رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

مجرد وصية لما سعى لرضاها بعد ما ألقته به وبعد ما نعتته به وبعد هذا الكم الهائل من الألم الذي غرسته بصدره منذ خطت قدمها بيته.
لم يعد الأمر يقتصر على الوصية عليه أن يعترف أمام نفسه على أقل تقدير بل ربما لم يكن يوما أمرها يخص سوى قلبه الذى يتعجبه
......................
لم تغادر غرفتها سوى للحمام لوقت قصير وحين عادت وجدت خزانته مفتوحة جزئيا وفارغة تماما لقد تحين مغادرتها الغرفة ليحمل ملابسه منها لكنها لا تهتم مادام بعيدا عنها يكفيها ما نالت من هذا الزواج.
بعد قليل سمعت الباب الخارجى يغلق لتعلم أنه غادر المنزل فتشعر ببعض الراحة فى غيابه.
مرت الساعات ولم يعد عثمان ترى هل هجرها
ايمكنه ذلك
ستكون ڤضيحة كبرى إن فعل وهل أصبحت فجأة تخشى الناس هل اصبحت مثل أمها
دارت بين الجدران تحصى مخاوفها وتتهرب من الحقيقة التى تطل من خلف غيوم مزاعمها ثم تعود للتمسك بما صنعت لنفسها.
...................
وصل عثمان لباب ورشته المفتوح ليجد زميله أيمن الذى يعمل معه منذ كانا بالجامعة فهو يكبره بثلاث سنوات وتزوج حديثا أيضا لكنه ينتظر طفله الأول تعجب أيمن ظهور عثمان بالقرب لكنه رحب به بمودة 
_ اهلا يا عريس مش بدرى على نزول الورشة
اتجه عثمان نحو ملابسه التى يرتديها للعمل 
_ ولا بدرى ولا حاجة يا ايمن هقعد في البيت اعمل ايه! ما انت عارف الظروف 
_ يا اخى خليك جمب مراتك الست لما بتفقد ابوها بتبقى ضعيفة جدا ومکسورة
بدأ عثمان تبديل ملابسه ورغم أنه يعلم ما أخبره به ايمن جيدا إلا أنه يعلم أيضا أنها لن تتقبل قربه وكلما حاول القرب منها كلما زادت تجريحا فيه وهربا منه.
_ مش قادر اشوفها كده يا ايمن
لم يكن تبريره كڈبا بل هو بالفعل يعجز عن رؤيتها بهذه القسۏة يعجز عن تحرير صورتها البريئة التى احتفظ بها قلبه دون أن يدرى هو ليدق بشدة لها بمجرد أن وعى قربها ورضاها.
اقترب أيمن ليربت فوق كتفه بمواساة
_ الله يكون في عونكم إذا كنت أنا الغريب لسه مش قادر أتجاوز ۏفاة عم خيرى الله يرحمه.
ابتعد قليلا متجاوزا فورة مشاعره وهو يشير إلى سيارة أمام باب الورشة
_ طب شوف يا بطل التيوتا دى صاحبها مستعجل وخوت دماغى وانا مش فاضى
اتجه عثمان نحو السيارة ولم يكن العطل بها يحتاج للكثير من الوقت لكنه بدأ تفكيكها ليمنح نفسه وقتا يمكنه أن يقضيه بعيدا عنها بعذر يراه الجميع مقبولا.
مرت ساعات وهو يتابع عمله بلا إبطاء و لا تكاسل يبالغ في إجهاد نفسه هربا من أفكاره ولم يفق إلا مع صيحة صديقه المحذرة
_ حاسب يا عثمان انت اټجننت يا اخى تشيل كل ده لوحدك 
_ معلش يا ايمن مااخدتش بالى 
_ لا انت مش مركز خالص وانا بقول تروح احسن
كان منهك كليا ويحتاج بشدة للراحة لذا أيد رأي ايمن مستسلما لإرهاقه
_ خلاص هروح بس هات موبايلك اطلب أكل احسن نسيت موبايلى
طلب الطعام الذى تأخر قليلا ليجلس برفقة أيمن بعد أن بدل ملابسه ويطلبا الشاى من القهوة القريبة من الورشة ويبدأ الحوار يدور حول العمل فقط فيمكن لأيمن أن يرى بسهولة أن صديقه ليس بخير وهو يرجع ذلك لۏفاة خيرى المفاجئة .
حمل الطعام وعاد للمنزل وحين عبر الباب كانت تجلس بشرود لكنه لم يتوجه لها بكلمة واحدة بل وضع كيس الطعام أمامها وهو يخرج منه كيسا اخر ويتجه للداخل إلى نفس الغرفة لتكتشف أنه يغلق الباب ويحمل مفتاحه رفضا منه لدخولها غرفته واغلق الباب أيضا لتشعر بمزيد من الرفض فتنتفض رغم شعورها بالجوع رافضة الطعام وتتجه إلى غرفتها .
....................
لم تر وفاء محسن أو تسمع منه منذ اليوم الذى زارا فيه سهى ومغادرتها الغاضبة منه لكنها لم تتخلف عن عملها أيضا فالعمل يجب ألا يتداخل مع العلاقات الشخصية.
اتجهت لخارج الشركة بخطوات ثابتة سريعة وحدها فقد قررت أن علاقتها بزملاء العمل ستتوقف مع ساعات العمل وكم تمنت لو أنها اتخذت هذا القرار باكرا منذ دراستها الجامعية.
وقفت لتعبر الطريق لتتوقف أمامها سيارة محسن والذى اخرج رأسه من الشباك الجانبى متسائلا
_ جرى ايه يا وفاء هو إحنا متخاصمين
نظرت له بعملية شديدة وتراجعت خطوة للخلف
_ اللى بنا مايسمحش بالخصام يا محسن إحنا كنا زملاء ودلوقتي انت صاحب الشركة اللى بشتغل فيها يعنى علاقتنا عملية بحتة مفيهاش لا خصام ولا خصومة
يمكنه أن يرى الڠضب هذه الجامدة أمامه ليست وفاء التى قبلت مساعدته سابقا إن كانت علاقتهما عملية بحتة كما تدعى ما ثارت عليه ذلك اليوم هى تخدع نفسها وهو لا يفهم السبب
_ وفاء انت قافلة موبايلك من تلت أيام!
_ عادى زهقانة منه معلش مش هقدر اقف اكتر من كده انا اتأخرت اوى عن اذنك
تحركت مغادرة فورا ليستوقفها 
_ وفاء هى سهى ماحاولتش تتصل بيكى
توقفت خطواتها مرة أخرى وعادت تواجهه بحدة واضحة
_ محسن انت عاوز إيه من سهى يعنى
تم نسخ الرابط