رواية روعة جامدة الفصول من الحادي عشر للخامس عشر

موقع أيام نيوز

يبقى الحب مش فى محله ولا هيقدر ينجح العلاقة
تنهدت وفاء وشابهت ملامحها سهى فى الألم وهى ترى أن رفيقتها بدأت تتخذ الإتجاه الصحيح
_ معاكى حق الحب فعلا مش كفاية تعالى اطلب لك تاكسى وانا هبقى اتصل بيكى
_ انا غيرت الرقم عثمان جاب لى رقم جديد وعدة جديدة خدى سجلى لى رقمك .
لم تمانع وفاء فتح جسر جديد للتواصل مع سهى التى تثق أنها بحاجة شديدة لها وهى أيضا تحتاج إليها وإلى دعمها .
................
دخلت المساعدة لمكتب محسن الذى استدعاها فورا ليصيح بحدة 
_ انا مش طلبت المهندسة وفاء
_ مش موجودة يافندم خرجت مع المدام اللى كانت عند حضرتك
توجس محسن فورا وانقبض صدره بضيق 
_ قصدك سهى انت متأكدة
_ ايوه يا فندم انا دورت عليها وسألت الأمن 
_ طيب روحى انت
تحركت فورا مغادرة بينما بدأت أفكاره عن سبب تلك الصحبة التى لا يحبذها حقا وفاء نوع مختلف تماما من النساء عن سهى لكن عليه أن يتحكم في مجرى الأمور بشكل أقوى هو يتذكر جيدا مدى رعونة سهى فى بداية علاقته بها لكنها سرعان ما تقبلت الخضوع ورضخت لترويضه لها لتكن له كما شاء وإن فشل مرة معها فلن يكون الفشل حليفة دائما وسيتمكن مؤكدا من دفع وفاء للقبول بسطوته عليها فهو يرى بين عينيها ما سيمكنه من النجاح هى ستفتح له الباب لقلبها وهو سيزرع طريقه بما يريد لها أن ترى.
......
لم يمر الكثير من الوقت وكانت وفاء تدخل لمكتبه بوجه بشوش ينفى هواجسه عن صحبتها لسهى وتأثيرها السئ عليها استقبلها برسم ابتسامة مرحبة لتتساءل فورا
_ صحتك عاملة إيه النهاردة
_ وفاء بطلى تعيشى دور مامتى
نبرته التحذيرية زادت من اتساع ابتسامتها فهو يثبت لها كل يوم أنها احسنت تقيمه .
جلست أمامه بنفس الطريقة المعتادة ليلاحظ كم هى معتدة بنفسها ويشرد لحظة عنها لكنها حركت كفها أمام وجهه 
_ انا جاية اقولك حاجة مهمة
_ اتفضلى
_ ماما هتيجى معايا يوم الجمعة انا قولت تغير جو وابقى مطمنة عليها بدل ما تفضل لوحدها 
_ هو انت مالكيش اخوات يا وفاء
_ ليا أختين بس اتجوزا وانا عايشة مع ماما سلام انا هروح اخلص شغلى
تمنى أن يستوقفها ليسأل عن أبيها لكنها تحركت فورا نحو الخارج ليتغاضى عن ذلك يمكنه أن يؤجل سؤاله ليوم الجمعة وحينها سيتعرف إلى والدتها أيضا يبدو أن أموره تسير على ما يرام.
...................
وصلت سهى للمشفى وكان عمها يجلس بنفس المكان ورأسه يستند للجدار خلفه اقتربت منه ليرى كل منهما كم الآخر فى حالة مزرية 
_ خالتى فين
_ صعبت على الممرضة واخدتها ترتاح فى اوضتهم ماهى مش راضية تروح
جلست بجواره تنتظر أن يفصح عن تحسن الوضع لكن صمته لا يبشر بالخير وهى تعجز عن صياغة سؤال مباشر لذا راوغت 
_ وانت يا عمى مش هترتاح 
_ ارتاح ازاى وابنى فى الحالة دى عثمان مش بس ابنى عثمان عمرى كله ووقعته دى قطمت ضهرى
نهدة حارة فرت من صدره لتلزم الصمت مر بعض الوقت ووصل الطبيب لمعاينة الحالة لكنه خرج لهم بنفس الوجه الكئيب لترى العقول ما تحاول القلوب إنكارها رؤيته 
_ مفيش تحسن يا دكتور
_ مؤشراته الحيوية مستقرة لكنه لسه في غيبوبة 
_ اقدر اشوفه من فضلك
_ انت مراته
_ ايوه
تطلع الطبيب لوجهها وصمت لدقيقة كاملة ليزداد وجيب قلبها قبل أن يدس كفيه متنهدا
_ هبعت لك الممرضة تساعدك وكلميه عن أي حاجة تخليه يتمسك بالحياة 
_ قصدك ايه يا دكتور
تساءل صبرى بفزع ليحصل على اهتمام الطبيب الذى تحدث بنفس هدوءه 
_ قصدى أنه كان المفروض يفوق من الغيبوبة مادام مستقر حيويا لكن عقله رافض لسبب هو بس عارفه كمان مهما كان الضرر من الحاډث هيأثر على وظايف جسمه أو مخه لكن مش يدخله فى غيبوبة خصوصا أن بنيته كويسة وجسمه اتقبل الأدوية بسرعة واستعاد استقراره يعنى بردو الغيبوبة غير منطقية فى حالته .
تحرك مغادرا لتظل مكانها حتى ظهرت الممرضة التى أشارت لها
_ اتفضلى معايا
لم يبد عليها أنها استمعت ولم تظهر أي رد فعل لوجود الممرضة التى اقتربت تمسك ذراعها لتستعيد تركيزها وادراكها وتعيد بلطف 
_ اتفضلى معايا هساعدك تتعقمى وادخلى له
سارت معها دون أن تنظر إلى الطريق الذى تسلكه فقط تنفذ ما تمليه عليها بصمت كأنها آلة بشړية ورغم مرور الدقائق إلا أنها شعرت أن الوقت أصيب بالبطء وخطوات الساعة متثاقلة بوهن يشبه ما تشعر هى به .
اخيرا وجدت نفسها في الغرفة حيث يرقد فوق فراش معدنى بارد والجو العام للغرفة يتميز ببرودة يمكنها النفاذ للروح بسهولة فتقشعر لها الأبدان.
تقدمت بأقدام تهتز نحو الفراش لم تر عثمان فى حياتها بمثل هذا السكون رأته كثيرا ينام فى طفولتها لكنه أثناء نومه يثير فوضى حوله لا تتناسب مع نظامه الدقيق في يقظته فما باله الأن مغلف بهذا السكون
نظرت لملامح وجهه التى أخفى الرباط الطبى أغلبها لم تر عينه اليمنى بينما رأت ارتخاء جفنه
تم نسخ الرابط