رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر
المحتويات
وجهه بإرهاق وقرر أن غفوة قصيرة قد تريحه قليلا فعاد يستلقى ويغمض عينيه متمنيا ألا يعود صړاخ عقله وقلبه لكنه لم يملك وقتا طويلا للهرب من أفكاره حولها فقد طرق باب غرفته ومن سواها سيكون بالخارج وفى لمحة من الزمن صړخ قلبه يستوقف دقات قلبه الحماسية ويمنعه من الحنين لها
بلاش جنان اوعى تفكر أنها جاية تترجاك ما تتحركش من مكانك ولا تسأل عنها
_ صاحبك على الخط
إلتقى حاجبيه پغضب وهو يلتقطه منها موبخا بنفس النبرة
_ وبتردى ليه
رفع الهاتف بعد أن ألقى نظرة على شاشته دون أن تتغير ملامحه الغاضبة
_ ايوه يا أيمن!
أنهى المحادثة ليدس الهاتف بجيبه فتنظر له بحدة لم يهتم بها فقد أخطأ حين ترك لها هاتفه وبالطبع سيهاتفه أصدقاءه وزبائنه والكثير من الرجال فى محيط سمعها يشعره بالغيرة
_ أي خدمة تانية
تساءل بغلظة لتفر من أمامه إلى غرفتها فيعود هو إلى فراشه الذى لا يمنحه الراحة .
.......................
دخلت هالة غرفتها وكان صبرى قد عاد للتو من الورشة لتتجه رأسا إلى الفراش فيتوقف عن تبديل ملابسه ويتساءل
_ مالك يا هالة
أغمضت عينيها بإرهاق
_ تعبانة يا صبرى عاوزة انام شوية
_ لازم تتعبى ما انت واقفة على رجليكى من يوم ۏفاة خيرى مش لازم كل حاجة تعمليها بنفسك على فكرة هنية مايتخافش عليها
رفعت كفها تستوقف انفعاله
_ صبرى كفاية عصبية انا تعبانة
وكأنها سكبت دلوا من الماء البارد فوق غضبه ليخبو فى لحظة ويتهرب بعينيه منها متابعا تبديل ملابسه فتبتسم وتغمض عينيها مرة أخرى لتمنحه فرصة لتأمل ملامحها وكأنهما متفقين سلفا على التوقيت فاتجهت عينيه الى وجهها لتنشق ابتسامته عبر غلظة شفتيه لتلك الابتسامة.
_ ابقى بكرة ابعت لى لحمة علشان اطبخ لسهى وعثمان
_ وهى سهى صغيرة ما تطبخ
_ يا صبرى دى عروسة وبنت اخوك كمان
_ خلاص هوصى لهم على أكل بكرة وهجيب اكل هنا كمان تسمحى بقا ترتاحى يوم زى البنى ادمين
_ انا ارتحت يا صبرى من يوم ما اتجوزتك
فرت عينيه فورا بعيدا عنها لتضحك فقد عهدت ابن عمها وزوجها يعجز تماما أمام الكلمات وخاصة إن كانت تعبر عن المشاعر لكنها لا تحتاج منه كلمات فبمجرد تواجده قربها يتحرك ذراعه بلا تفكير ويضمها مقدما لها دفء صدره الذى هو ابلغ من كل الكلمات ويخصها وحدها دون العالم .
.........................
تشعر سهى بملل شديد فهى حبيسة الغرفة لساعات طويلة مادام هو بالمنزل اتجهت مرة أخرى نحو الشرفة لتطل على الخارج بضجر فهى تكره هذا المشهد وهذا المكان .
سمعت ضجة بالخارج أثارت فضولها عما يفعله فى المطبخ ويتسبب في هذا الضجيج ووجدتها فرصة أيضا للهروب من الملل الذى يزهق أنفاسها فاتجهت للخارج
كان قد أفرغ البراد تماما من كل الأوانى ليصبح حوض الغسيل مكتظا بها بفوضاوية مزعجة لتصيح بحدة
_ انت بتعمل ايه
لم ينظر لها وكأنه منتبها لوجودها منذ البداية
_ هعمل ايه ربنا بلانى بواحدة مش عارف مسمية نفسها ست ازاى وهى مابتعرفش تحط طبق فى مكانه
_ انت فاكرنى خدامة عندك
دار ينظر لها بحدة
_ لا طبعا بس المفروض ده بقى بيتك تعرفى ليه الست مسئولة عن البيت لأنها مخلوق رقيق مايتحملش الفوضى ولا يحب الإهمال لأنها كائن منظم وحريص مايحبش الخسارة ولا يسمح بالاهدار .. لكن انت بقا ست بمناسبة إيه طبيخ ماتعرفيش تنضيف ماتعمليش تنظيم ماتتحركيش واحسن بنى آدم شوفته في حياتى يهدر فى الاكل تاكلى نص الطبق والباقى ترميه لو حطتيه فى التلاجة انا هاكله عادى مابقرفش
رغم أن بداية كلماته تبدو لها صادرة عن شخص راقى يحسن إختيار كلماته إلا أنها ترى تعمده تجريحها وإظهارها بمظهر الفاشلة غير المسئولة .
رفعت حاجبيها معبرة عن رفضها ما يقول وهى تتخصر فتزيد من شوقه لها وهى تبدى له دون تعمد تفاصيل روعتها التى لم تعد تفشل في إثارة حواسه وهى تقول
_ أول حاجة انا مش حاسة أنه بيتى ولا ناوية أنه يكون وبعدين انت عارف انى مابعرفش اطبخ مش صدمة يعنى ولا مفاجأة
تنفس بعمق محاولا السيطرة على نفسه وعدم اظهار رغبته فيها
_ ايوه كنت عارف انك مدلعة و علشان كده بحاول اعمل انا ما إحنا مش هنسيب البيت بالمنظر ده يمكن مايكونش بيتك ولا هيكون بس هو بيتى اللى عشت
متابعة القراءة