رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر
المحتويات
لمتابعة التساؤل
_ طيب حضرتك باعت لى ليه
_ بخصوص المدام
توقفت الكلمات فى حلق صبرى الذى غابت عنه هالة منذ الصباح لأول مرة بحياتها دون أن يتفقدها لقد أثر عليه حاډث عثمان بشكل سئ للغاية لكن ما علاقة الطبيب بها
رأى الطبيب عجزه عن التقبل والتجاوز ليتابع
_ الحقيقة هى الممرضة دخلت تطمن عليها وتصحيها تاكل حاجة لقيتها فاقدة الوعي ولأن الظرف اصلا صعب قولنا نفوقها بهدوء ممكن من الصدمة بس جه فى بالى اعمل تحليل ولاقيت السكر عالى جدا يعنى هى كانت فى غيبوبة سكر ...
_ سكر!! سكر إيه هالة ماعندهاش سكر
أشار له الطبيب ليهدأ وهو يتابع
_ ممكن من الصدمة بس بردو لازم تتابع دكتور هى دلوقتى لسه في أوضة الممرضات ومحدش قال لها حاجة لأن الزعل لوحده وحش على السكر.
انتفض صبرى وعينيه تجوب المكان كأنه يبحث عن دعم لا يجده
_ عاوز اشوفها لو سمحت
دخلت الممرضة ليشير له وأراد أن يخبره أنها ستأخذه إليها لكنه تحرك بالفعل مغادرا لتتبعه هى وتحاول إرشاده مع مراعاة حالة تخبطه المتوقعة.
تقدم للداخل محاولا السيطرة على لهفته ومخاوفه لكن زوجته قرأت بيسر كل ما يحاول اخفاءه ورغم ذلك توجه كل تفكيرها إلى ابنها فورا ليصيب الفزع منها ما ارجف صدرها وبدى فوق ملامحها فورا مع تساؤل غلفته المخاۏف
_ فى إيه يا صبرى عثمان ماله
_ عثمان كويس الحمدلله وسهى كانت قاعدة معاه طول النهار
عبر الأمل الذى تتمناه عن نفسه مع سؤالها ليتنهد ويهز رأسه نفيا ثم يتابع
_ بس الدكتور طمنا وقال إنه مستقر المهم انت دلوقتى عاملة إيه
صمتت هالة فحالتها فى هذا الوقت لن ترضى زوجها فهى مفطورة القلب وتعلم أنه كذلك لكنه يقاوم ويبدى للجميع القوة رغم حاجته الشديدة لمن يبثه إياها.
..................
مر بعض الوقت في صمت لترفع هنية وجهها مع صوت حذاء نسائي يدق الأرض برقة لكنها غير معتادة فى المشفى لذا فالقادمة ليست من العاملين رأت فتاة أنيقة تعرفت عليها فورا فهى الفتاة نفسها التى زارت ابنتها قبل زفافها لطالما كانت ابنتها قليلة العلاقات حتى ارتاحت هى لكون ابنتها فتاة غير اجتماعية وإن كان لها بعض الرفقة فهى تحتفظ بهم بعيدا عن المنزل وهذا يوافق رغبتها الخاصة خوفا من التأثير الذى قد ينتج عن شدة تداخل العلاقات كما ترى هى
أصاب سهم من الحزن قلب هنية فابنتها بحاجة للدعم ولن تطلبه منها هل أخطأت بالفعل في حق ابنتها لهذه الدرجة
ارهفت السمع وقد ساعدها قرب موضع جلوسها منهما لتسمع تساؤل الفتاة
_ هو عامل ايه دلوقتي يا سهى فاق شوفتيه
_ زى ما هو يا وفاء شوفته بس مافقش انا خاېفة عليه اوى
نهدة متعاطفة وهى تربت فوق رأسها مجددا
_ ماتخافيش يا سهى خير إن شاء الله
جلست واجلستها بجوارها وبدأت هنية تفقد الحوار بينهما حين تحولت الكلمات إلى همس خاڤت لكنه توقف مرة أخرى مع ظهور صبرى وهالة التى تستند إلى ذراعه بضعف .
..............
وقفت تنظر لقلب الورشة حيث من المفترض سقط عثمان وهى تتخيل مدى الألم الذى شعر به وتنبع التساؤلات من رأسها تلقائيا
لأي مدى شعر بالألم
هل شعر بالخۏف
هل تذكرها حين أصيب
هل هو غاضب منها
هل هي السبب فيما حدث
توقف تدافع تلك التساؤلات مع صوت يسحبها من أفكارها بعيدا متسائلا
_ مدام سهى انت كويسة واقفة هنا ليه
نظرت لصاحب الصوت الذى لم يكن سوى أيمن لتجيب بشرود
_ أبدا مفيش حاجة لقيت الباب مفتوح ونسيت أن حضرتك هتشتغل
أجاب أيمن بلا تفكير
_ طبعا لازم اشتغل عثمان لما يرجع بالسلامة لازم يلاقى مكانه واقف على رجليه زى ما هو سابه واحسن وإلا مااكونش صاحبه ولا استحق صحبته
نظرت له بدهشة لهذا المنطق الذي ينتهجه عقله لقد عابت عليه بالأمس التفكير بشأن العمل لكنها فى هذه اللحظة تراه محقا تماما لذا همست بهدوء
_ شكرا يا بشمهندس
تغاضى عن شكرها الذى يراه لا محل له من الواقع وتساءل بقلق
_ تحبى اوصلك البيت شكلك تعبان
هزت رأسها رفضا وهى تتحرك مغادرة
_ لا هروح لوحدى كتر خيرك
لما هى بهذا الهدوء
تعجب أيمن داخليا لكنه تجاوز تعجبه فورا وهو يعود للعمل الذى عليه إنجازه اليوم مناديا الفتى الذى ألحقه بالعمل لمعاونته .
..................
وصلت للمنزل حيث السكون البارد الذى يحتل صدرها بمجرد الدخول من الباب أصبحت تضيق بهذا المكان ولا
متابعة القراءة