رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

هى لو رجعت تكلمك واتخرب بيتها هتجوزها عرضت عليها الشغل ليه
إلتقى حاجبيه بحدة ونظر أمامه مباشرة
_ مش عاوز منها حاجة هى واضح مش متفاهمة مع جوزها لكن أنا مااخدش واحدة كانت لواحد قبلى ولا ممكن تكون لواحد بعدى
اعتلت الدهشة ملامح وفاء 
_ بس دى متجوزة! يعنى علاقة بشرع ربنا 
_ وليكن
زادت صډمتها مع حدته التى زادت أيضا لترى كم نظرته للمرأة سطحية وتافهة ومحصورة في إطار شديد الضيق ومهين أيضا بالنسبة لها لتتراجع خطوة أخرى وهى تقول
_ ماكنتش اتخيل انك سطحى كده انا فكرتك حبيت سهى بس انت مابتحبش ولا هتحب غير نفسك عن إذنك.
لم يستطع أن يوقف مغادرتها مرة أخرى لكنه لا يرى سببا لهذا الڠضب الذى تحدثت به ما الخطأ في أن يريد امرأته له وحده
ولم يقبل بأنثى تلوثت طهارتها بعلاقة مع رجل غيره وإن اتخذت هذه العلاقة إطار شرعى فهى ستظل بنظره انثى مستهلكة لا تصلح له.
أعاد تشغيل سيارته وهو يهز رأسه مستنكرا فيبدو أن بعض النساء عاطبات العقول .
....................
منذ عادت وفاء من عملها وهى تلزم الغرفة التى أصبحت لها مؤخرا بعد زواج شقيقتيها ورغم أنها ظنت أن زواجهما سيوفر لها الخصوصية إلا أنها تشعر بالوحدة دونهما كانتا لتخبراها بما عليها القيام به حيال ما تمر به.
هى لا تعلم كيف سمحت لقلبها أن يهفو له بهذا الشغف
وكيف تظل على تعلقها به رغم أنها ترى حقيقته بوضوح
دخلت من الباب أمها التى تشعر أن ثمة ما يحدث مع ابنتها وتأكدت أنها محقة من حالة الشرود التى وجدتها عليها لتقترب وتجلس بقربها متسائلة
_مالك يا وفاء بقيتى علطول قاعدة لوحدك وعصبية اوى 
_ ماما انا هسألك سؤال واحد بس!
ضحكت سميحة فهى تتحدث بانفعال واضح وغير مبرر وأشارت لها برأسها لتتساءل بحيرة طغت على انفعالها
_ ازاى ممكن نحب حد واحنا شايفين عيوبه
_ وهو في حد بيحب ويكره بمزاجه يا وفاء يا بنتى الحب هو أننا نقبل عيوب اللى بنحبهم لأن كل الناس فيها عيوب لما نقبل عيوب شخص ونتعامل معاها يبقى بنحبه ولما نرفضها نتحجج بيها ونبعد عنهم
شردت وفاء مرة أخرى لتربت أمها فوق كفها لتنتبه لها مع ابتسامة تفهم منحتها لها محبة وهى تتابع
_ بس إحنا بنختار نكمل مع الشخص ده وبعيوبه هو ده القرار لأن القرب ۏجع والبعد ۏجع بنحدد إحنا هنتحمل اي ۏجع قربهم مع عيوبهم ولا بعدهم من غيرها .
تنهدت وفاء لتظهر حيرتها فتقربها أمها من صدرها 
_ المهم أننا نفكر كويس فى القرار لأن هنبنى عليه اغلب حياتنا بعد كده وهنتحمل نتيجته
تعلقت وفاء بأمها وهى بالفعل تحتاج هذا التفهم وهذا الحنان منها ربما أخطأت حين انقادت وراء مشاعرها التي تتجه نحو محسن لكنها وقعت فعليا في فخ هذه المشاعر وأصبح التراجع قرارا صعبا والمتابعة مع ما تراه منه قرارا أصعب هى تحتاج للوقت لتنظيم تلك الفوضى التي ألمت بحياتها بسببه .
.....................
غادرت هالة غرفة سارة حيث تركت معها ابنتها عالية واوصتها أن تعتنى بها فالصغيرة تعانى كوابيسا مفزعة منذ ۏفاة أبيها المفاجئة ولا ترى هالة بأسا فى انتقال صغيرتها لعدة أيام لصحبة ابنة عمها.
أغلقت الباب واتجهت نحو هنية التى تجلس صامتة كما اختارت أيضا لتجلس بالقرب منها
_ نفسى اعرف بس جرى لك إيه يا هنية يا حبيبتي سكاتك ده هيضر بناتك كفاية عليهم صدمة خيرى الله يرحمه وانت كمان يا هنية الكلام هيريحك مهما كان اللى جواكى انا اختك ومقدرة حبك لخيرى كان ازاى والله انا حاسة بوجعك
رفعت هنية رأسها ونظرت نحو شقيقتها الصغرى وتحدثت اخيرا بعد صمت طويل متسائلة
_ هالة انت زعلانة منى
الفصل الثامن
رغم سعادة هالة لقبول اختها التحدث إليها إلا أن دهشتها طغت على سعادتها تلك فسؤالها بالنسبة للتوقيت غريب
_ ازعل منك ليه يا هنية
نظرت هنية أرضا هى تعلم أن هالة لم ترغب في صبرى ولم يفعل هو أيضا زواجهما كان قرار والدها والذى ايدته هى بشدة لمحبتها الشديدة لزوجها الراحل وظنت أن هالة قد تحصل على نفس الفرصة حقا لم تر فى عينيها شغف كبير لصبرى لكنها سعيدة معه 
_ انت ماكنتيش راضية بصبرى وانا غصبت عليكى قدرتى تسامحينى ولا لا
عادت دهشة هالة تطفو فوق قسماتها وهى لا تفهم سببا لهذا الحوار بينما هنية ترى أن مبالغة سهى فى تجنبها اثناء هذا الوقت العصيب هو لإرغامها على الزواج من عثمان ليتها ترى عثمان كما تراه هى .
ربتت هالة فوق كفها مبتسمة وتحدثت بتعقل ورقى
_ يا هنية كلها أقدار وأحنا أسباب وبعدين انا الحمدلله مرتاحة جدا مع صبرى وطول عمره باله طويل عليا شايفة صبرى ده اللى كل الناس بتقول عصبى وخلقه ضيق معايا انا باله طويل وهادى ومراعينى تعرفى يا هنية لو كل راجل خاف على مراته زى ما صبرى بيعاملنى الكل هيعيش مرتاح .
ساد صمت قصير مع شرود
تم نسخ الرابط