رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

الذى نشأت معه .
كبتت صوت بكاءها واتجهت لفراشها بينما اتجه هو للخارج ليهبط إلى شقة والديه فهو عاجز تماما عن تحملها حاليا وبعده عنها هو الحل الأمثل.
اقتحم شقة والديه وكانت أمه تحاول إطعام الفتاتين ووالده يجلس بالقرب منهن ليتجه نحو غرفته دون كلمة واحدة نظر له صبرى بحزن ثم تنهد پألم وتبعه مغلقا الباب لتتنهد هالة بحزن فمن الواضح أن عثمان وسهى يعانيان وليس هذا وقتا مناسبا لتخليه عنها بهذا الشكل .
...............
نظر عثمان إلى صبرى الذى يمكنه ببساطة رؤية معاناته ورغم ذلك يلحق به متقصيا أخباره
_ كل ده علشان اللى جه يعزى يابنى بنت عمك لسه متخرجة من كام يوم وطبيعى زمايلها يسألوا عنها لكن مجرد ما يعدى شهرين تلاتة كله هيتلهى في حاله 
_ مفيش حاجة يا بابا انا سبتها بس تبات جمب خالتى وتاخد حسها 
_ بقى انت يا عثمان فاكر انى مش عارفك يابنى طول بالك على بنت عمك دى خلاص مالهاش غيرك انت سندها
تنهد محاولا السيطرة على نفسه فكيف له أن يخبره أن ابنة أخيه لا تريد دعمه ولا قربه ولا تريده كليا 
_ ماتقلقش يا بابا كل حاجة هتبقى تمام
يعلم خيرى أنه ېكذب لذا يتهرب من النظر إليه لكنه منهك تماما لذا قرر أن ينسحب ويمنحه بعض الوقت عله يتمكن من السيطرة على الأمور ويمكنه التدخل إن لاحظ تأزم الوضع.
دار عثمان على عقبيه فور مغادرة أبيه وهو يشعر أنه محاصر تماما الجميع يضغط عليه وهو عاجز عن إتخاذ رد فعل يناسب ما يعانيه من ضغوط ألقى بدنه فوق الفراش فهو سيبقى هنا لثلاثة أيام ومن ثم يعود بها لمنزله وحينها سيكون أهدأ ويمكنه أن يصل معها لحل يحافظ به على كرامته رغم أنه يشك أن تملك هى نفس النوايا.
.....................
مر الليل طويلا يؤلم الجميع حتى أفرج عن اراوحهم شروق الشمس .
غادرت هالة غرفتها حيث تركت صبرى الذى لم يغمض له جفن طيلة الليل عله يحصل على ساعة واحدة من الراحة تمكنه من المتابعة .
اتجهت لغرفة عثمان لكنه لم يكن فيها لتشعر ببعض الراحة فربما راجع نفسه ورأى أن التوقيت غير مناسب لبعده عن زوجته فهى تعلم عثمان جيدا ليس ممكن يكابر في الخطأ لذا اتجهت إلى المطبخ فاليوم سيكون طويلا أيضا.
....................
جلس عثمان فوق المقعد المجاور لفراش سهى منذ تسلل لغرفتها مع الفجر فقد أصرت أمه على نوم سارة بصحبة عالية فأصبحت الغرفة لهما فقط وهو لا يريد المزيد من المعاناة لوالده يمكنه أن يتحمل المزيد لأجله وربما لأجل الجميع عداه .
يراها تنام أمامه نوما غير مريحا ليتمنى أن يطلع على أحلامها التى تسحبها من عالم الواقع يعلم سهى جيدا منذ نعومة أظافرها ليست ممن يقبل التسلط أو التحكم وبالكاد تقبل تنفيذ أمر لأقرب الأقربين روحها مقاتلة ثائرة وحربه ضدها ستكون خاسرة إن ظل على نفس الأسلوب الذي تدعوه همجيا بينما هو ليس أكثر من دفاع شرعى عن حقه فيها.
يمكنه المداهنة فإن ظنت نفسها ذكية فهو داهية يعرف جيدا كيف يصل لأهدافه وهى ليست هدفا له لكن هدفه الحقيقى هو وصية عمه .
فتحت عينيها ليرى الفزع محتلا ملامحها لرؤيته لكنه كلل وجهه بإبتسامة متهكمة متسائلا
_ إيه شوفتى عفريت
_ كفاية شوفتك انت
لم يؤثر صوتها ولا هجومها عليه ولم يثر غضبه كما توقعت أو تمنت بل ظل على نفس وضعه وتابع بهدوء
_ سهى انا وأنت اتغصبنا على الجوازة دى وبما إننا هنكمل مع بعض يبقى لازم نحترم بعض وعلشان نحترم بعض لازم نثق في بعض وانت بتعملى كل حاجة ممكن تهز ثقتى فيكى
ابتسمت هى أيضا بتهكم وهى تنظر له مستنكرة ظنه حتى الآن أن بإمكانهما المتابعة معا
_ عثمان مفيش أمل أننا نكمل مع بعض
_ وانا مش هخالف وصية عمى ولا رغبة ابويا علشان شوية عند وجنان في دماغ واحدة مدلعة ومش فاهمة الدنيا زيك
أصاب بسهولة نقطة هدفه فهو يعلم أنها ستحاول إثبات عكس رؤيته لمجرد المخالفة فقط 
_ انا فاهمة الدنيا كويس
قاطعها فورا دون حدة تذكر 
_ اللى فاهم الدنيا بيبقى قد المسؤولية 
_ انا .. 
قاطعها مرة أخرى 
_ انت كل همك تجرى على حبيبك وترجعى له من غير ما تفكرى لحظة إذا كنت مناسبة ليه ولا لا
صدمت من الفكرة فكيف يراها بهذه الضآلة 
_ انا مش قليلة انا مهندسة وبكرة هشتغل 
_ هتشتغلى في شركته هيبقى فين النجاح وهو طبعا هيبروز صورتك ويحسسك أنك ناجحة بس علشان تبقى مناسبة ليه ويتجوزك لانك عجباه هو لو بيحبك عمره ما كان عرضك لموقف زى امبارح وهو عارف انك اتجوزتى
_ ماكنش يعرف
اهتزاز نبرتها أظهر عدم ثقتها فيما تفوهت به ليتابع بنفس القوة
_ انت مصدقة نفسك
استقام واقفا لتنظر له بترقب لكنه لم يهتز او يرأف بها وتابع 
_ انا من حقى امنعك تشتغلى بس انا مش هعمل كده لكن هراقبك لأنى مش
تم نسخ الرابط