رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر
المحتويات
قطرات من روعتها وبمجرد شعوره بالارتواء ظهر رفضها ليحول حلو ما ناله إلى مرار لم يحتمله قلبه.
تحرك بإرهاق في الصباح مضطرا فالوجود فى هذا الفراش يزيد من عڈابه وارهاقه حاول تنشيط نفسه بحمام صباحى وبينما يرتدى ملابسه وقع بصره على المال الذى عاد به ليلة أمس ليقدمه لها فهو يعلم أنها ستحتاجه لإنهاء إجراءات الدراسات العليا أكمل ارتداء ملابسه وحمل المال متوجها نحو غرفتها طرقة واحدة ودخل كما اعتاد وكانت بالفراش ليخفى شوقه لها بحدة
انتفضت تنظر له بفزع
_ فى إيه!!
وضع المال فوق أقرب طاولة إليه
_ فلوس علشان التقديم قبل ما امشى وامبارح ابويا اتكلم معايا في ورثك وانا ماليش فيه وانت راجعة عدى عليه انت مش صغيرة .
وغادر وهى لازالت جالسة تنظر إلى الفراغ الذي خلفه تلك الحدة التى يعاملها بها لا تناسبها ألا يرى ما تكون
لقد اشتاقت لعثمان ذلك البشوش الودود الذى كان.
......................
يشعر محسن بإرهاق يشابه الأمس فهو لم ينم بشكل جيد وكأنه طالب ينتظر نتيجة امتحان هاتفه رئيس حرسه وأخبره أنه سينتظره بالشركة ليتخلى عن فطوره بصحبة والديه كحدث نادر الحدوث وغادر فورا.
_ إيه الأخبار
وضع الرجل ملفا أمامه به العديد من الصور والأوراق
_ للأسف يا فندم المعدات اللى بيشتغل بيها العمال عندنا مااتجددتش من عشر سنين السقالات خشب وده سبب وقوع العامل اللى سألتنى عنه هو وقع لأن لوح الخشب مش مربوط كويس والحمد لله الشاليهات دورين بس ده لو مبنى عالى كان راح فيها قدام حضرتك صور الروافع والسقالات والعمال واسماءهم وكمان قائمة بالرواتب وبعد اذنك انا جبت قائمة تانية من الحسابات والفرق مش شوية
_ إحنا جايبين معدات جديدة من سنة واحدة
_ حصل يا فندم بس مابتروحش المشاريع البعيدة هو نقلها بيكلف اكتر بس مش الفرق اللى يخلينا نغامر بحياة بنى آدم.
تصفح محسن الأوراق أمامه عاد يتطلع إلى الوجوه الكادحة التى تبتسم رغم كل ما تعانيه لمجرد صورة النقاء الذى يغلف أرواحهم ينعكس بأعينهم عاد يرفع رأسه متسائلا
حمحم الرجل بحرج
_ هو فى حاجة بس مش عارف هى برة الشغل بس بردو مايصحش تحصل
_ حاجة إيه
_ في مهندسة جديدة اللى عملت تصميم القرية
حثه محسن على المتابعة بهزة من رأسه ليتابع
_ فى عامل قالى أنها راحت تتابع التنفيذ مرة واحدة والبشمهندس اللى بينفذ أول ما وصلت قالها أنها وحشاه ولما اتعصبت عليه هددها يبلغ حضرتك أنها بتعرقل شغله بس هى لما شافت المعدات انفعلت اكتر وصوتها على والعمال اتلموا حواليها فالمفروض عندها خلفية عن الصورة كاملة ساكتة ليه عن اللى بيحصل مش عارف
_ ما هى لو بتعرف تسكت مكناش عرفنا حاجة روح انت دلوقتى وانا متشكر جدا
غادر الرجل ليبدأ فورا في البحث عن طريقة لإصلاح كل هذا الفساد الذى غرس أنيابه السامة في بنيان عمله وإن استمر سيهلكه .
أخرج هاتفه وطلب رقم وفاء وهو يظن أنها لن تجيبه لكنها أجابت بصوت ناعس تتساءل عن المتحدث ليشرد لحظة فهى لم تنظر حتى للهاتف لكنه استجمع شتاته وأمرها بحدة
_ حضرتك لسه نايمة نص ساعة تكونى قدامى في الشركة عندنا اجتماع
زفرة لم تزده إلا حيرة وهى تعترض
_ مش انا قدمت استقالتى وخلصنا
_ وانا ماشوفتش استقالتك يلا يا بشمهندسة وبطلى تردى على الموبايل وانت نايمة مفيش أي إحساس بالمسئولية.
وانهى المحادثة مع دخول مساعدته لينظر لها
_ عاوز مدير الحسابات والمدير التنفيذى ورئيس قسم الهندسة فى اجتماع فورى ومحدش منهم يعرف غير انى طالبه وبس لوحده
_ تحت أمرك يا فندم
....................
نظرت وفاء للهاتف بحيرة فهى لم تتوقع منه أن يتحقق من فيض الإتهامات التى ألقتها به في ثورة ڠضبها لكن يبدو لها أنه فعل وإلا لما طلبها للحضور عقدت حاجبيها بحدة وهى تتحدث إلى الهاتف الجامد بكفها
_ وانت مالك ارد وانا نايمة ولا وانا صاحية انا ماعنديش احساس بالمسئولية!! ماشى يا محسن يا انا يا انت
نهضت عن فراشها فورا وقد تملك منها الحماس فهو رغم كل عيوبه التى تنتقدها دائما يحمل داخله بذرة للخير يمكنها العمل عليها حقا ستحتاج مجهودا كبيرا لكن النتيجة تستحق .
أسرعت تبدل ملابسها وتغادر الغرفة لتنظر لها أمها متعجبة ومتسائلة
_ إيه ده انت رايحة فين
_ طلبونى فى الشركة يا ماما
ابتسمت لما تراه من تبدل كبير في حالة ابنتها منذ الأمس وهى تدعو لها لتغادر وقلبها يتمنى الكثير من الأمنيات.
........................
رغم شعور عثمان بالإرهاق الشديد إلا أنه تابع عمله بنفس الهمة متغاضيا عن رغبة بدنه فى الراحة ومتناسيا حق نفسه فيها لاحظ أيمن إجهاده لنفسه بشكل مبالغ فيه وقد بدأ يشك أن ما يمر
متابعة القراءة