رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

من هالة وكأنها تتذكر شيئا من عهد بعيد أو تنظر لطيف حبيب إلى قلبها قبل أن تتابع 
_ تعرفى يا هنية انا يمكن مش بحب صبرى الحب اللى انت بتحبيه لخيرى الله يرحمه لكن هو بيحبنى اكتر من روحه وده مكفينى انا بحب حبه ليا حتى لو مااعترفش بالحب ده ولا عبر عنه بس الحب مش محتاج كلام.
اومأت هنية بتفهم وهى تتمنى أن تجرى نفس الحوار مع سهى ويرجو قلبها أن تصل لنفس السعادة مع عثمان وسؤالها تتمنى أن توجهه إلى ابنتها لكنها تفتقر إلى الشجاعة لطرحه.
........................
غادر الغرفة لصلاة الفجر فوجد الطعام كما تركه هو فيبدو أنها غاضبة من الطعام أيضا حفظه في المبرد ولم يحاول أن يتجه نحو غرفتها وقد قرر قضاء اليوم في المنزل فهو لن يواجه تساؤلات ايمن مرة أخرى كما أن والده سيكون بالورشة اليوم وهو لا يريد مزيدا من الحصار .
كان بغرفته حين غادرت غرفتها صباحا ولم يفكر في مغادرتها إلا حين ألح عليه الجوع ليفعل .
هناك الكثير من الطعام فذلك الطعام الذى ارسل ليلة زفافهما لم يمس وما جاءت به خالته في اليوم التالي وما تبقى مما أحضره بالأمس عليها أن تتعلم كيف تدير المنزل وكيف تحافظ على النعم التى تملك.
وقف بالمطبخ يعد لنفسه طعاما ويعلم أن رائحته تصل إليها ولابد أنها جائعة يمكنه أن يقتطع جزء من طعامه لها لكن عقله يدفعه للتجاهل .
وضع الطعام فوق صينية ونظر له ليتأفف پاختناق فهو لن يمكنه أن يتذوق هذا الطعام إن لم تحصل على جزء منه لقد أصبحت زوجته فكيف يكون بهذا الجحود
صړخ عقله محدثا إياه 
هو انت حوشت منها الأكل ما هى اللى غضبانه غلطانة وغضبانه ! 
عادت عينيه تحصى الطعام لينبع صوت من ايسر صدره 
لو انا مااتحملتهاش مين يتحملها وبعدين انا معاقبها وباعد عنها خالص
ضحكة قوية ترددت فى صدى عقله الذى صفعه بالحقيقة التى يتهرب منها 
معاقبها دى أمنية حياتها تخلص منك 
ثارت دمائه ڠضبا فهو على دراية بهذه الحقيقة المؤلمة لو تعلم سهى كم تؤلمه ما فعلت !
عاد قلبه ينبض پألم يتخلله رحمة
مش أنا الراجل اللى يقدر ياكل وهو عارف أن مراته جعانة مهما حصل منها ربنا هيسألنى عنها انا هودى لها الاكل وهى حرة لما ترفضه يبقى قرارها
ارتضى هذا القرار فاتجه نحو غرفتها وطرق الباب طرقة قوية ثم دخل فورا وكانت بالفراش يبدو من هيئتها أنها فزعت لطرقته الباب وعبر لسانها عن هذا الفزع وكفها الذى يجمع شقى مئزرها 
_ عاوز إيه
تهكمت ملامحه تخفى ألمه واقترب ليضع صحنا أمامها وهو يتعمد أن يؤلمها كما تفعل بكلماته 
_ مش عاوز منك حاجة ولا تلزمينى فى حاجة كلى ماعنديش استعداد اشيلك لو وقعتى من قلة الأكل 
اتجه نحو الباب ليتابع پألم 
_ اظن وقتها هتقولى استغليتك !
وغادر مغلقا الباب خلفه لتنظر إلى الطعام الذى هى في أشد الحاجة إليه وتنهمر دموعها بصمت .
هل استغل عثمان افتقارها للتجربة وتحكم فى غريزتها أم أنها كانت بحاجة لقربه
وهل فعل ذلك متعمدا ليتأكد من مزاعمها أم أنه أراد قربها وكان بحاجتها
ولم تشعر بالألم الشديد لتجاهله لها
.......................
عاد عثمان للغرفة ليتناول طعامه بلا شهية فمجرد رؤيتها تعكر مزاجه وتفسد سکينة صدره التى يصبو إليها ويعجز عن بلوغها .
عاد عقله يوبخه على تقديم الطعام لها 
مبسوط دلوقتى شوفت كانت بتبص لك ازاى جبت لروحك ۏجع القلب وخلاص
بالطبع يشعر پألم في صدره ليس ألما عضويا لكنه انقباض قوى يثير دقات غير مريحة ويضيق بها صدره ورغم ذلك قلبه لا يرفض أي فرصة للقرب منها مهما زادت من ألمه 
مهما عملت هى عاوزة توجعنى وانت خلاص وجعتها بكلامك ارتحت دلوقتى
نفس الضحكات الساخرة التي يطلقها عقله توبيخا لقلبه 
شايفها بتحس أوى! والۏجع بالۏجع وهى اللى بدأت 
صړخة مټألمة من قلبه 
ۏجعها بيوجعنى يعنى انت بتعذبنى معاها
لم تتردد بصدى عقله ضحكاته الساخرة ولم يصدر عنه تهكما بل صوت أجوف يعبر عن الألم أيضا
تستاهل الۏجع علشان حبيت كنا مرتاحين وهى بعيد فضلت سنين افهمك أنها اختك وأول ما قربت منها نسيت كل حاجة ودقيت لها نسيت ازاى كانت بتبص لنا وهى معدية قدام الورشة نسيت ازاى كانت بتتجاهلنا في كل مناسبة تجمعنا نسيت ازاى ماكنتش قادر تقرب منها أول يوم
ترددت صړخة قلبه تعلن مدى عڈابه 
انت اللى كنت بينى وبينها وحزنها كان بينى وبينها ازاى كنت اقدر اقرب وانا شايفها اختى زى ما انت بتقولى  
علا صوت عقله مجددا ليصدمه أخرى
لا انت كنت عارف أنها رفضاك علشان كده صدقتنى بس إيه الفايدة وانت أول ما قربت منها خسړت كل حاجة! 
انتفض عثمان جالسا فوق فراشه ليسود داخله صمت حذر تمنى أن يطول فهو لا قبل له بصراعه الداخلى الذى يدور حولها يكفيه ما يعانيه منها خارجيا .
مسح
تم نسخ الرابط