى هذه اللحظة لتضحك بقوة فكل مظاهر القوة الظاهرية التى يتمسك بها مجرد قشرة وهو مجرد طفل بالداخل ووحيد أيضا.
_ بتضحكى على إيه
لم تزد حدته الأمر إلا سوءا لتزداد ضحكاتها فينظر لها يتعجب أن تخفى وراء كل الڠضب الذى هو عنوان شخصيتها ضحكة بريئة بهذا القدر من الأنوثة.
ضړبت كفيها واقتربت لتجلس بالقرب منه وهى تكمم فمها 
_ مش هضحك اهو خلاص
ارتفع حاجبه الأيمن ليظهر تشككه لترفرف ضحكاتها مجددا لكنه لم يجد بدا من مشاركتها الضحك وهو يلقى بدنه للخلف ورأسه أيضا متهربا من نظراتها التى بدأت ترى ما لا يريد لها رؤيته بينما وجدتها وفاء فرصة جيدة للتهرب فهى لا تريد أن تصل معه في الحوار لنقطة التساؤل فهى لا تحسن الكذب ولا يمكنها أن تعترف بما شعرت به حين سقط أمامها ليقرر قلبها أنه سيتابع المحاولة فالألم لأجله لا يحتمل وربما تمكنت من الوصول لنقطة تلاقى لشتات عقليهما.
.....................
أنهت سهى إجراءات التقدم للدراسة وعادت بروح معنوية مرتفعة طوال الطريق تتساءل عن رد فعل عثمان حين يعلم أنها أنهت الأمر فى هذا الوقت اليسير ورغم أنها لا تدرى سبب رغبتها في رؤية رد فعله هو تحديدا لكن حالتها النفسية الناتجة عن هذا الإنجاز تدفعها للتجاوز عن تساؤلات عقلها فقط تتمنى أن يشاركها حماسها لهذه الخطوة التي ستقدم لها مستقبلا أفضل.
وصلت للحى للتقدم في نفس الطريق الذى يمر بورشته ليلقى عقلها سؤال أمام عينيها
اشمعنا الطريق ده يا سهى عمرك ما سألتى نفسك بتعدى منه ليه مع أن فى طرق تانية توصل للبيت لو كنت طول عمرك كارهة عثمان زى ما بتقولى ليه مش شايفه غير الطريق اللى بيعدى عليه
أثر السؤال الذى جاء في وقت غير مناسب على بشاشة وجهها التى تعبر عن حماسها الشديد.
مرت من أمامه لتلقيه بنظرة ثاقبة وكان منحنيا غير منتبه لمرورها لتظل عينيها معلقة به وكأنها تأمل لقاء تنتظره ولم يخيب القدر رجاء عينيها ورفع رأسه عن السيارة لتصطدم بعينيها فيرى ارتباك يتمنى أن يكون هو مبعثه ترك ما بين يديه ولحق بها فورا ليدركها قبل بلوغ المنزل 
_ سهى
توقفت خطواتها وهى تنظر نحوه ليزداد قربا 
_ عملتى إيه
_ خلاص قدمت على دبلومة والدراسة هتبدأ فى أكتوبر بس انا هاخد نظام الساعات المعتمدة علشان اخلص الدبلومة فى سنة واحدة .
_ طيب كويس انا راجع الورشة 
_ هى كده خلصت مهمتك
تجمدت ملامح وجهه وهو لا يفهم سبب التغير الذى ينتابها كثيرا فتناقض نفسها أو تفسد اللحظات ببراعة شديدة.
_ ادخلى جوه يا سهى
ڼهرته لها رغم انخفاض نبرتها إلا أنها كادت أن تعترض ليقترب خطوة مثيرا فزعها 
_ ادخلى جوه مش هنفرج علينا الناس فى الشارع
_ يعنى انت عارف إننا في الشارع طبعا هستنى إيه من واحد ميكانيكى
حرصت على خفض نبرة صوتها والقرب منه خطوة أيضا لكنه شعر أن جملتها تتردد بين الجدران ويستمع إليها أهل الحى أجمع ضم قبضته مراقبا مغادرتها وهو يمنع نفسه من اللحاق بها فما سيحدث لن يتحمله قلبه غابت عن ناظريه ليدرو عائدا نحو ورشته .
دخلت للمنزل لتلقى حقيبتها أرضا غاضبة من نفسها لقد كانت منذ دقائق تتمنى ترى رد فعله وتتمنى أن يحتفل معها بتلك الخطوة الجديدة في حياتها وبمجرد أن ظهر أمامها اتقد بصدرها ڠضبا تجاهه لتحاول فقط ايلامه لكن هذه المرة لم يشف صدرها حين رأته يتألم لم يعد ألمه منبع راحتها لقد کرهت ما فعلته وما قالته .
اتجهت نحو غرفتها بخطوات سريعة غاضبة لتقف أمام المرآة تنظر إلى نفسها وكأنها
تم نسخ الرابط