رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر
المحتويات
بدهشة وهى تتساءل ببراءة
_ بابا انت أول مرة تقولى يا لولو
حك مؤخرة رأسه بخجل من نفسه وهو يهز كتفيه بقلة حيلة
_ عادى كل حاجة فى الدنيا ليها أول مرة اعتبرى دى أول مرة
اتسعت ابتسامة عالية التى تشبه زوجته كثيرا وهى تجيب بسرعة
_ انا برسم أبيه عثمان قالى فى مسابقة رسم فى قصر الثقافة عاوزة اقدم فيها
_ وبترسمى إيه بقا
حين غادر الغرفة كانت سهى بصحبة هالة لكنها هادئة بشكل مريح لم يكن يعلم أن بكاء الفتيات مؤلم بهذا القدر ربما لأنه يخوض التجربة للمرة الأولى.
_ انا راجع الورشة.
تعلقت عينا هالة بطيفه حتى غاب تماما لتتعجب سهى فهى لم تنظر لعلاقة خالتها بعمها عن قرب مسبقا لكن يبدو لها أنهما سعيدين بالفعل.
عادت هالة تنظر لها مبتسمة
_ ماتزعليش من عمك يا سهى هو طبعه كده مايعرفش يتكلم ولا يعبر عن اللى جواه
ضحكت هالة فهى لم تتوقع هذا السؤال لكنها أجابت
_ الحب مش محتاج كلام حلو يا سهى الحب تعبير تصرفات واهتمام ورعاية ما ياما ناس مابتبطلش كلام حلو لكن وقت الجد ما تلاقيش أفعال وتكتشفى أن كل الكلام الحلو ده كان بلونة فرقعت في وشك فزعتك لوحدك
تعجبت سهى هذا المنطق
_ يعنى إيه الناس تعيش من غير كلام حلو من غير ما يقولوا لبعض أنهم بيحبوا بعض
صمتت هالة مع دخول هنية والفتانين وهى تتساءل بدهشة
تعجبت هالة دهشة هنية واستنكرت فورا
_ ومن امته بنا فوق وتحت يا هنية انا ضغطت على سهى
قاطعتها هنية وهى تقترب لتمسك وجه سهى
_ انت كنتى بتعيطى
_ افتكرت باباها الله يرحمه أول ما دخلت وانفطرت من العياط
جلست هنية وقد سيطر عليها حزنها فى لحظة لتصاب بنوبة شرود أخرى أصبحت تنتابها كثيرا مؤخرا ورغم محاولاتها العديدة لتجاوز فقدان خيرى يكفى أن يذكر أحدهم اسمه ليتنابها الشرود ولا ترى سوى وجهه ولا تسمع سوى صوته وتنفصل عن عالمها الخارجى تماما بينما نظرت سهى إليها بلا حماس فهى لم تنتظر منها ترحيبا خاصا فعثمان لا يرافقها.
وصل صبرى للورشة وكان عثمان يعمل بجد ملفت فتحركاته يشوبها بعض الحدة التى يستخدمها صبرى لجمع الخيوط معا فيبدو أن ابنه وابنة أخيه يمران ببعض العراقيل يعلم أن هذا أمر وارد حدوثه في بداية الزواج بشكل متكرر ومتلاحق لكنه يتمنى أن يصلا لطريق يمكنهما من المتابعة والتجاوز كما يعلم أنه طالما وقف بعيدا متخذا دور المشاهد ومعتمدا بشكل كامل على أخيه الراحل فى إصلاح ما تفسده الأيام لكن رحيل خيرى المفاجئ يجبره على اتخاذ دوره في حياة الجميع وحمايتهم وهذه المسئولية تخيف صبرى بشدة
عاد بتركيزه يراقب عثمان مستنكرا انخراطه فى العمل
_ بتعمل ايه يا عثمان
لم ينظر نحوه عثمان وتابع عمله
_ العربية دى لازم تتسلم النهاردة وأيمن راح مع مراته للدكتور
اقترب صبرى وانخفضت نبرة صوته قليلا
_ وبالنسبة لمراتك انت !
رفع عثمان وجهه وقد كللته الدهشة لا يصدق أنها لجأت لأبيه
_ مالها
تأكدت كل شكوك صبرى لكنه حاول أن يحافظ على هدوئه المكتسب
_ مش شايف أن معاملتك ليها قاسېة شوية
_ قاسېة انا !!!
شعر من الدهشة التى تعتلى عثمان أنه لم يتوقع الصورة بشكل واضح لكنه رغم ذلك لا يريد أن يرى سهى التى تركها أخيه الراحل بأمانته وولده بهذا الحزن لذا رفع كفه بضيق واضح
_ شوف يا عثمان انا مااعرفش إيه بينكم بس مهما يكون ماينفعش يبقى عمك مېت من كام يوم وتخليها تيجى البيت لوحدها وهى المفروض عروسة يعنى اصلا مايصحش تروح بيت ابوها لوحدها حتى لو هى مش بنت عمك فكونها بنت عمك يخليك تقدرها اكتر من كده.
ظل عثمان ينظر إلى أبيه بوجه عابس معقود الحاجبين ليتابع أبيه فيصدمه صدمة عمره
_ انا مش عاوز اشوف سهى بټعيط بالشكل ده تانى ولو حصل هحاسبك انت صحيح انت ابنى الوحيد بس هى أمانة في رقبتى ورقبتك مش هتقدر تحفظ أمانة عمك انا هقدر
ابتعد خطوة ليلقى عثمان ما يحمله بلا اهتمام ويتبعه فورا متسائلا بفزع أعلنه قلبه
متابعة القراءة