رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر

موقع أيام نيوز

على معادك يا مدام
تحركت بعيدا عنه وهى ټندم على عدم إخباره بالموعد سلفا فبدلا من أن توقع به أوقع هو بها بلباقته وتهذيبه .
.....................
اتجه للورشة ينفس عن غضبه في العمل فهو لن يسمح أن يرى أبيه ما يعانيه هو يعلم أبيه جيدا ورغم أنها بحاجة إلى حزم رجل مثل أبيه إلا أنه يعلم أنها لن تتحمل.
مرت الساعات ورأها تعود للحى وتتجه بصمت نحو المنزل وتعمد التلكأ وعدم اللحاق بها فورا .
........................
يعلم محسن أن وفاء تنتظره بغرفة الاجتماعات لمناقشة تصميمها مع المهندس المسئول عن التنفيذ والذى ستعمل معه لاحقا حتى يتم التنفيذ .
حين دخل كانت صامتة تنقر بالقلم فوق سطح الطاولة برتابة ليشعر بالراحة لعدم تبادلهما الحديث.
جلس بمقعده على رأس الطاولة وهو يشير لرئيسها المباشر والذى لحقه فورا 
_ اتفضل يا بشمهندس
بسط الرجل التصميم أمامهم وهو يشير إلى الرسم 
_ زى ما حضرتك شايف التصميم ده هيدى القرية السياحية مظهر منفرد وسط القرى المجاورة ليها وده مش الميزة الوحيدة فيه كمان في توظيف للمساحة بشكل ممتاز
نظر محسن نحوها شاعرا بالفخر لهذا الانجاز فهو أول انجازات حياتها العملية 
_ تقدر حضرتك تتابع مع البشمهندس فى التنفيذ 
_ مش حضرتك سبق قولت انى هتابع تنفيذه
ها هي تبدأ اعتراضها على قراره لكنه أخطأ ما كان عليه إعلان ذلك القرار بتسرع يوم رؤية التصميم لذا نظر لها محذرا
_ ماينفعش يا بشمهندسة الشغل بعيد جدا عن القاهرة وحضرتك بنت وهناك كلهم رجالة 
_ وايه المشكلة ده شغلى ماعنديش مشكلة في الشغل مع الرجالة طبيعى مفيش ستات هتشتغل فى المعمار 
_ انا عندى مشكلة
ضړبته للطاولة اتسعت لها عينيها بتحدى مستفز بينما تابع 
_ حضرتك اتفاهمى مع رئيسك المباشر ماعنديش بنات تشتغل وسط الرجالة 
_ بس حضرتك لما عينتنى كنت عارف انى بنت وإن شغلى هيبقى مع العمال والمهندسين
انتفض واقفا معلنا نهاية الحوار بتعسف 
_ خلاص يا وفاء
وقف رئيسها محاولا السيطرة على هذا الخلاف 
_ يا فندم ممكن البشمهندسة تتابع كل مرحلة مش لازم تتواجد في القرية علطول 
_ موافق اتفضلوا يلا
أنهى الاجتماع خوفا من المزيد من الخلاف معها أمامهما خاصة مع صمت هذا المهندس الذى من المفترض عملها معه فهو كشاب يعلم جيدا أن الشاب في حالة صمته أثناء وجود فتاة يكن صمته لتفحصها بدقة فقط وهذا الشعور يزيد من غضبه .
رأها تغادر الغرفة بحدة ليست غريبة عليها فهذه هي الفتاة العنيدة الشرسة التى عرفها عليها.
.......................
عاد عثمان إلى المنزل عازما على المزيد من التأنيب لها لكن ليس بلسانه سيدفعها لتأنيب نفسها عن فعلتها يجب أن يكون صوتها الرادع داخلها هى ينبع منها هى وأن يكون ضميرها هو الرقيب الأول عليها .
دخل وكانت بغرفتها بالفعل لكن بابها مفتوحا أي أنها تنتظر قدومه لم يلتفت إليها وتوجه فورا إلى المطبخ يحمد الله على تلك الوجبات التى ترسلها أمه كل عدة أيام فهى ما يمكنه تناوله ولولاها لاضطر لشراء الطعام يوميا بدأ إعداد وجبته وحده كما يفعل دائما ليسمع خطواتها تقترب منه حتى توقفت بالقرب وهى تتساءل
_ مش هتسألنى عملت ايه في المقابلة
تعمد اظهار تجاهله وهو يتساءل بلهجة ساخرة
_ مقابلة مقابلة إيه
_ مقابلة الشغل يا عثمان بلاش غباوة
ابتلع غضبه فهو لن يسمح لها بقيادته لنفس الخطأ مرة أخرى 
_ أي شغل
كادت أن تحتد مرة أخرى لكنه دار فجأة مهملا متابعة الموقد لتفزع وترتد خطوة للخلف فترى أنه غاضب بالفعل وأن ادعاءه الهدوء ظاهرى فقط 
_ انا صحيح غطيت عليكى قدام عمك اللى هو ابويا وبينتك ست محترمة لكن ده مش معناه انى موافقك واللى ماتسألنيش فيه فى الأول ماتستنيش أسأل عليه فى الأخر
_ انا محترمة ڠصب عنك يا ...
تقدم خطوة منها لتبتلع كلماتها البذيئة التى يعلم أنها ستؤلمه وربما تجرحه دون مراعاة فيقول 
_ مفيش ست محترمة بتخرج من بيتها من غير إذن جوزها ولا في ست محترمة تدى مواعيد مقابلات حتى لو للشغل من غير إذن جوزها الست المحترمة هي اللى تحترم جوزها يا مدام
زادت بعدا عنه وهى ټضرب الأرض بقدمها وعلى وشك البكاء وسرعان ما هربت من المطبخ كله معلنة أنها لا تملك الحجة عليه ولا الرد المناسب له.
.....
غادرته سهى تحاول أن تبحث عن سبيل لرد اعتبارها وهو يتفنن فى تحقيرها وهى لا تملك الحجة مثله ولا فن الرد مثله .
جلست تنتظر انتهاءه من إعداد الطعام ويمكنها أن توضح له أن الأمر مستحدث عليها ثار عقلها مطالبا إياها بالعودة للغرفة 
قومى ادخلى جوه لحد امته هتفضلى غبية ومنقادة ورا افكاره هو يشوفك محترمة ولا لا هتفرق معانا إيههو مجرد مرحلة هتنتهى قريب
همت بمغادرة الطاولة ليستوقفها قلبها مبديا بعض اللين 
استنى بس يا سهى ده بردو عثمان اللى بېخاف عليكى ولو مش بېخاف عليكى ماكنش غطى عليكى قدام عمك اللى هو فى مقام بابا الله يرحمه والمفروض ناخد رأيه في خطوة مهمة زى
تم نسخ الرابط