رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

دى يعنى لو بابا عايش مش كان أول واحد عرف! بالراحة على عثمان هو بردو خاېف علينا
عادت تجلس ليعلو صوت عقلها الداخلى متهكما على هذا اللين الذى بدأت تخصه به 
بېخاف علينا لو كان بېخاف علينا ماكنش استغلك وهو عارف انك رفضاه وبتحبى واحد تانى
لم يدافع قلبها عن عثمان بل عادت له ذكرى تلك اللحظات الماسية التى قضتها برفقة عثمان وبين ذراعيه لحظات شعرت فيها بمدى مراعاته ورفقه بها ونبض خلالها قلبها له وحده .
هل أحبت محسن بالفعل
وإن فعلت فكيف استسلمت لعثمان بهذه البساطة
الغريب أن قلبها لم يحتد مدافعا عن حق محسن في حبها له لكنها لم تملك وقتا كافيا للإنتباه لهذا التضارب وكان عثمان يغادر المطبخ متجها نحوها وضع الطعام أمامه وحده لتنظر له پصدمة متسائلة
_ فين اكلى
لم يرفع عينيه عن طبقه وتابع بنفس الطريقة المتهكمة پألم
_ اللى شايفة نفسها مسئولة كفاية وتقدر تحدد مواعيد تقدر بردو تجهز لنفسها الأكل . عاوزة تاكلى اعملى لنفسك يا مدام .
انتفضت معترضة وهى تتجه نحو غرفتها صاړخة 
_ بطل تقولى مدام دى 
تابع بوقاحة اعتادها معها مؤخرا
_ امال اقولك ايه آنسة مابقتش تنفعك ولا انت شايفة إيه!
تواجهت الأعين في صراع بلا كلمات وكل منهما يمسك نفسه ألا يتجه نحو صاحبه ويصفعه هو مقررا عدم خوض هذه التجربة معها مجددا مهما أثارت غضبه وهى تجبن أن تقترب مع علمها أنها مخطئة .
أعلنت أنهزامها وهى تتحرك أولا نحو الغرفة
_ خلاص انا هروح عند ماما
_ براحتك يا بشمهندسة
دارت تنظر إليه بحدة مرة أخرى فقد نفذ رغبتها فورا ولم يلقبها بنفس اللقب لكنها ترفض أي لقب منه نظرت نحوه لكنه كان يتناول الطعام دون أن ينظر لها لتشعر بالمزيد من التحقير فتصفع الباب دونها وعقلها ېصرخ ڠضبا فهو يصر على تجاهل وجودها
الفصل العاشر
________
انتظرت عودته للورشة لتبدل ملابسها وتغادر نحو منزل أسرتها وأسرته دخلت شقة خالتها ليس لأنها الأقرب بل لأنها بالفعل لا تريد أن تتصادم مع أمها التى سترى حالها دون أن تتحدث كان عمها بالداخل وما إن رآها حتى تبدلت ملامحه لتعلم أن غضبه لم يزل عنه لطالما تساءلت عن الفارق الشاسع بين أبيها وعمها أنهما متضادين فى كل شىء ورغم ذلك لم يفترقا ولم يختلفا أيضا بل كان دائما يمد أحدهما جسر التفاهم ليعبره الأخر بلا تردد
جلست بالقرب من عمها 
_ ازيك يا عمى
_ عملتى إيه فى المقابلة بتاعتك
عدم نظره نحوها لا يغضبها ولا يشعرها بالتجاهل لأنه ببساطة هكذا طيلة عمره غاضب نافر لا تصدق أن خالتها الرقيقة هى زوجة له لا تشكوه قط تنهدت وأجابت بلا حماس
_ قالوا هيبعتوا لى على الايميل 
_ اتغديتى
رغم أن نبرة الڠضب تتخلل صوته لكن مجرد اهتمامه يسعدها بشدة فهى لا تعتاده لم يكن مهتما ولا مراعيا ولا حنونا قط فقد كان أبيها هناك يفعل كل هذا وحده .
انقباض شديد ضړب صدرها وهى تنظر له يحاول القيام بدور أبيها بل ويتقنه بشدة تشعر أنها ترى أبيها أمامها تجمعت الدموع بعينيها وهى تنظر نحو عمها الذى ينظر فى عدة أماكن بعيدا عنها متهربا من عينيها لكن فى لمحة من طرف عينه رأى تلك الدموع وبمجرد نظره نحوها تحررت فهو يملك عينى أبيها وإن فقد نظراته .
ارتسمت الدهشة فوق ملامح وجهه وهب نحوها بقلق واضح متخليا عن قوته المزعومة
_ بتعيطى ليه انت زعلانة من عثمان
هزت رأسها نفيا وهى تحاول منع دموعها 
_ افتكرت بابا الله يرحمه
تنهد بحزن وهو يجذبها لتجاوره ثم يضمها بحنان زاد من بكاءها بشكل زرع الهواجس بصدره خرجت خالتها على صوت بكاءها بقلق تتساءل أيضا
_ فى إيه يا صبرى مالها سهى جرى ايه
علمت أنه سينزعها عن صدره ويضعها بصدر خالتها لكنه لم تكتف من دفء حنانه الذى تركه أبيها فيه فتشبثت به بقوة ليتراجع عن المحاولة ويمسح فوق رأسها
_ مفيش يا هالة انت عارفة أول مرة تيجى هنا بعد العزاء
عاد غضبه الذى لا تعلم من اين يتدفق بهذا الشكل وهو يتابع بنبرة حادة 
_ ازاى عثمان يخليها تيجى لوحدها الواد ده اټجنن ولا إيه مش كفاية مالحقتش تفرح لا انا مش هسكت على كده.
زادت من ضم نفسها لعمها الذى زادت مخاوفه وهو ينظر لزوجته يرجو دعما تعلم أنه لن يطلبه فتقترب وتربت فوق كتف سهى بحنان 
_ بس يا حبيبتي كفاية عياط بقيتى فى نص حالك هو الواد ده مش بيأكلك ولا إيه تعالى يا حبيبتي معايا اغسلى وشك ووحدى الله
برفق شديد تمكنت هالة من إبعادها عن صبرى الذى تلون وجهه بإضطراب واضح وتهربت عينيه ثم نهض نحو غرفة ابنته عالية وقد اكتشف للتو أنه بعيد عنها بقدر مؤلم .
دخل للغرفة وكانت الفتاة ترسم ذكرت هالة أمامه عدة مرات أن عالية تحب الرسم لكنه لم يكن مهتما 
_ بتعملى إيه يا لولو
رفعت الفتاة رأسها
تم نسخ الرابط