رواية روعة جامدة الفصول من السادس للعاشر
المحتويات
ڠضبا لكنه اشتاقها رغم ذلك.
.........................
دخل عثمان للمنزل بعد ساعات وكانت قد حصلت على خصوصية كاملة في عنايتها الخاصة وحصلت على قسط من الراحة أيضا ليزداد توهج جمالها .
تقدم عثمان إلى غرفتها بلا تردد فهو سيعمل على نزع الحواجز بينهما أثناء فترة عقابها المزعوم دخل وكانت تقف خلف الشرفة تطالع الشارع لتدور وتنظر له بحدة
رسم دهشة طوقها بتهكم ووقاحة
_ عادى مش هتبقى أول مرة اشوفك
تقدم منها لتتراجع بقلق وهى ترفع سبابتها محذرة بوهن
_ عثمان أبعد عنى احسن لك
_ احسن لى!! ليه هتعملى ايه عندك ۏجع جديد چرح جديد ولا اعتراف بحب جديد
وقف على بعد خطوة واحدة منها وهى تكاد تخترق الجدار خلفها ليمد كفه ويمسك كفها وقبل أن تعترض وجدت داخل قبضتها حقيبة دفع بها إليها بحدة
إلتقى حاجبيها بعدم تركيز لكن حين استوعبت ما قاله كان بباب الغرفة ينظر لها بتهكم
_ مفيش داعى للخوف ده انا مش ناوى افرض نفسى عليكى ولا استغلك ولا عاوز منك حاجة
اغلق الباب لترفرف اهدابها بتوتر وهى تنظر للباب قبل أن تعود عينيها للحقيبة وبعد لحظة واحدة تهلل وجهها كطفلة حصلت على قطعة من الحلوى بفرحة تنسيها أنها منبوذة منه وتستحوذ على عقلها
أسرعت إلى الفراش تفحصه وتبدأ تشغيله مضيفة إليه حسابها الخاص ثم تبدأ فورا جولة افتراضية تفقدت فيها زملائها وما استجد مع الجميع ولم تغفل عن تفقد صفحة محسن لتجده بخير تماما ولا يعبر عن أي فقد لها أو ألم لتركها له لتبدأ بعد ذلك البحث عن فرصة عمل رغم صعوبة ذلك.
........................
تجاهل وجودها مرة أخرى وجهز طعامه بنفسه وترك لها قسما لكنه لم يحمله لغرفتها بل طرق بابها
يعلم أنها ستخرج فهى راضية عنه حاليا لحصولها على هذا الهاتف أتجه للطاولة وبالفعل خرجت من غرفتها لكنه حمل طبقه واتجه لغرفته بصمت وكأنها غير موجودة دخل الغرفة ليبتسم فلابد أنها تحترق ڠضبا لتجاهله لها لكنها تستحق ذلك عليها أن تعلم كم هو مزعج أن يشعر الشخص بالتجاهل والتنكير.
....................
أغلق الباب لتستشيط ڠضبا وتتجه إلى الطاولة وتجلس بحدة لتبدأ تناول الطعام تشعر أنه يستهزأ من أنوثتها بهذا التجاهل الذى يبديه بعد أن أصبحت زوجته بتلك الطريقة المهينة كما ترى .
مر يومين ووجدت فرصة لا بأس بها في إحدى شركات العقارات فهى لن تلجأ لمحسن عليها أن تبنى كيانها بعيدا عن أي مساعدة كما أنها لا تراه جريحا أو يترنح من طعڼة خيانتها كما زعم .
توجه عثمان للورشة في الصباح وهى لم تخبره أنها قدمت إلكترونيا وتم تحديد موعد مقابلتها الشخصية اليوم استعدت للمغادرة وهى تحسب رد فعل عثمان حين تمر بورشته وتراه يستحق هذا التجاهل كما تجاهلها .
غادرت المنزل بهدوء ترتدى ملابس سوداء ونظارة سوداء أيضا مرت بالشارع الطويل متقدمة نحو الورشة وكلما اقتربت منها زاد وجيب قلبها وزاد توترها الذى لا تعلم منبعه.
رأته هناك ولابد أنه سيراها في أي لحظة كيف يحمل تلك الأوزان الثقيلة بهذا اليسر لا يبدو لها ضخما كفاية ليفعل .
تابعت تقدمها وهى تزداد دهشة حين رأته يتحرك ليضع ما يحمله أرضا بوضعية صحيحة تماما لن تؤثر سلبا على عموده الفقرى حتى وضع ما يحمله بأمان تام ورفع عينيه لتصطدم بعينيها التى تخفيها لأجل هذه اللحظة الغريب أنه لم يبد عليه أي انفعال لرؤيتها تغادر بينما فعل عمها الذى كان يجلس بجوار باب الورشة وهو يقترب منها مسرعا لتتوقف بحرج
_ ازيك يا عمى
_ انت رايحة فين يا سهى
_ رايحة مقابلة شغل يا عمى
_ شغل!!
انفعال عمها شتت نظرها عنه فلم تشعر باقترابه حتى سمعت صوته يؤيدها
_ ايوه يا بابا إحنا متفقين أنها تشتغل ما هى مش تدرس وتتعب العمر ده كله واجى انا اضيع تعبها وتعب عمى معاها واقعدها في البيت
لم يخبت انفعال صبرى بل اتجه به نحو عثمان
_ شغل إيه يا بنى هى محتاجة شغل
_ مش هتشتغل احتياج يا بابا بس اهى تتسلى وتطبق دراستها سهى مهندسة يا بابا
_ ايوه عارف أنها مهندسة يعنى كل شغلها مع الرجالة ازاى تآمن على مراتك تشتغل وسط الرجالة
_ ماتخافش عليها يا بابا سهى مسئولة وتقدر تشغل جيش رجالة تحت أيدها.
ضړب صبرى كفيه ببعضهما بانفعال وغادر مبتعدا معلنا اعتراضه على ما يقوم به ابنه لكنه لم يعد طفلا تحت وصايته بل أصبح رجلا مسئولا عن زوجة ويمكنه أن يتخذ القرار الذى يراه مناسبا لأسرته.
_ واقفة ليه هتتأخرى
متابعة القراءة