رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

الأيسر مع تورم مؤلم لمجرد رؤيته.
تحرك كفها لتخرج المسبحة التى تخفيها فى جيب تنورتها لتضعها فوق صدره الذى تشعر به باردا لأول مرة
_ انت كنت محتفظ بالسبحة طول السنين دى ليه يا عثمان
صمتت وكأنها تنتظر إجابته وحين لم تأتيها تابعت 
_ انت كداب يا عثمان ايوه كداب طول عمرك تقول انى اختك الصغيرة بس محدش بيتجوز أخته يا عثمان انت كدبت على نفسك وانا كدبت على نفسى .
صمتت تحاول تنظيم أنفاسها التى يغالبها البكاء ويبدو أنه سيتغلب قريبا لكنها لا تريده أن يشعر بدموعها رغم أن الاختناق بصوتها يوشى به.
استعادت السيطرة بعد دقيقتين تقريبا لتتابع 
_ عثمان أنا عارفة انك سامعنى وعارفة انك زعلان منى بس انت مش عارف انى انا كمان زعلانة من نفسى عثمان فوق علشان انا محتاجة لك معايا.
ظلت أصوات الأجهزة الرتيبة هى كل ما يصل لمسامعها رغم تشوش الرؤية لتجمع الدموع بعينيها فأسرعت تكفف دموعها وهى تشير للخارج 
_ عمى وخالتى برة مستنينك تفوق لو مش عاوز تفوق علشانى فوق علشانهم
لم تجد أي استجابة لتسحب كفها بعيدا عن صدره 
_ انا سړقت السبحة دى زمان من بابا وكانت سبب انى بعدت اوى عنك وامبارح سرقتها تانى منك بس المرة دى مش هتبعدنى عثمان لو مضايق منى أوى قوم ومشينى من جنبك لكن طول ما انت نايم أنا هفضل هنا ڠصب عنك أنا طول عمرى كنت جمبك ڠصب عنك بس لا انت اخدت بالك ولا انا كنت شيفاك .
الخامس عشر
لم تشعر سهى بمرور الوقت الذي قضته بالداخل حتى وجدت ذراعى الممرضة تحيطانها بإشفاق اختطفت نظرة لها وعادت عينيها تهرول نحو محياه وقلبها ينبض بقوة رفضا وهى تعلم أنها على وشك المغادرة 
_ كفاية كده انت معاه من بدرى
عادت عينيها المحملة بالرجاء إلى الممرضة 
_ خلينى معاه كمان شوية مش هو سامعنى
_ ايوه سامعك
بدأت زخات الحزن تهطل من عينيها وهى تلومه برفق 
_ انا كنت عارفة انك سامع بس مش مصدقة انك مش راضي ترد عليا كده يا عثمان تكسر خاطرى!
تنهدت الممرضة بحزن سرعان ما زال وهى تسمع صوت الجهاز الذي اختلفت لترفع عينيها نحو الشاشة لتتأكد مما سمعت رأت اختلافا بالفعل لتتابع فحص الأجهزة بينما شعرت سهى بالفزع 
_ جرى ايه انت بتعملى إيه
ابتسمت الممرضة برضا وهى تشير نحو عثمان 
_ بيرد عليكى 
اتسعت عينا سهى معبرة عن الصدمة بينما تابعت الممرضة 
_ مااعرفش كلامك أثر فيه ولا ده عادى بس دقات قلبه زادت ورجعت للمعدل الطبيعى عموما انا هبلغ الدكتور باللى حصل بس اتفضلى معايا النهار فات وانت واقفة هنا.
انعقد حاجبيها وهى تترك قيادة خطواتها لها مجددا 
_ النهار فات ليه إحنا امته
_ داخلين على المغرب
ألقت نظرة أخيرة والممرضة تغلق الباب ليختفى عن عينيها وتسحبها بعيدا عن الغرفة .
عادت تجلس بجوار عمها لكن أمها كانت بالقرب وهى حتى الآن منذ زواجها تتهرب منها كانت تراها جائرة على حقها في الإختيار وكلما مر الوقت تأكدت من أنها كذلك.
بعد قليل طلب الطبيب رؤية عمها لتبقى هى وامها التى انتقلت بهدوء لتجلس بالقرب منها مع سواد الصمت للحظات حتى تساءلت
_ انت لسه زعلانة منى انا كنت عاوزة مصلحتك
نظرت نحو أمها دون أن تحاول اخفاء ڠضبها 
_ وانا كنت عاوزة مساعدتك زمان بعدتينى عن عثمان يمكن لو كنا كبرنا مع بعض ماكنش ده بقى مصيرنا انت عاوزة المصلحة اللى انت شيفاها مش اللى أنا شيفاها
_ يعنى إيه انت لسه رافضة عثمان
لم يكن تساؤل هنية بمفاجئ لها بل متوقع تماما ورغم ذلك تهكمت ملامحها وهى تتساءل
_ ماما انت كنت عاوزة مصلحتى ولا مصلحة عثمان تعرفى المشكلة فين! انك طول عمري مش واخدة بالك أنى بغير من عثمان مش لأنه احسن منى ولا بياخد حقى ڠصب عني لا علشان انت بتحبيه اكتر منى ومن سارة مش ذنبنا يا ماما انك ماتخلفيش ولد! ولا مبرر انك تفضليه علينا حتى لو هو ابن عمنا وخالتنا سارة يمكن الموضوع مايفرقش معاها لكن أنا لا انت دخلتينى فى صراع بينى وبينى جزء منى بيغير منه وجزء تانى محتاجه وطبعا الجزء اللى بيتغذى اكتر هو اللى كسب وانت عملتى اللى عليكى وزيادة وزودتى الغيرة جوايا وانا بمنتهى الغباء كنت بحاسب عثمان لأنى ببساطة مااقدرش احاسبك انت .
نهضت تبتعد عن أمها التى لم تتمكن من اللحاق بها أو نفى كل ما واجهتها به فهى داخلها تعلم أنها صادقة تماما.
......................
دخل صبرى لغرفة الطبيب الذى حاول رسم ابتسامة لكنه فشل وأشار له بالجلوس ليزداد توجس صبرى وتنمو مخاوفه ويتساءل فورا
_ فى إيه يا دكتور عثمان جرى له حاجة
هز الطبيب رأسه وكفيه وهو لا يعلم كيف سيحمل له هذا الخبر 
_ لا أبدا عثمان زى ما هو حالته مستقرة انا مش باعت لحضرتك بخصوص عثمان
رغم شعوره بالراحة إلا أن انعكاس الحزن على ملامح الطبيب دفعه
تم نسخ الرابط