رواية جامدة تحفة الفصول من الثالث والعشرين للسادس وعشرين

موقع أيام نيوز

انتي فاهمه
ركضت من أمامه هاربه كعادتها ليهتف بصوته القوي ماتتأخريش عليا فى الرد وإلا هطب عليكم كده من غير ميعاد وانتي حره بقى أسرعت فى خطواتها لتختفى عن أنظاره وقفت امام باب المنزل تضع كفها الصغير أعلى قلبها الذي ينبض بتسرع وكأنه يخبرها بأنه ليس بخير وما تشعر به ليس من حقها أن تحب وتعيش تلك المشاعر أما عنه فقد عاد إلى سيارته وبدء فى قيادتها وهو يشعر بالضجر بسبب ما حدث وقرر التوجه إلى منزل صديقه ليتحدث معه بامر هام يخص العمل ...
_______
بالسويس ...
لا يزال متعب ولم يقدر على الحركه بمفرده شعر حسن بمدا حزنه واراد التخفيف عنه .
بقولك ايه يا حسام ايه رايك نطلع فوق السطح هتشم هوا يرد الروح وندردش شويا مع بعض
نظر له بحزن وهمس بأسف أنا آسف يا حسن وجودي هنا لخبطلك حياتك كلها
ربت على كتفه بحنان ومد يده ليمسك بها بقوه وسار جانبه بخطوات بطيئة ماتقولش كده يا جدع انت كده كده مراتي على وش ولاده ومحتاجه تكون عند اهلها وانت هنا فى بيتك واشيلك فوق دماغي كمان يا جدع السويسه جدعان قوي على فكره
ابتسم له بخفه ربنا يقومهالك بالسلامه وجدعنتك معايا هتفضل جميل فى رقبتي انت ابو الجدعنه يا ابو علي
اجلسه برفق أعلى سطح المنزل 
هعمل كوبيتن شاي وراجعلك تحكيلي عن حياتك
اؤمي له بالايجاب بعدما هبط حسن الدرج استمع لطرقات خفيفه أعلى باب المنزل توجه لفتحه ليتفاجئ بشقيقه زوجته 
ايمان خير فى حاجه 
ابتلعت ريقها بتوتر ابدا يا حسن كنت جايه اطمن على الاستاذ حسام وأشوف جرحه لازمه تغير عشان كان ملتهب
ماتتعبيش نفسك يا ايمان أنا عملتله اللازم
كده طيب تمام ممكن اطلع اجيب هدوم لبياضه طلبتهم مني
اكيد يا ايمان البيت بيتك وانا داخل المطبخ اعمل شاي انتي مش غريبه
تطلعت حولها بتسأل امال فين الاستاذ حسام
هتف وهو يسير فى طريقه إلى المطبخ فوق السطوح
أسرعت فى خطواتها تصعد الدرج لتصل إليه وقفت تتطلع له دون أن يشعر بها فقد انجذبت له وأعجبت به منذ أن وقعت عينيها عليه بعدما استرد وعيه حتى انها رسمت احلام ورديه تجمع بينهم .
اقتربت منه بابتسامتها الرقيقه ولمعت عينيها بالسعاده عندما التقت عيونهما أخفض حسام بصره سريعا
جلست امامه وهمست برقه صباح الخير يا حسام عامل ايه دلوقتي
استغرب وجودها ورفع الالقاب بينهم رغم فارق العمر الذي تعدى عشر اعوام
حاول رسم ابتسامته وهو يجيبها بهدوء صباح الخير
وضعت كفها الرقيق تتحسس ظهره وهى تهمس بصوتها الهادئ تحب اغيرلك على الچرح
ابتعد عنها بضيق ورغم ألم ظهرة الا انها انتفض من مكانه لكي يبتعد عن تلك المراهقه الصغيره ثم نظر لها پحده شكرا يا إيمان حسن بقى يغيرلي على الچرح ياريت انتي تركزي فى دراستك وبس
وقفت هى الأخرى تنظر له باعجاب اندفعت بمشاعرها وظلت تتأمل ملامحه عن قرب زفر انفاسه بضيق بسبب ذلك الحصار ثم تحدث بصوت غليظ 
انتي جايه ليه وفين حسن
تعمد ان يذكرها بوجود حسن ابتلعت ريقها بتوتر وعادت بخطواتها للخلف
كنت جايه اخد طلب يخص بياضه
دلف حسن فى ذلك الوقت وهو يهتف بضيق وخدتيه ولا لسه يا إيمان
نظرت له بتوتر وهمست بصوت مبحوح خدته وكنت ماشيه على طول
خلى بالك من نفسك ولو بياضه احتاجت لحاجه بلاش تتعبي نفسك خليها تتصل بيه وأنا اجبلها طلباتها لحد عندها
حاضر
اسرعت فى خطواتها لتهبط الدرج ومن ثم تغادر المنزل بتوتر وهى تحاول استرداد انفاسها المضطربه تخشي ان ينفضح امرها ..
جلس حسن ووضع صينيه الشاي ثم التقط كوب يعطيه لحسام
التقطه حسام وهو يتمتم بالشكر
بعدما ارتشف القليل منه نظر له بجديه أنا لازم امشي يا حسن كتر خيرك على كل اللى عملته معايا و
وايه كمان يا جدع انت احنا اتفقنا مش هتمشي من هنا غير لم تسترد صحتك احكيلي بقى عشان انا حابب اسمع حكايتك عشان احكيلك حكايتي أنا كمان
ابتسم له بالم وبدء يقص عليه منذ أن كان طفلا صغيرا وقټلت عائلته امام اعينه الى ان اصبح ضابط وله سلطات واراد الاقتصاص لمقټل عائلته ولكن أنتهى به الحال بمحاوله قټله هو الاخر ..
أستمع له باهتمام الى ان أغرقت عيناه بالدموع عندما راء الدموع متحجرة بمقلتيه حسام ربت على كتفيه ليعانقه حسام بقوه وتنساب دموعه .
همس حسن بصدق انت مش لوحدك من دلوقتي تعتبرني اخوك تعرف ان يتيم زي حالتك
ابتعد عنه بهدوء وحاول رسم ابتسامته انت فعلا اخويا ويلا صدعني بقى
اهلى ماټو تحت الانقاض من تلاتين سنه وأنا كنت لسه صغير عند ستي فضلت عايش معاها خمس سنين لحد لم هى كمان اټوفت صاحب ابويا الله يكرمه شيخ الصيادين هو اللى رباني واشتغلت شغل ابويا واجدادي ماعنديش حاجه تانيه اعملها غير الصيد وكبرت بقى واتجوز من بنت الشيخ مرسي
تم نسخ الرابط