رواية جامدة تحفة الفصول من السابع عشر للتاسع عشر
الفصل 17
بعد ان صارحها بمشاعره ووعدها بالزواج إذا عاد من تلك المهمه الصعبه ،لا يعلم متى دق الحب باب قلبه ، فقد قضى طوال عمره يسعى للاڼتقام ولم يفكر بحياته ، فقد كرث حياته للعمل فقط واغلق على قلبه بالاوصاد ، ولكن أتت الرياح لتعصف بكيانه وتقلبه رأسا على عقب ، فقد نجحت بسلب مشاعره دون ان يشعر وقد نمت بينهما مشاعر صادقه وقت اذمتها لم تجد غيره يساندها ،اخبرته عن مشاعرها التى كانت تكنها لذلك الفتى الذي قتل غدرا على يد " ريان الحديدي " فهو الشخص الوحيد الذي نظر لها بمنظور مختلف ، فقد لمس صدقها واحتياجها ليد قويه تدفعها للأمام وانتشالها من تلك البئره التى كانت تنغمس بها ، لذلك تمسكت به بقوه ، لانها فقدت بحياتها الصديق والرفيق وأيضا الحبيب ، وشعرت بالذنب القاټل بعدما رحل عنها وهى التى تسببت فى مقتله لذلك كان ېقتلها الشعور بالذنب مرارا وتكرارا ، الى ان التقت بفهد وتبدلت حياتها دون أن تشعر ..
- بلاش تسافر يا حسام عشان خاطري ، أنا خاېفه اوي تبعد عني ،انا ماليش غيرك يا حسام
تعلقت انظارها بوجهه بحزن وهمست بصدق تقص عليه حقيقه مشاعرها : لم قابلت اسلام وعرفت ان كابتن تنس حبيت ادرب معاه عشان اسالي وقتي واتعرف على ناس جديده ، حسيت ان حد كويس غير ريان وعمرو ، ماعنديش اصحاب بنات ، عشان كل لم اقرب من بنت وتدخل شلتنا ، عمرو وريان يتراهنو مين يفوز بيها الاول ، فاخدت قرار مش هعرف بنات تاني وابعد عنهم هم كمان ، بس للأسف ريان كان بيطاردني فى أي مكان بروحه ، لحد لم قابلت كابتن اسلام ووافق ان يدربني ومع الوقت بدءت احكيلو أنا عن حياتي عشان حسيته انسان مختلف ومحترم ، قالي ان هو هيساعدني وواحده واحده حياتي هتتغير وبلاش اعرف الاشكال دي تاني ، اسلام كان نقطه تحول فى حياتي ، بس للأسف ريان كان دايما حاجز قدامنا ،ريان ماكنش عايزني أكون لحد غيره ،انسان مغرور واناني ، مابيحبش غير نفسه ، خطط لقتل الانسان الوحيد اللى فهمني من جوايا ومن غير مايحكم عليه بالمظاهر ، أنا عايزة اتغير يا فهد ، أنا بعد مۏت اسلام اتوجعت اوى وحزنت جدا عليه حسيت ان ماټ بسببي انا ، كان هو طوق النجاة بالنسبالي عشان أبعد عن البيئه اللى أنا عايشه فيها ، لحد لم قابلتك ، ماانكرش كنت خاېفه منك ومړعوبه كمان وأنا جنبك فى العربيه ، لكن تفاجئت بانك بتحذرني من رشدي وان افضل على اقوالي ، استغربت موقفك جدا وفضلت افكر ليه بتعمل معايا كده رغم انك شغال معاهم ، انشغلت بالتفكير فيك ، وكنت حاسه انك عندك سر ورا اللى بتعمله ده ولم قابلتني تاني وخلتني اعرف وكيل النيابه مكان مراته فين ،ولم رشدي جي هددنا كنت بستنجد بيك انت مش عارفه ليه ، ولم شوفت ماما ڠرقانه فى ډمها ,ماكنتش عارفه أعمل ايه ولا أتصرف ازاى ، كأني جوة حلم ومش عارفه اخرج منه ، فكرت فيك انت ، ماكنتش اعرف ان اتعلقت بيك بالسرعه دي غير لم لاقيتك جنبي وفى ضهري ، عايز دلوقتي تبعد عني بعد كل ده .
ابتسم بخفه ورفع وجهها لينظر إليها بجديه : عايز اعتراف صريح وقوي ، اعتراف يرضي غروري ههه
تقابلت العيون بنظره طويله ثم همست برقه : حبيتك وانت فهد وكنت متاكده ان عندك مبرر عشان تشتغل مع الناس دي ، وحبيتك اكتر واكتر لم عرفتني بحسام ، وقتها حسيت ان قريبه منك عشان تأمني على سرك .
- وأنا كنت واحد عهد على نفسي لا أحب ولا اعيش حياتي غير لم اخلص من سامي وكل الماڤيا اللى وراه ، بس مافيش سلطان على القلب ، حبيتك عشان انتى شبهي ، كنت حاد معاكي فى الاول عشان شوفتك مستهترة زى عمرو وريان ، لكن لم قربت منك عرفت جواكي ايه ، ماكنتش اعرف ان مشاعري اتحركت ليكي غير لم فكرت أسافر ، حسيت ان همشي وهسيب قلبي هنا ، ماقدرتش أتحرك ولا أبعد ، حاسس بقيود تربطني بيكي وماينفعش افكها وابعد ، رجعتلك عشان حسيتك مني وكان لازم تعترف بحبي واطلبك للجواز
جحظت عيناه پصدمه وهز راسه نافيا : لا طبعا ده جنان رسمي ، لم ارجع ان شاء الله تعمل كل اللى نفسنا فيه ، دلوقتي مطلوب منك تخلي بالك من نفسك وماتفتحيش الباب لاي حد ،وانا هحاول اكلمك على قد مااقدر عشان اطمن عليكي ، وفى عم صبحي البواب هيطلع يشوف طلباتك وفى كمان بنوته كده اسمها ورد ، دي تقدري تفتحيلها الباب وانتي مطمنه وهتسليكي فى غيابي ، وبالنسبه للقضيه لو اتاخرت فى مهمتي دي ، عندك فارس وكيل النيابه هيخلصلك تصريح الډفن واستلام والدتك من المشرحه وكمان سياده اللواء اكمل سلام عارف بوجودك هنا فى شقتي ، لو حصلي حاجه ومارجعتش هيقف جنبك وهيكون اب ليكي ،وجوده جنبي واحتضانه ليه فى بيته وسط عيلته ده كان اكبر دافع ليه ان أوصل للى أنا فيه دلوقتي ، هم دول عيلتي وهيكونو عيلتك انتي كمان
مسح دموعها وهو يبتسم لها : صدقيني ماينفعش
- خلاص نتجوز قبل ما تسافر
هتف پصدمه : نتجوز ... !
هتفت بحزن : يبقي حضرتك بقى مش واثق فى قرارك وشايف انك اتسرعت
- لا يا رنيم أنا قد كل كلمه قولتها وعند كلمتي يا مجنونه انتي ، كل الحكايه ان خاېف بجد عليكي ووجودك معايا هيلفت انتباه ومش بعيد سامي نفسه يكشفني ،انا رايح مهمه صعبه ، اصعب مهمه فى حياتي كلها ومش عارف هرجع منها ولا لاء وعشان كده خاېف اسمك يرتبط باسمي ،هيكون ظلم ليكي صدقيني ، انتي عندك حياه قدامك ولسه مشوارك طويل لو أنا ربنا ماكتبليش العوده تكوني ماخسرتيش حاجه ، تحبي تاني وتكملي من بعدي عادي
زفر بضيق وهم باحتضانها ولكن تفاجئ برفضها واعطته ظهرها ، شعر هو بمدا حزنها ، لمس صدق كلماتها وحقيقه مشاعرها ،وقف عاجزا عن اتخاذ القرار ، لأول مره يجد صعوبه فى اتخاذ قرار يخصه بهذا الشكل ..
ساد الصمت بينهم لبعض اللحضات الى ان قطع الصمت بجذبها بقوه من يديها ليغادر بها البنايه ،وهى منساقه خلفه بذهول الى ان فتح لها باب سيارته لتستقل المقعد المجاور له ثم أنطلق فى طريقه الى وجهته المنشوده ...
_________
صفا سيارته امام احدى مكاتب المحاماه ،ثم ترجل من السياره ودار حولها الى حيث الباب الثاني ، يفتح لها باب السياره لتترجل هي الآخر وهى تنظر حولها فى دهشه ثم رفعت مقلتيها تواجهه وتهتف بتسأل :
- احنا جاين هنا ليه ؟
رفع احدي كتفه بلامبالاه وسار بها لداخل العقار وايديهم متشابكه , عاد بتسأل ثانيا ولكن استوقفها بوضع انامله اعلى شفتيها لكي تصمت .
لاحت ابتسامته وهو يتطلع إليها بصمت ثم ارسل إليها غمزه بعينيه اليسرى وهو يهمس بدفئ : هنتجوز ..
اتسعت عينيها بعدم استيعاب لتجد نفسها فجأة داخل مكتب ضخم ، صافح حسام شخص ما وهى تنظر لهم ببلاها .
استقبله ذلك الشاب بترحاب شديد :
- حسام باشا نورت مكتبي المتواضع
- منور بيك يا متر
جلس حسام مقابله له ونظر لرنيم وهو يشير إليها بالجلوس : اقعدي يا حبيبتي واقفه ليه ؟
جلست امامه بصمت .
لينظر حسام لذلك الشاب بجديه : حسن ينفع تجوزنا دلوقتي
نظر له پصدمه : دلوقتي ، دلوقتي .
ابتسم حسام وهو يؤمي بالايجاب : ايوة دلوقتي ، في مانع ولا ايه ؟ هو كتب الكتاب ليه وقت معين ولا ايه ؟.
- لا بس استغربت وكمان متفاجئ
- طيب ايه المطلوب ؟
تحدث بجديه : محتاج ٤ صور ليك وللعروسه وكمان ٢ شهود ولو العروسه تحت السن وكمان بكر رشيد لازم يتم العقد بحضور وكيلها .
- تمام الصور ممكن بعدين ولا ايه ، اما بقى الشهود أكيد فى عندك فى المكتب
- وبالنسبه لوكيل العروسه ؟
- رنيم مالهاش حد وتقدر تجوز نفسها ، هى عمرها 21 سنه يعنى مش قاصر
تنهد حسن بضيق : من غير وكيل يا حسام هيكون زيه زي العقد العرفي ورقه و٢ شهود وخلاص
وقفت رنيم عن مقعدها تنظر له بحزن : خلاص يا حسام لم ترجع من السفر هنجهز كل حاجه
نظر حسام لحسن : معلش يا حسن هخرجك من مكتبك ، شوفلي اتنين من اصدقائك هنا فى المكتب يشهدو على العقد
نهض من مجلسه بنفاذ صبر : حاضر يا حسام اللى تشوفه .
غادر حسن مكتبه واغلق الباب خلفه ، اما حسام اقترب من رنيم وهمس بصوت حاني : مش عايز اشوف دموعك قبل ما أسافر وأنا خلاص مش هرجع عن قراري وهنتجوز عشان عايز أسافر واسمك مربوط باسمي عشان ماتحسيش انك لوحدك وأنا هكون دايما معاكي حتى لو بعيد عنك ، زى تماما هتكوني قريبه مني رغم بعد المسافات وهحافظ على حياتي عشان مابقتش لوحدي فى حياه تانيه تخصني ويهمني وجودنا مع بعض
ضمته بقوه وعلى صوت شهقاتها ليمسد ظهرها بحنان ويهمس لها بمشاكسه : مابلاش دموعك دلوقتي يا امال
ابتسمت برقه وسط دموعها ، ابتعد عنها ليهاتف الشخص الذي كان دائما يقف فى ظهره كسد منيع يحميه من كل عثرات الحياه ، الاب الروحي له ، السند والدعم والقوه والامان ، كل ذلك يتلخص فى كونه الاقرب لقلبه وكل عائلته الا هو" اللواء اكمل سلام "
__________
مازال يقود سيارته فى طريقه لبلدته ، وبين حين واخر ينظر لها يتفقدها ، فمازالت تغفو بمقعدها منذ أن استقلت بالسياره لتغلق اهدابها وتذهب فى نومها ، لا يصدر عنها سوا أصوات انفاسها المنتظمه ، لا يعلم بانها تصنعت النوم لكي تهرب من نظراته ، تخشي ان تنفضح مشاعرها بانها ترفض ذلك البعد ، لذلك حاولت التصنع بالنوم ولكن الان تشعر بملل الطريق والصمت الذي خيم عليهم ، لتخرج صوت تنهيده حاړقة ثم فتحت عينيها لتتطلع للطريق .
نظر لها بقلق : انتي كويسه ؟
هزت رأسها بالنفي ،انتابه القلق ، اوقف السياره جانبا ، ثم نظر لها بتسأل :
- تعبانه ، حاسه بحاجه ؟
وجد نفسها تطلع لسودويته بضعف وابت الكلمات ان تخرج من بين شفتيها
- قدر قوليلى فيكي ايه ،احنا لسه على الطريق قدامنا ساعتين ونوصل ، قوليلى حاسه بايه عشان اقدر أتصرف ؟
- مستعجل عشان تخلص مني بسرعه وترجع لشغلك ، اسفه ان بعطلك .
جحظت عيناه پصدمه وهتف : بتعطليني .. انتي بتقولي ايه ،وايه اخلص منك دي ، يا بنتي يا حبيبتي أنا شايف وجودك هنا فى البلد أمان ليكي وهتستردي اللى ضاع منك ،قدر رجعت لمكانها وحياتها وسط اهلها وده هيفرق فى نفسيتك كتير
- وانت
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرة وهمس بمشاكسه : أنا هرجع لشغلي عندي قضايا مهمه ولم اخلصهم هاخد اجازه واقضيها وسط اهلي ونرجع لبيتنا ولحياتنا وننسى اللى فات ونعيش حياتنا بقى
لم تكترث لما قاله فقط شعرت بانه تخلص منها من اجل الاتنباه لعمله. , إذا فكانت عبئا عليه والان يريد التحرير من ذلك العبئ ، فالتزمت الصمت .
ظل يتطلع إليها لعده ثواني يريد ان تبادله الحديث وتشاركه الحوار ولكن خذلته بصمتها ، عاد يقود سيارته دون ان يتفوه بشئ اخر ...
_______
بعد ان تم عقد القرآن ووضع حسام يده بيد الاب الروحي له ، صديق والده وكان مثابه الاب له بعد رحيله والان يضع يده بيده ليصبح وكيل زوجته .
أنتهى عقد القرآن وقبل ان يودعه اكمل ، جلس معه وحده يريد توضيحا لما فعله :
- انت ناوي تجنني يا بني ؟ ايه اللى انت بتعمله ده ؟ بدبس نفسك بجوازه وانت مسافر مهمه صعبه ،مهمه بتكلفك حياتك كلها ، ده وقته يا سياده المقدم
ابتسم له بود وهمس بصوت خاڤت بالقرب من اذنه : ابنك اللى مخلفتوش حب وبيتجوز فيها حاجه حضرتك ؟ ولا انا مش من حقي أحب واتجوز واكمل فى حياتي بعد لم ارجع حقي وحق اهلي واللى غلط يتعاقب
- حبيتها ولا بتضحك على نفسك وعليها قبل منك
نظر له پصدمه : بتضحك على نفسي وعليها ليه ؟
- عشان صعبت عليك ، مالهاش حد وظروفها زي ظروفك , انت نسيت دورك كظابط ولا ايه ، ولا دي لعبه جديده بقى فى شغلك
هز راسه نافيا : لا حضرتك عارف ومتاكد كويس اوي أنا مش بتاع عواطف ومشاعر فى شغلي ، بس رنيم بره اللعبه ولعبتي مش معاها وخلاص أنا بنهي لعبتي وهسلم سامي وكل اللى معاه بنفسي ، أنا بجد كنت متخيل ان قلبي جامد ومايعرفش يحب بعد الحزن والسواد اللى كان ماليه ، بس ظهور رنيم فى حياتي غير جوايا كتير وقبل كل ده قلبي دق وعرفت طعم الحب
- بجد يا حسام يعنى جوازك منها حب مش تضحيه ولا شفقه ولا أي حاجه تانيه
ابتسم له واومي بالايجاب : بحبها يا عمي والله وخاېف عليها من بعدي ، لو حصلي حاجه خليك جنبها وكمان جودي تقرب منها وطنط احلام ، هى مالهاش اهل غيركم ، لو ربنا مااردش ارجعلها
قبض على كتفه بقوه وتحدث برجاء : هتخلي بالك من نفسك يا حسام وهترجع بأمر الله هترجع وهتخلص مهمتك على اكمل وجه ، وهنعملك أحلى فرح ، وانت ورنيم مش لوحدكم ، زى ماانت ابني هي كمان هتكون بنتي وهاخدها معايا الفيلا من دلوقتي هتنتظرك فى بيتك
_________
مرت الساعات بصمت قاټل على كلاهما ، الى ان صفا سيارته امام منزل عائلته بالمنيا ، اطلق تنهيده حارقه ثم نظر إليها ليتفاجئ بمغادرتها لسياره ، هو راسه باسي وترجل هو الاخر وهم بحمل حقيبتها والدلوف سويا لداخل المنزل ...1
سبقته بخطواتها الغاضبه وهو خلفها يشعر بالضيق بسبب تجاهلها العمد .
همت بدق جرس المنزل ليضع يده هو الاخر اعلى كفها الرقيق ، حاولت ازاحه كفها ولكن كان مقبض عليه بقوه لن يسمح ليدها بالافلات ، ولكن قطع تلك اللحظه فتح باب المنزل ليخرج صوت شقيقه القوي يهتف بترحاب :
- يا اهلا بالغالي
اقترب منه فارس يشدد على كتف رحيم : ازيك يا رحيم ، وينو الحاج والحاجه
افسح لهم الطريق لدخول : جاعدين فى المنضرة نطرينك يا خوي
علمت قدر بانهم على علم مسبق بقدومهم ، سارت خلف فارس الى الغرفه المنشوده .
ابتسمت له بود : بخير الحمد لله يا بابا الحج
همس باذنها بصوت خاڤت : زي مااتفقنا يا قلب اخوكى ، خلي بالك من قدر
ابتسمت بسعاده وهو تهز رأسها بالايجاب : ماتحملش هم
هتفت راجيه وهى تنظر لابنتها : جومي مع مرت خوكي ترتاح فى اوضتها
نهضت عن مقعدها تسير بجوار قسمت الى حيث غرفه فارس ، نظرت له بدهشه :
- بس دي مش اوضتي يا قسمت
لاحت ابتسامتها وهى تحاوط كتفها وتجذبها لداخل الغرفه : من هنا ورايح دي اوضتك يا قدر واوضه فارس ،مش بجي راجلك يا جمر
تنهدت بضيق وهى تخطى بقدميها لأول مره داخل تلك الغرفه ، تركتها قسمت بعد قليل
- غيري خلجاتك وأنا هشوف سوق خلصت الوكل ولا لساها
حاوطها من ذراعيها والابتسامه تعلو ثغره ثم همس بمكر وهو ينظر للبرواز الذي يحمل صورته : أنا خبطت على الباب قبل ما ادخل ،بس يظهر انك كنتي سرحانه فى حاجه كده ولا كده
ابتعدت عنه بتوتر ثم جلست اعلى الفراش وهى تنظر ارضا : ماكنتش سرحانه ولا حاجه ، أنا ماسمعتش بس
أومي براسه بالايجاب ومازالت الابتسامة تعلو ثغره ، تقدم منها بخطوات بطيئ جعلت دقات قلبها فى تزايد ، خشت ان تفضحها تلك الدقات ويشعر باضطرابها .
جلس بالقرب منها وهمس بجديه : ممكن نتكلم شويا قبل ما ارجع القاهره
- اتفضل قول اللى عايز تقوله
صډمته بردها الجاف ،تنهد بهدوء ثم نهض من جانبها وهو يعطيها ظهره وهمس بصوت دافئ :.
- كنت عايز اطلب منك تخلي بالك من نفسك ، مش عارف هنتقابل تاني ولا لأ ، بس لازم تعرفي ان هنا أمان ليكي
شعرت بوخذه داخل صدرها اثر كلماته ،نهضت من مكانها تقف امامه وعيناها تطلع له بقلق :
- ليه بتقول الكلام ده ؟
تنهد بحزن ثم اردف قائلا : أنا ماجبتكيش هنا عشان أهرب من مسئوليتك زى ماانتي فاكره ولا كنتي حمل عليه خالص من يوم ما ډخلتي حياتي ، بس فى الوقت ده بالذات لازم تكوني فى امان عشان مايتكررش اللى حصلك قبل كده ، القضيه اللى شغال فيها كبيره اوى وكل يوم بتتعقد اكتر وبيظهر ليها خيوط كتير ،مش هتحمل حد يقرب منك ولا يأذيكي باي طريقه عشان كده انتي هنا دلوقتي وكمان اعصابك هتهدى هنا ونفسيتك هتتحسن ولو ليا فى عمري باقي وخلصت من القضيه دي بدون خساير هتلاقيني قدامك وبطلب منك ترجعي معايا ،بس وقتها فى تغيرات لازم تحصل ، هتعرفي كل حاجه فى وقتها .
ابتعدت عنه پغضب ورمقته بنظره عتاب : من حقي كنت اختار أنا عايزة ايه ، لكن حضرتك فكرت وقررت وكمان نفذت وأنا كنت زى ال
انسابت دموعها بقوه واستطردت قائله : وأنا ولا حاجه ،ماليش حق اقرر أنا عايزة افضل ولا امشي ، على العموم كتر خيرك يا حضرة وكيل النيابه على خوف حضرتك ،انا كبيره كفايه اقدر احمي نفسي كويس وشكرا لحضرتك
انهت كلماتها بقلب مكلوم ثم ارتمت بالفراش تخفي وجهها اسفل الوساده ، تحت نظراته الصادمه .
عاد يزفر بضيق ثم جلس جانبها مد يده يحاول لمس كتفها لكى تستمع إليه بعقلانيه ولكن تراجع عن لمسها ثم هتف بصوت جاد : قدر انتي مش فاهمه حاجه الموضوع مش بسيط ولا بسهوله زى ماانتي فاكره ، دي مش مجرد قضيه دي چريمه بشعه جرت وراها كمان جريمتين أبشع ، ماكنش ينفع اتكلم معاكي فى أسرار شغل ولا ينفع اعرض حياتك للخطړ ،لازم تفهم كده كويس وماعنديش خيار تاني غير ان احميكي وابعدك باي شكل واي تمن ، قدر ارجوكي قدري موقفي وادعيلي عشان ارجعلك تاني وساعتها نبقي نصفي كل الخلافات دي ، بجد مش وقت زعلك خالص ، أنا مش عارف إذا كنت هشوفك تاني ولا دى اخر مره
رفعت الوساده واعتدلت فى جلستها تنظر له بعينين دامعه وهى تهمس بحزن :
ابتسم بالم : مش بمزاجي صدقيني ، لو باختياري كنت فضلت جنبك العمر كله ، لكن فى حاجات بتكون فوق طاقتنا كبشر ، فى حاجه اسمها تدابير المولى عز وجل ، يعنى لو ربنا اراد ارجعلك هرجع ولو اراد يسترد ودعتها هل من حقي او حق أي مخلوق على وجه الأرض ان يعترض على اراده ربنا ، انا فى أي قضيه بتقابلني ويخرج أحقق فيها بكون معرض ان حياتي تنتهي فى أي وقت " قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله "
ممكن ماتزعليش ودعوه حلوة من قلبك قبل ما امشي ، بجد يا قدر ورايا هم كبير جدا محتاج اتخلص منه قبل ما نبدء حياتنا مع بعض ، إذا كان لسه فاضل فى عمري سنين وشهور ، ايام ، ساعات ، هتمني اقضيها معاكي انتي .
رفعت اناملها الرقيقه تتحسس وجنته وهي تهمس بصوتها الهادئ : ممكن ماتتكلمش عن المۏت ،وانا عايزة ارجع معاك ، هكون معاكي فى كل لحظات حياتك ، بلاش تعيش الخۏف والقلق لوحدك ، نعيشه سوا
وقف طارق فى مقابله سامي ، يتحدث معه بسخريه وهو يضع هاتفه امام اعين الاخر ،ثم هتف پحده :
- مش ده فهد اللى هو زى ابنك ودراعك اليمين وبتثق فيه وهو يفديك بروحه ،هو ولا مش هو يا باشا
دقق سامي النظر فى تلك الصوره الذي ألتقطها طارق بكاميرا موبايله ثم هتف پغضب :
- ايوه فهد ،بس انت مالك بيه ، بتراقب رجالتي ولا ايه ؟
ضحك بسخريه : لا يا باشا حضرتك مش واخد بالك اللى جنب فهد فى الصوره تبقي مين
- هتكون مين يعني ، بنت زي أي بنت متعرف عليها ، هو أنا هحكم على حياته الخاصه
- كنت متاكد انك ماتعرفش البنت دي ، بس أنا بقي اعرفها كويس اوي ، دي رنيم بنت ساميه اللى كانت مرات بابا ومش بس كده ، دي شاهدة اثبات فى قضيه ابن حضرتك ولا حضرتك مش واخد بالك ؟.
- مايهمنيش اعرف شكلها من الأساس ، وفهد من رجالتي ووجوده معاها أكيد بيحاول يوقعها ويخليها تغير اقوالها لصالح ريان ، أنا كلفته بالمهمه .
- لا كده بقي حضرتك نايم على ودانك وماتعرفش مشغل مين معاك
صړخ پغضب : انت اټجننت ؟ازاي تتكلم معايا بالطريقه دي ؟.
- على العموم يا باشا أنا مابتكلمش بدون دليل ، حضرتك ممكن تقلب فى الصور وهتلاقي صوره هتعجبك اوي
زفر بضيق وبدء فى فتح الصوره التى تليها لتجحظ عيناه پصدمه .
ليستطرد طارق قائلا : عقد جوازه من الهانم ومش بس كده اقرا اسم العريس كويس اوي ولا مهنته يا باشا
" حسام فخري عبدالهادي " مهنته مقدم شرطه يا باشا ..
القى الهاتف بقوه ليرتطم بالحائط ويتحطم الى أجزاء
"
الفصل 18
ابتعدت عنه بخجل واخفت وجهه عنه ، بعدما انسابت دمعتها وشعر هو بها ، زفر بضيق عندما علم بما يدور داخلها الان .
- قدر أنا مش هعتذر عن قربي منك ،لانك مراتي أنا ومرتبطه باسمي وبكياني ، ومشاعري هى اللى حركتني وافتكر ده حقي ، مافيش داعي تبعدي عني بالشكل ده ولا تخجلي عشان قربنا من بعض .
جحظت عيناه پصدمه وهو يردد : خېانه. ...! خېانه لمين بالظبط ؟
- خېانه لسند ، اخوك ولا نسيته كمان ؟
اغمض عيناه بقوه وهو يهز راسه باسي يرفض كلماتها القاسيه التى طعنته بخنجر مسمۏم اصاب قلبه ومزق روحه ..
ترك الغرفه بخطوات واسعه ثم ودع عائلته ليستقل سيارته عائدا الى القاهرة ومازل عقله شارده بتلك الصغيره التى لم تدرك حتى الان بانها اصبحت زوجته وعلاقتها بسند انتهت منذ أن فارقت روحه الحياه ، فهو لم يعد سوا ماضي عاشته ومضى وعليها ان تتخطاه لتكمل حياتها القادمه معه ...
" لازم اتحملك يا قدر واصبر عليكي لحد لم تتجاوزي الماضي وتعيشي معايا الواقع ،هفضل فى ضهرك وسندك العمر كله مهما حصل هكون داعم ليكي فى أي قرار تاخديه واي صعوبات بتوجهيه هنواجها سوا ،عشان مابقتيش لوحدك وده وعدي ليكي يا قدري ، وقدر هتفضل مرتبطه بفارس العمر كله "
همس داخله بتلك الكلمات ثم قاد سيارته بسرعه فائقه وكانه يسابق الزمن لكي يصل الى وجهته قبل بزوغ الفجر ،من اجل اخذ قسطا من الراحه قبل صباح الغد ومتابعه سير التحقيقات لإنهاء القضايا المعقده ورد الحقوق الى اصحابها كي ينعم بحياته بعد ان يطوي تلك الصفحات من حياته ...
_______
اما عن حسام فبعد ان وصل لوجهته ، مكث داخل فندق بالقرب من ميناء السويس ،ثم اجرا عده اتصالات ، هاتف رنيم اولا ليطمئنها على وصوله ثم انهى مكالمته وعاد يهاتف اكمل يخبره بما ينوي عليه فعله فى صباح الغد عندما يتوجه الى الميناء وبعد ذلك أغلق هاتفه الخاص واخرج الهاتف الاخر الذي يستخدمه كفهد وحاول الاتصال بسامي الحديدي ولكن تفاجئ بغلق هاتف الاخر ،زفر بضيق ثم القى بهاتفه جانبا ونهض ليبدل ثيابه قبل ان يخلد لنوم ...
_____
انقضت ساعات الليل ببطئ رغم قيادته السريعه ولكن ظل باله شاردا بما حدث معه ،وعندما وصل الى القاهره صفا سيارته امام البنايه وترجلا بارهاق ليجد صديقه ينتظره .
تقدم بخطوات سريعه : قاسم ... انت هنا من امته ؟ في حاجه حصلت ولا ايه ؟
- لا ياسيدي مافيش جديد ، كل الحكايه لسه مروح البيت كده من نصايه لاقيت دودي بتقولي روح اقعد مع فارس وخليك جنبه ، بس كده جيت
لاحت ابتسامه خفيفه اعلى ثغره ثم ربت على كتف صديقه ودلفوا سويا لداخل البنايه ثم استقلو المصعد حيث الطابق السابع ليظل بجانب صديقه هذة الايام ، فهو يعلم بانه بحاجته الان ..
عندما دلفوا لداخل الشقه توجها فارس الى غرفه الصالون والقى بجسده اعلى الاريكه بتعب ثم مدد ارجله وثني ذراعيه خلف راسه يتنهد بضيق ، شعر به قاسم وجلس بالمقعد المقابل له وهمس بتسأل :
- مالك يا وكيل ؟ مخڼوق من ايه يا صاحبي ؟
زفر بقوه ومازال يتطلع لسقف الغرفه : قول مش مخڼوق من ايه يا قاسم ، كل حاجه حواليا بتخنق .
- يا ستار يا رب ، احكيلي يابني حصل حاجه ماعرفهاش ؟
اعتدل فى نومته وجلس يتطلع لصديقه وهمس بحزن : تصدق ان مافيش حاجه حصلت بينا تستدعي اتهامها ليه ، دي مجرد
لم يستطيع اكمال جملته ،هتف بضيق : ايه اللى أنا بقوله ده ، لا ماينفعش ماتشغلش بالك يا قاسم ، مافيش حاجه
رفع انظاره بدهشه وهتف بجديه : هو ايه اصله ده ، فى ايه يابني فهمني ، ازاى مااشغلش بالي ، انت كده باقلقني عليك
تأفف بضجر : ماهو ماينفعش احكي حاجه خاصه يا قاسم ، انت فاهمني ؟
هز راسه بتفهم : فاهم بس مش مطلوب منك تفسير ولا توضيح للي عملته ، بس قولي الموضوع كمجمل ، اتهام بايه
- بالخيانه ...
جحظت عيناه پصدمه وردد باستنكار : خېانه مين معلش مش فاهم ؟
اردف قائلا : لم قربت منها قالتلي دي اسمها خېانه لاخوك ولا نسيته ، حسيت وقتها بۏجع الكلمه اوى يا قاسم ،كنت حابب اوصلها مشاعري بس لسه سند حاجز بينا ، قدر مش شايفه قدامها غير سند وبس , أنا لأول مره يا قاسم احس بالۏجع ده ، أنا مانستش سند ولا لحظه فى حياتي ودايما فاكره ومعايا علطول ، وكنت عارف لم مشاعري اتحركت ناحية قدر ان دي حاجه مش سهله ولا هينه عليه
- عارف يا فارس لم بدءت احس بانجذابك لقدر ، فهمت وقتها ان الجاي صعب عليك جدا ، أكيد هيفضل سند موجود بينكم والعلاقه بينكم هتفضل متوتره ، عشانك يا صاحبي عارف انك صعيدي غيور ودمك حامي ، وصعب اوي ترتبط بانسانه كانت لغيرك قبلك ، حتى لو كان الحد ده اخوك الله يرحمه
- أنا نفسي ماكنتش متخيل ان فى مشاعر ممكن تتولد بينا
ابتسم بخفه ثم اردف قائلا : عارف كمان كنت واثق إن علاقتك بجودي ماهتكملش عشان شايفها غيرك جدا ،يعني جودي متحرر شويا وعايزة تبقى هى الطرف الأقوى فى العلاقه مش الضعيف ، يعني ندها بندك ، ماكنتش هتسمح لك باي قرار ، بصراحه متسلطه ومغروره ، وعشان كده كنت متاكد ان علاقتكم لا يمكن تستمر ، مافيش توافق ولا تكملو بعض دي ، أي اتنين بيحبو بعض بحس ان بينهم كمياء وكل طرف بيكمل التاني
أومي بالايجاب: ده صحيح لازم يكون فى اختلاف ونكمل بعض ، بس انت عارف ان علاقة قدر بسند الله يرحمه كانت علاقه اب ببنته ، عارف يعني ايه
نظر له بدهشه ليأكد له فارس الذي فهمه :
- ايوة يا قاسم اللى وصلك ، سند ماكنش شايف قدر زوجه ، والمشكله بقى ان قدر ماتعرفش لحد دلوقتي ليه سند اتجوزها وليه كان بيعاملها كبنته ، قدر لو عرفت بالحقيقة اللى سند خباها عنها ممكن ټنهار وتدخل فى صډمه كمان
_ ليه ماتحاولش اتواصل مع حد متخصص زي ماايمن عرض عليك ، قالك لو اختارت تكمل حياتك مع قدر تروح لدكتور علاقات زوجيه واسريه عشان تتخطوة وجود سند بينكم , ليه انت ماتاخدش الخطوة دي بنفسك دلوقتي وبعدين لم قدر اعصابها تهدى تقدر تاخدها معاك
- لم اخلص الحمل اللى فوق كتافي وكل مچرم ياخد عقابه. , بالي مشغول جدا الفتره الجايه وانت عارف احنا بنصارع مين
- فعلا احنا فى صراع قوي بين الحق والظلم ،بس بعون الله الحق دايما بينتصر واملنا فى ربنا كبير , قوم ريحلك ساعتين قبل ما ننزل الشغل
- لا قوم نصلي الفجر جماعه الاول وبعدين نحاول ننام عشان عندنا بكره يوم طويل
نهض من مجلسه ومد يده لينهض صديقه هو الاخر لكي يصلو فريضتهم قبل ان يخلدان للنوم ..
________
صدع رنين هاتفه بارجاء غرفته ، جعله ينهض من فراشه ،تحسس بيده اعلى الكومود الى ان التقط الهاتف ، نظر له بعين ناعسه ليتفاجئ بان الساعه السادسة صباحا ، عاد رنين الهاتف يصدغ بإلحاح ، دقق النظر فى ذلك الرقم الغير مسجل بهاتفه ثم اجاب بهدوء ليستمع الى صوت فتاه تتحدث بقلق ، أستمع إليها بانصات الى ان اغلقت الهاتف ، لينهض من فراشه بهلع ، دلف لداخل المرحاض أولا ثم ابدل ثيابه على وجه السرعه وقبل ان يغادر غرفته وهو يلقي بنظره اخيرة على زوجته التى مازالت نائمه ولم تشعر بما يحدث ، أغلق الباب بهدوء ومن ثم هبط الدرج ليسرع فى خطواته ويغادر فيلته ليقود سيارته بسرعته العالية لكى يصل الى عمله باسرع وقت واثناء قيادته وضع سماعه البلتوث وبدء فى اجراء اتصالا يليه الاخر الى ان وصل الى حيث قسم الشرطه ،ليترجل من سيارته بخطوات واسعه ولم يكترث لمن حوله , الى ان دلف الى مكتبه وامر احدى العساكر بصرامه :
- اول لم المقدم قاسم الفقي ووكيل النيابه فارس الصواف يوصلو عايزهم فى مكتبي وماحدش يدخل علينا مفهوم يا عسكري
ادى تحيته العسكريه ': تمام يا فندم
أغلق الباب خلفه بقوه وظل يجوب بالغرفه ذهابا وايابا والقلق ينهش قلبه الى ان أستمع لطرقات اعلى باب مكتبه ، تعلقت عيناه بذلك الباب المغلق لينفتح خلال ثواني ويدلف لداخل قاسم يتبعه فارس يقدمون التحيه العسكرية معا :
- تمام يا فندم
نظر لهم بعينين قلقه وهتف بصوت مضطرب : حسام فخري اتكشف فى مهمته وسامي الحديدي عايز يصفيه
تبادلون النظرات بينهما پصدمه ثم هتفوا بدهشه : وفخري ايه علاقته بسامي
جلس خلف مكتبه واشار اليهم بالجلوس لينصاغو الى اوامره ، ثم بدء يقص عليهما ما فعله حسام من اجل التقرب لسامي وان يصبح رجلا من رجاله لكى ينتقم منه بالنهاية ويتم القبض عليه والخلاص منه ، كل ذلك تحت نظراتهم الصادمه ..
______
ثار ڠضب فارس بعدما قص عليهم اللواء اكمل بما فعله حسام بتخفيه بدور فهد وتنفيذ ما امرة سامي بخطڤ زوجته الى هذا الحد لم يستطيع تمالك نفسه لينهض عن مقعده ويهتف بانفعال : يعني حضرتك كنت موافق على جنون حسام ؟ ازاي يعمل كده هي وصلت ان يخطف مراتي وحضرتك كنت على علم بكل اللى بيحصل ؟ ماحولتش تمنعه ، تعرفني طيب اللى بيحصل من اقرب الناس ،حسام يعمل معايا أنا كده ، انا مش قادر اصدق ولا استوعب اللى حسام عمله ..
وقف قاسم امام صديقه وجذبه من كتفه يحاول أن يهدئه من نوبه غضبه : اهدى بس يا فارس واقعد خلينا نتكلم بهدوء عشان نشوف هنعمل ايه
- هنعمل ايه فى ايه ؟ هو انت مش سامع سياده اللواء قال ايه ؟
هتف اكمل پحده : اقعدو خليني ابلغكم أنتم هنا ليه ومش عايز انفعال تاني يا سياده الوكيل ،بعدين نتحاسب حسام عمل ايه ؟ المهم حياة حسام دلوقتي فى خطړ ولازم نتصرف
جلس فارس رغما عنه ونظر له بجديه : مطلوب مني ايه سعادتك وأنا انفذة .
هتف اكمل وهو ينظر لكليهما : قاسم دلوقتي لازم يتحرك على السويس ويكون فى المينا فى اقل من ساعتين وأنا تواصلت مع شرطه المينا وهتكون فى انتظاره ،مافيش خبر عن حسام لدلوقتي وموبايله الخاص بشغله مقفول وكمان التاني ،وعشان كده لازم نلحقه ، قاسم هيحمي ضهرة هناك وهيكمل معاه مهمته وهتبلغه ان سامي كشفه ولازم ياخد حذره من اللى جاي ، ولو لقدر الله ماقبلتوش هتكمل انت المهمه بنفسك واللى هناك هيسعدوك فى تفتيش أي عباره داخله الميناء وتفتيش دقيق مش عايز أي غلطه ، لازم نخلص من سامي واللى ورا باسرع وقت ،ماعنديش استعداد لخساره ابن من ولادي ، خلى بالك من نفسك يا قاسم واول لم توصل تكلمني تطمني على حسام وربنا معاكم , مافيش وقت لازم تلحقه وهناك هتكون فى قوه من شرطه السويس بانتظارك .
نهض قاسم من مجلسه ثم ادى التحيه العسكري وودعهم لاكمال مهمته ،اما عن اكمل فاستطرد قائلا وهو ينظر الى فارس بجديه : اما سيادتك فمحتاج منك اذن نيابه بخروج كاميرات مراقبه ومايك لفيلا سامي الحديدي ، وكمان اذن بتفريغ الكاميرات دي واثباتها فى محضر عشان دي نقطه مهمه لازم نكون عاملين حسابها لم يتم القبض عليه ،عشان كل حاجه دلوقتي مع حسام فى اللاب الخاص بيه ، ممكن تعلن عن ۏفاة رشدي مابقاش فى داعي نخفي خبر مۏته وكمان هتفتح قضيه وهتحقق مع عيلته واي حد تعامل معاه فى الفتره الاخيره ، وتجهز كمان أمر ضبط واحضار سامي الحديدي عشان لم حسام وقاسم يرجعو ان شاء الله بالسلامه حسام هو اللى هيقوم بالمهه دي بنفسه ، أنا بطلب منك ده طلب شخصي خارج حدود الوظيفه .
أومي له بتفهم ثم اردف : تمام يا فندم اعتبر كل ده اتنفذ ، أي اوامر معاليك
تنهد بحزن ثم هتف بحزن : حسام عمل كده عشان يحمي مراتك يا فارس من سامي ورجلته وكان لازم ينفذ العمليه دي بنفسه ، لو حد غيره كان نفذها ماكتتش شوفت مراتك لحد دلوقتي ، حسام حافظ عليها وكمان رجعهالك قبل ما يعدي يوم واحد على خطڤها ، الاول اظهر ولائه لسامي وبعد كده بلغك بمكانها ، بطلب منك رجاء خاص تسامحه على اللى عمله ، وفى حاجه اخيرة لازم يكون عندك علم بيها
نظر له باهتمام ليردف اكمل قائلا :
- حسام اتجوز رنيم قبل ما يسافر السويس .
نظر له پصدمه وهو يردد : رنيم ... الشاهده الوحيده فى قضيه ابن الحديدي وبنت المجني عليها
- ايوة هي رنيم ، وجواز بجد ،ظروفهم متشابهة وفى وقت قصير اكتشف ان مشاعرهم واحده وتم الزواج
،ممكن تنهي اجراءات استخراج چثه والدتها بعد تقرير الطب الشرعي
نهض عن مقعده : حاضر يا فندم ، كل حاجه هتكون جاهزة على مكتب حضرتك بعد دقايق ، بعد اذن سعادتك .
- اتفضل ..
غادر فارس المكتب بذهول ومازل تحت تأثير صډمته بسبب كل ما فعله حسام ، الى ان جلس امام مكتبه وبدء باخراج عدة اوارق من داخل درج مكتبه ليخط بعض الكلمات بخط يده ...
______
لم تشعر بالراحة بتلك الفتره الأخيرة ، دائما يهاجمها الصداع يكاد يفتك براسها ويقسمها الى شطرين ، لم تعد قادره على تحمل ذلك الألم فقررت التوجه الى طبيب مختص .
نهضت من فراشها بارهاق ،دلفت لداخل المرحاض لتنعش جسدها ثم تبدا ثيابها لتغادر المنزل والتوجه الى المشفى الذي يعمل بها الطبيب ، فقد جلبنت عنوانه بعدما اجرت سيرش على الأطباء اللذين يعملون فى مجال المخ والاعصاب ، الى ان استقرت على اسم أحدهما وقررت التوجه اليه الان فلم تعد لديها قدره على التحمل ، فاخفت ما تشعر به عن عائلتها فلا اريد اقلاقهم بهذا الامر ، تريد أن تتاكد من سلامتها اولا ، فلديها شعور خفي بانه مصابه بذلك المړض الذي نادرا مايحدث الشفاء منه ، مرض المۏت كما قالت عنه لنفسها، لذلك قررت عدم الافصاح عن ما تشعر به من ألم لكي لا تحزن عائلتها ...
انتهت من ارتداء ملابسها ثم غادرت الفيلا على الفور بعدما تأكدت من الهاء والدتها بالمطبخ ، قررت الفرار دون ان تمسك بها وتبدء فى استجوابها المتكرر كعاده كل يوم ، ثم استقلت سيارتها متوجه الى المشفى ...
_______
- صباح الخير عليك يا حوده قلبي أنا
ابتعدت عنه بعد أن قبلت وجنته بحب وهتفت بصوتها المرح : عندي ليك خبر ماحصلش
- خير يا بنتي ؟
ضحكت بخفه وهى تشاكسه : لا اتحايل عليا شويا ، عشان ده خبر بكنوز الدنيا كلها
بادلها الضحك ليستمع الى صوتها الحنون تهمس له بحب : مايهنش عليه بردو انت بابا حبيبي وهقولك عشان تفرح معايا ، كلموني من المستشفي وحجزو اوضه لحضرتك عشان العمليه بعد يومين
كف عن الضحك وحل الصمت والخۏف والقلق داخله ، شعرت به ورد ، اقتربت منه بقلق وهى تتسأل :
- مالك يا بابا حضرتك مش مبسوط ان خلاص هتعمل العمليه وان شاء الله تنجح وتشوف الدنيا من جديد
ربت على ظهرها بحنان : أنا مبسوط عشان انتي مبسوطه يا حبيبتي ،بس أنا ڠصب عني يابنتي قلقان عليكي ، لو جرالي حاجه وأنا بعمل العمليه انتي هتعملي ايه فى الدنيا دي من غيري ، خاېف عليكي انتي يا قلب ابوكي ،مش كفايه اللى انتي فيه ده كله بسبب عجزي
عانقته بقوه واخفت دموعها المتساقطه وهى تهز رأسها رافضه لذلك الحديث :
- ماتقولش كده يا بابا ، ان شاء الله هتقوم بالسلامه وتنور بيتك وحياتك وتنور قلبي يا روح قلبي ، بلاش تجيب سيره المۏت ، خلينا نتكلم عن الامل والتفائل وبس ، بابا حبيبي احنا املنا فى ربنا كبير ، وبعدين أنا زعلانه منك ، يعني ايه بقى يا عم انت تقولي اللى انا فيه ،هو انا فيه ايه بس ؟ عشان ماكملتش تعليم عادي جدا بس اتعلمت وبعرف اكتب واقرا احسن من اجدعها حد متعلم ومعاه شهادات من اكبر جامعات وكله بالغش وبالفلوس هم بيوصلو بكده ، لكن بنتك بمېت راجل ، قادره تشتغل وتقف على رجلها وكمان أنا عايشه حياتي على هوايا وماحدش بيغصب عليا حاجه أنا مش حباها ، فبلاش بقى يا قلبي جو النكد ، احنا لازم نفرح وننبسط وبس وتكون نفسيتا كويسه عشان العمليه يا حبيبي ،انا هقوم أحضر احسن فطار وبعد كده نتوكل على الله ونطلع على المستشفي
قبل رأسها ودع ربه داخله بان يحمي له إبنته الحبيبه الذي لا يملك من الدنيا سواها ، فهي نور عيناه وعصاه التى يكتئ عليها ، هى نبض حياته ..
_______
ضحك طارق بمكر وهو ينظر الى سامي ويفرد ذراعيا دليلا على حريته
- خلاص تم اللى احنا عاوزينه وزمان حسام اتفحم يا حرام
ضحك هو الاخر بصوت جلي ثم هتف بشړ : خساره كان نفسي اودعه هههه
عادت ضحكته الخبيثه تصدع بالمكان .
ليهتف طارق قائلا : لا ومش بس كده مافيش أي حاجه ورانا والعباره ماوصلتش السويس ، اصدرت اوامر افضل فى بيروت لكام يوم لم الجو يهدي والبوليس ينشغل بمۏت صاحبنا والبحث عن جثته هههه
ضحكو باعلى طبقات صوتهم ،ثم اقترب سامي الى ان اصبح فى مواجهته :
- مبروك عليك مكانتك الجديده وسطنا ، رشدي خلاص تقدر تروح تستلم جثته وتدفنه وتاخد العزا فيه وتعمله عزاء يليق بيه عشان كل اللى هيحضر ناس مهمه ، وماتنساش تقدم ضد فارس وقاسم بلاغ بانهم السبب فى مۏت والدك ،وان القضيه متلفقه وفضلو يعذبوة لحد لم قلبه وقف وماټ ، خلينا نخلص منهم هم كمان ونشوف شغلنا بدون ۏجع دماغ .
لم يكترث لۏفاة والده وكل ما يشغل تفكيره الان منصبه وأخذ مكانة والده وسط عالم رجال الأعمال " عالم الماڤيا " الذي خطى بقدميه على ډم والده للوصول اليهم والتربع على عرشهم ...
______
اوقدت النيران بسيارته داخل الميناء ،منما جعل الجميع فى حاله من الهرج ، وتكادث الجميع يحاولون فعل شئ لتلك السياره لاخماد النيران المشتعله به .
فى ذلك الوقت وصل قاسم الى الميناء وبعد ان تحدث لشرطه الميناء ،سار بجانب أحدهما يرشده بمكان حسام الذي ينتظر بسيارته داخل الميناء .
ليتفاجئو بالنيران المشتعله وازدحام الناس ، حاولو فض ذلك الإزدحام لكي يصلون الى تلك السياره المشتعله لتحجظ عين الأخير وهو ينظر لقاسم بهلع :
- دي عربيه المقدم حسام
صړخ باعلى طبقات صوته مناديا باسمه وهو يركض باتجاه السياره ، ليحاول الاخر منعه من التقدم ، جذبه بقوه ليبتعد رغما عنه ، ليحدث صوت إڼفجار قوي جعل الجميع ينظرون لذلك المشهد بذهول .+
خارت قواه وهوى جسده ارضا وعيناه تذرف الدمع دون توقف ، لم يصدق ما حدث امام اعينه وهو عاجزا عن التدخل لانقاذ حياة صديقه ...
الفصل / 19 ..
بعد ان وصلت لوجهتها ، صفت سيارتها امام المشفى ثم ترجلت منها بخطوات واثقه لداخل المشفي ،، وقفت امام فتاه الاستعلام تتحدث معها من اجل الطبيب الذي حضرت من اجله ، وبعد عدة دقائق كانت تقف امام عيادة المخ والاعصاب بداخل المشفى ..
طلبت من احداهم ان تخبر الطبيب بوجودها ، فهي لديها موعد مسبق .
دلفت الفتاه لداخل الغرفه ثم اخبرت الطبيب بوجود المريضه لتخرج بعد لحظات تسمح لها بالدخول ...
كانت تشعر بالتوتر ودلفت لداخل بخطوات مضطربه ، رفعت انظارها لتلتقي بطبيبها وتهمس بصوتها الرقيق : صباح الخير يا دكتور
رفع ايمن انظاره عن الاوراق التى امامه واجابها بود : صباح النور ، اتفضلي استريحي.
جلست امامه وبدءت تهز بارجلها بتوتر ملحوظ
تنحنح ايمن بخفه ثم سألها عن اسمها وعن ماذا تشتكي من ألم لكي تاتي اليه :
- اسم حضرتك ؟
- جودي سلام
- ايه شكوتك يا انسه جودي ؟ ولا نقول مدام ..
اجابته نافيه : لا لا انسه
- تمام اتفضلي قوليلي ايه سبب تشريفك المستشفى ، بتشتكي من اي تعب ؟
نظرت له بغرابه ثم همست پحده : هو مش حضرتك دكتور والمفروض تكشفي عليه وتعرف سبب تعبي ، هو أنا لو اعرف ايه تتعبني هكون هنا ليه ؟
لاحت ابتسامته وهو يهتف بصدق : هتكوني هنا حضرتك عشان تتعالجي من اي عرض تاعبك ، الاول لازم اعرف بتشتكي من ايه ؟ يعني حاسه بتعب فين بالظبط عشان اقدر افحصك واعرف شكوتك .
اجابته بتوتر : أنابقالي فتره عندي صداع جامد جدا ، مابقدرش افتح عنيه من شدته ، وكمان مابعرفش انام ، ده غير خدر فى جسمي كله ،حاسه بخمول غير عادي ، عايزة انام وبس ومش بعرف انام من الصداع
أومي براسه بتفهم ، ثم وقف عن مقعده واشار إليها بان تجلس على الاريكه : اتفضلي معايا اطمن عليكي .
نهضت عن مقعدها وسارت الى حيث الاريكه ثم جلست اعلها ، ليتقدم ايمن بخطواته اتجهاهه وهو يجذب مقعد خلفه وضعه امام الاريكه ثم اخرج من جيب معطفه الطبي جهاز صغير (كشاف طبي ) سلط ضوئه القوي امام عينها اليمنى وبدء فحصها بدقه ثم انتقل الى العين الاخري وبعد عدة لحظات وقف عن مقعدها وطلب منها فرد ارجلها اعلى الاريكه ،نفذت مطلبه بعينين زائغتين تنظر له بقلق .
أحضر ايمن حقيبته الخاصه ثم اخرج منها جاكوشا طبيبا صغير الحجم وعاد إليها نظر لها بتسأل : مستعده ؟
هتفت باضطراب : مستعده اليه بالظبط وحضرتك هتعمل ايه بالبتاع ده
ابتسم بخفه وهو ينظر الى ما يحمله بيده : ماتخفيش ده طبي وبنفحص بيه العصب الحركي ، فحص مبدئي بس
وقف امامها وطلب منها فرد ارجلها ودق اعلى ركبتها بخفه ، ثم عاد يكرر فعلته تلك فى القدم الاخرى وطلب منها ثني ارجلها : حاسه بتعب دلوقتي
هزت رأسها بالنفي .
رفع قدمها بيده وعاد يتسأل : طب وكده مافيش أي ألم بتحسي بيه اسفل ضهرك
زفرت بضيق وهي تهمس پحده : لا أنا مابشتكيش لا من رجلي ولا ضهري حضرتك ,كل تعبئ الصداع يعني دماغي وبس
- طيب ممكن تهدى ،حضرتك متنرفزة ليه ؟ ده مجرد فحص سريري عشان اعرف التعب منين ، اتفضلي معايا أنا كده خلصت فحصت .
عاد يجلس خلف مكتبه وجلست جودي امامه تنتظر حديثة .
- أولا كده مافيش أي سبب عضوي لصداع اللى بتتكلمي عنه ,فحصت قاع المخ والحمدالله مافيش أي مشكله وكمان فحصت اعصابك الحسيه ومافيش بردو اي شي يستدع لقلقك.
- يعني ايه مش هتطلب مني أعمل اشاعات وتحاليل ؟
علت الابتسامة صغره : اشاعات وتحاليل ليه ؟ حضرتك مافيش أي شكوه عضويه ، اللى انتي حاسه بيه مجرد قلق نفسي ، واضح جدا انك عصبيه
قاطعته بانفعال : أنا بقول لحضرتك مابنمش وعندي صداع فظيع مابقتش قادره اتحمله
تنهد بنفاذ صبر : طيب ممكن نهدى بس عشان نعرف نتكلم
زفرت بضيق وهى تهتف : أنا هاديه خالص ، اتفضل حضرتك انا سامعه
همس بصوت هامس : لا واضح فعلا انك هاديه خالص
رفع سماعه هاتف مكتبه ثم اخبر الطرف الآخر باعداد كوب من عصير الليمون بالنعناع ليريح اعصابها ثم أغلق الهاتف ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل لها وهمس بصوت حاني :
- انسه جودي ممكن تاخديني على قد عقلي وتسمعيني للآخر
هزت رأسها بالايجاب .
- كويس اوي ، حضرتك مش محتاجه لدكتور مخ واعصاب ، أنا شايفك زي الفل ومافيش أي مشكله عضويه ،يمكن بقي تكون المشكله عندك نفسيه , اعرفي الاول سبب المشكله ايه عشان تعرفي تساعدي نفسك وتديني فرصة أنا كمان اساعدك
نظرت له بحزن ثم زفرت انفاسها وهمت بالتحدث لولا ان قاطعهم صوت طرقات اعلى باب مكتبه ليهتف ايمن بصوت عال يسمح لطارق بالدخول .
دلف شاب وهو يحمل بين يديه صينيه موضوع اعلها كوب العصير ثم وضعه امام جودي
وقبل ان يهم بالمغادره نظر لايمن بتسأل : أي اوامر تانيه يا دكتور
- شكرا يا محمد ، اتفضل انت
بعدما غادر الشاب , التقط ايمن المشروب وقدمه إليها : اتفضلي اشربي ده الاول وبعدين نتكلم
لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرها وهى تلتقط منه الكوب وتشكره وبدءت فى ارتشاف القليل منه ثم وضعته كما كان وهى تنظر له بقلق ثم همست بحزن : أنا قويه على فكره واقدر اتحمل أي مرضي ، ممكن تصارحني بيه عادي , أنا عندي کانسر مش كده ؟
جحظت عين ايمن پصدمه وهو يردد : کانسر ... ربنا يعافيكي ويعافينا ليه قولتي كده ؟
اجابته بحزن ونظرات عينيها تجوب پخوف : كل اللى انا حاسه بيه ،صداع مستمر ، ألم فى كل جسمي وخمول وارق وكل حاجه أنا فيها بتدل على ان عندي المړض ده وكمان ماباكلش ولو مامي ضغطت عليا فى الاكل ، يرجع الاكل تاني ، وعشان كده جيت لوحدي عايزة اتاكد الاول ،مش عايز اقلقهم معايا ..
شعر بمدا خۏفها وتاكد له بانها تعاني من ألم نفسي وليس جسدي ، انتظر الى ان انتهت من كل ما تحمله داخلها من حاله رهبه بسبب ذلك المړض التى وضعت نفسها به ، دون ان تتاكد من سلامتها ..
- أنا سمعتك للآخر ،ممكن تسمعيني بقى وارجوكي ماتقطعنيش وأنا بتكلم .
اومت له بالايجاب .
استطرد قائلا : أولا انتي سليمه جدا ومافيش أي شي يستدعي قلقك ده ، مافيش کانسر صدقيني وكل اللى فى دماغك ده وهم ، وهم بالمړض ، كل اللى انتي بتعاني منه مجرد إضطربات فى المزاج ، قلقك وعصبيتك وانفعالك المستمر ده وارد عنه الصداع المستمر ، وكمان الارق وقله النوم هو ده اللى بيخليكي مابتنميش ، انتي شكوتك مش عضويه يا جودي ، انتي بتعاني من حاله اكتئاب هى وصلتك انك تقنعي نفسك بالمړض ده , وعشان تتاكدي انك سليمه ومافيش أي مرض عضوي ،هبعت معاكي حد يعملك التحاليل والاشاعات اللى هتطمنك مافيش أي حاجه من اللى بتفكري فيه .
هتفت بضيق : يعني كل اللى انا فيه ده اكتئاب ؟
- وارد جدا , عشان كده بقولك شوفي المشكله فين وحليها
- أنا لايمكن اروح لدكتور نفسي
- ليه هو عيب يعني نتعالج من أي حاجه مضيقانا ومأثره على حياتنا
- لا العيب ان أثق فى دكتور وأمنه على نفسي وحياتي وهو يخون الثقه دي ويطلع غير امين بالمره ومش بس كده ،دة بيستغل مرضاه زى الدكتور المشهور اللى الميديا كلها بتتكلم عنه وفى الآخر متهم بقضايه مخله لشرفه كطبيب وك أب قبل مايكون طبيب .
ابتلع ريقه بتوتر فهو على علم بكل هذا ،ولكن بسبب ما فعله ذلك الطبيب الذي لا يمس بكونه طبيب وبشرف مهنته ،الا ان بسببه فقدت بعض الفتايات ثقتها باللجوء الى الأطباء والوثوق بهم .
زفر انفاسه بضيق ونهض عن مقعده : أنا هبلغ حد من التمريض يكون معاكي وهعملك شيك اب كامل عشان تطمني ومعادنا يكره زى انهارده هبلغك بالنتيجه وهعملك اقراص هتخفف الصداع وتخليكي تنامي وان شاء الله تبقي زى الفل ،بس أهم شيء بلاش العصبيه والانفعال .
بالفعل استمعت له وبعد ان حضرت الفتاه اصطحبتها الى معمل المشفى لعمل فحص شامل ثم بعد ذلك توجهت معها الى مركز الاشعه لكي تطمئن على صحتها الجسديه كما أخبرها الطبيب بانها لن تعاني من أي مرض عضوي وكل ما تشعر به ليس الا نفسي ،تنهدت بضيق عندما شعرت بانه محق وانها الان تعاني من حاله اكتئاب وكل هذا حدث معها بعد مقابله فارس لها وحديثها الأخير مع حسام أيضا ، الذي اوضح لها الصوره كاملة وواجهها بشخصيتها المغروره ،لذلك دخلت بتلك الحاله من العزله الى انها لم تعد تنم كما كانت ، داهمها الارق والكسل وعدم النوم ، الى ان سيطر الصداع على دماغها وجعلها تظن بانها تحمل المړض الخبيث ..
كان يشعر بالقلق على اصدقائه ، رغم انه غاضب من صديقه الاخر بسبب ما فعله ولكن داخله شعور بالقلق سيطر عليه بسبب تلك المهمه .
واثناء شروده ، أستمع لصوت طرقات اعلى باب مكتبه ، اعتدل فى جلسته ثم اذن بالدخول ، ليدلف احدي العساكر : تمام يا فندم ، فى واحده بره طالبه تقابل سعاتك وبتقول انها بنت الدكتور ثروت
تنهدت بضيق : خليها تتفضل
- حاضر يا فندم
بعد لحظات كانت تدلف الفتاه لداخل والحزن مخيم على صفيحه وجهها ، اشار إليها بالجلوس :
- اتفضلي
جلست بهدوء ثم رفعت انظارها تطلب منه برجاء : أنا اسفه على اللى حصل مني ،والله أنا كنت فى حاله صډمه مش قادره أصدق لحد دلوقتي
- أنا مقدر الموقف صعب أكيد عليكي
- هو ممكن اطلب من حضرتك طلب أخير ورجاء ارجوك اسمحلي أقابله ، محتاجه اقعد معاه اخر مره قبل ما نسافر أنا وماما
تفهم موقفها وسمح لها بالفعل بمقابلته وطلب من احدى العساكر بان يجلب له المتهم من محبسه ليلتقي بابنته ، ثم ترك لهم مكتبه لبعض الوقت ..
دلف ثروت مطأطأ الرأس ، يشعر بالخجل ولن يستطيع رفع عينيه والنظر الى إبنته..
نظرت له بحزن ولم تجد ما تقوله ،جلس ثروت امامها بصمت ، خيم الصمت على كلاهما الى ان قطعته بنبرتها الحزينه : ليه حضرتك عملت كده ؟
انسابت دموعها بغزاره وهى تنظر له تنتظر اجابته ، استطردت قائله وهى تهز رأسها بعدم استيعاب:
- مش قادره أصدق اللى بيحصلي ده ، حاسة أن فى كابوس ومش قادره اصحى منه ، قولي حاجه ارجوك أنا هنا عشان اسمعك مش قادره اتخيل ان حضرتك هنا فى قضيه زى دي ، ازاى فهمني حصل ده ازاى ؟ تعرف ان امجد فسخ خطوبتنا بعد اللى اتنشر فى الصحف والميديا .
كفكفت دموعها ثم أكملت حديثها : بصراحه عنده حق مش قادره أقول أن غلطان ،ده حقه طبعا بعد اللى عرفه وكمان عيلته أثرت عليه ينهي كل اللى بينا ، بس محتاجه اعرف ايه ممكن يوصل حضرتك لكده يا بابي ، كنت بفتخر بيك للأسف وفى اي مكان اتواجد فيه بكون فخوره وأنا بقول ده بابايا ومثلي الاعلى ، كل حاجه راحت فى لحظه ليه حضرتك وصلتنا لكده ؟ أنا هنا عشان اعرف اجابه لسؤالي يا بابي ارجوك دي اخر مره تشوفني عشان بنحضر أنا وماما للسفر مابقاش ينفع نقعد هنا بعد اللى حصل ، الناس كلها بتبصلنا بنظرات احتقار ومابقاش لينا وجود خلاص ، ماما قررت نسافر النمسا عند خالو ، هناك ماحدش يعرفنا ،بس أنا هنا عشان ابلغك بالقرار ده ومحتاجه ردك ليه عملت كده ؟ ازاي وصلت بنفسك لهنا محتاجه مبرر واحد يديك الحق على اللى عملته .
رفع مقلتيه بحزن وهمس بصوت منكسر : مامتك السبب ،بعدت عني بعد ۏفاة هنا اختك وبقيت واخده جانب لوحدها وحزينه طول الوقت ، حاولت اقرب منها ونعدي اذمتنا سوا بس هي فضلت البعد ، حسيت نفسي لوحدي ومحتاج حد يسمعني زى ماانا بسمع كل الناس ، عارف ان لاجئت لطريقه غلط ، بس فجأة داخلت الدايره دي زى الادمان كنت بنشد ورا نزواتي ،بعدها عني وتقصيرها حسسني ان مابقاش ليه دور فى حياتها يمكن كنت فى حاله نزوة ، ضعفت زى أي حد ماممكن يضعف تحت أي ظروف وأنا الظروف كانت قاسيه عليا اوي بعد مۏت هنا ، قلبي بقى مېت وبقيت أعمل اي حاجه عشان انسي مۏتها قدام عنيه ومش فى ايدي حاجه اخفف بيها ۏجعها ، كنت بمۏت فى اليوم مېت مره لحد ما حاولت اتعايش مع حياتي لاقيت نفسي دوري كطبيب نفسي اساعد كل حاله تجيلي تطلب المساعدة ، بس ڠصب عني انساقت لمتطرق تاني خلاص فى علاقتي كطبيب ومريض .
قاطعته پغضب : بس كفايه مابقتش قادره اسمع اكتر من كده ، بتتهم ماما السبب عشان حزينه على مۏت بنتها ، هي دي وقفتك ومواستك ليها ، هي اللى ماټت دي مش بنتك أنت كمان ،بدل ماحضرتك تفضل جنبنا بعدت ،كنت ممكن أقبل اي حاجه تانيه غير اللى عملته ده ، دي چريمه ولا نقول جرايم يا دكتور ، تحرش ومحاولات اڠتصاب وابتزاز ،كنت بتصور ضحاياك يا دكتور عشان تبتزهم ، ليه كل ده كان ممكن تروح تتجوز كنت ممكن أقبل تتجوز لكن الحاجات المخله بالشرف يا دكتور ده لا يمكن حد يقبلها ، أنا بابايا ماټ للأسف ، حضرتك هدمت كل حاجه حلوه جوايا ،اخر طلب ماما بتطلبه منك ،تطلقها عشان نسافر مابقاش لينا وجود هنا خلاص .
نظر لها پانكسار : حاضر هنفذ طلبها واكلم المحامي يخلص الإجراءات بس محتاج اسمع منك كلمه واحده بس ،انك مسمحاني يا لما ، أنا دخلت فى حاله من اللاوعي بعد ۏفاة هنا اختك وماعرفش ازاى وصلت للى أنا فيه ده بس فجأة لاقيت نفسي مدمن زى أي حد ممكن يدمن حاجه وماعرفتش اعالج نفسي ، صدقيني حاولت بس مانجحتش كان الشيطان بيصور ليا كل حاجه قدامي ، كان عندى يا بنتي هلاوس سمعيه وبصريه ، صدقيني يا بنتي اللى حصلي ده كان ڠصب عني ، أنا خلاص هتعاقب وهاخد جزائي بس اخر حاجه بطلبها منك تسامحيني أنا مش عارف عملت فى نفسي وفيكي كده ازاي
تألالات الدموع داخل مقلتيها وهمست بصوت ضعيف منكسر : نفسي اسامحك بس مش قادره بابا ماټ ،واعتبر لما كمان ماټت مع هنا
ركضت بخطواتها السريعه تغادر الغرفه والدموع تتساقط دون توقف الى ان استقلت سيارتها وانطلقت فى طريقها الى منزل والدتها للاستعداد للسفر خارج البلاد ، فلم يعد لديها قوة على تتحمل نظرات المجتمع لها بعدما اقترف والدها ذنبًا لا يغتفر ...
_______
مازال متسمرا مكانه ينظر لتلك الاشلاء التى تبقت من إڼفجار السياره بحزن عميق والدموع تنساب دون توقف ، ربت اخر على كتفه وهو يهمس بحزن : البقاء لله يا قاسم ،شد حيلك عشان توصل الخبر لسياده اللواء اكمل سلام ، لأنه عمال يتصل بيك وبيه أنا كمان بس مش قادر ارد عليه مش عارف اوصله الخبر ازاي .
نظر له بعينين محمره اثر الدموع وهمس بتماسك : انور كمل انت شغلك والمطلوب منك ؟ فتش أي عبارة داخل الميناء
هز راسه نافيا : للأسف يا قاسم مافيش ولا عباره دخلت ميناء السويس وفى اخباريه جت ان العبارات اللى تخص شركه الحديدي استقرت فى بيروت وده بياكد اللى حصل لحسام بفعل فاعل واكيد سامي دبر للخلاص منه بعد ما كشفه
نهض من مكانه وهتف پغضب : وربنا ماحد هيخلص عليه غيري ،وهاخد روحي باديه بس بعد لم اكمل مشوار حسام وانفذ وصيته ،انور بلغ المعمل الجنائي محتاج تقرير فوري عن عربيه حسام محتاج اتاكد حسام فعلا كان موجود فيها ولا لا
أومي براسه بالايجاب ثم انصرف ليصدح رنين هاتفه ، اخرجه من جيب سترته بتوتر لينظر الى شاشته ثم استرد انفاسه ليجيب على صديقه
بعدما فتح المكالمه أستمع لصړاخ الآخر :
- انت يا بني طمني وصلت لحسام ولا لسه ، والوضع عندك ايه ؟
ابتلع ريقه بتوتر وهمس بحزن : للأسف يا فارس وصلت لحسام متأخر
هتف الأخير بانفعال ؛ يعني ايه متاخر يا قاسم انطق ؟ حسام جراله حاجه ؟
- عربيه حسام اڼفجرت زى القنبله وحسام جواها
لم يستوعب بعد ما يقصه عليه صديقه : انت بتقول ايه ؟
- البقاء لله يا فارس وبلغ سياده اللواء باللى حصل ، أنا مش راجع القاهره دلوقتي
أغلق الهاتف مع صديقه بعد أن انهى جملته ، اما عن فارس فهوى بجسده اعلى المقعد وظل ينظر للفراغ بعدم تصديق ليتفاجئ باللواء اكمل يقتحم مكتبه وعلامات القلق مرسومه على قسمات وجهه وهو يهتف بصوت عال : اتصلي بقاسم حالا ، البيه مابيردش على مكالماتي وحسام موابيلاته لسه مقفوله وده قالقني جدا
ابتلع ريقه بتوتر ونهض عن مقعده ليسير بخطواته الواسعه ثم وقف امامه ينظر له بحزن وهمس بصوت خاڤت وهو يشدد على كتف اكمل : شد حيلك ،البقاء لله ،حسام اسټشهد ..
جحظت عين اكمل پصدمه وانقطعت انفاسه ومازال يحدق بفارس پصدمه لا يريد تصديق ما يقوله ،وقبل ان ټنهار قواه جذبه فارس واجلسه اعلى الاريكه ثم ركض ليحضر له كوب من الماء ثم قربه من فاه لكي يرتشف القليل ولكن رفض اكمل وهز راسه نافيه وهو يهمس پألم : كان قلبي حاسس ان مش هشوفه تاني ،ابني ماټ يا فارس
- كلنا هنرجع حق حسام ، الشهيد مابيمتش هيفضل عايش جوانا وهنفذ وصيته ونخلص البلد من ماڤيا الحديدي
اُغرقت عيناه بالدموع ونظر لاعلى يناجي ربه بقلب منفطر على فقدانه لابنه الذي لم يلده : ربي لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف بي ،، ان لله وان اليه راجعون ، اللهم اجرني فى مصېبتي واخلف لي خيرا منها ..
داخل مشفي الرمد للعيون ..
كانت تقف امام غرفة العمليات تنتظر خروج والدها فهو الان يجري العمليه التى طال انتظارها منذ أن فقد بصره ،، ظلت تناجى ربها وتدعي لوالدها بان يسترد بصره ويتم شفاءه وان يظل جانبها فهى لم تقدر على فقدانه ...
اما عن الصعيد ..
فكانت تشعر بالقلق ولم تشعر بالراحة وهى بمكان وهو بمكان اخر ،، وجدت نفسها وحيده بدونه رغم وجودها بين عائلتها الا انها تشعر بالوحده ،، وجدت نفسها تلتقط الهاتف تريد سماع صوته والاطمئنان عليه وقبل ان تضغط زر الاتصال تتراجع عن قرارها لتترك الهاتف جانبها بضيق .
مددت جسدها اعلى الفراش وعندما وقعت عينيها على صورته الموضوعه اعلى الكومود وجدت نفسها تبتسم له ثم اغمضت عينيها والابتسامه مازالت اعلى ثغرها لتعاود فتحها باتساع وتنهض من الفراش عندما شعرت بوخذة داخل صدرها ، وضعت كفها اعلى صدرها تتحسس نبضها الذي يزداد بقلق ، التقطت الهاتف دون تردد وهمت بالاتصال ..
انتقل خبر ۏفاته للجميع وخيم الحزن على كل من عرفه وعمل معه وعندما انتقل الخبر الى عائلته التى تكفلت به واصبح فردا منها ، لم تتحمل احلام ذاك الخبر لتفقد وعيها وتنقل الى المشفى فقد داهمتها نوبه قلبيه حاده وجلست جودي بجوار والدتها تحاول التماسك وداخلها نيران تشتعل بسبب خسارتها لشقيقها الذي كان مثابه كل شئ لديها ، كان الأخ والسند والصديق ،منذ ان دخل حياتها واصبح أهم شخصا بها ، كان القريب لقلبها ، مرايتها التى تراء بها اخطاءها ، كان الناصح الامين ويفهمها دون حديث ، فهي طفلته التى نشأت على يده وهو من زرع بها الثقه وقوة الشخصيه ، الى اين ذهب الان بعيدا عنها ، فهى مازالت بحاجته لماذا تركها الان تتخبط بتلك الحياه الظالمه التى حرمتها منه ...
يالى فرقت الدنيا كان بدرى الوداع
وطلعت فوق بعيد عن الزيف والخداع
وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنا يكون عمرى فداك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
اه اه اه اها ها
يالى مشيت من غير ماحتى نقول سلام
هفضل على عهدك كأنى معاك تمام
مين الى قال البعد بينسى الحبايب
تعالى شوف حبى وشوف قلبى الى دايب
وحشى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنا يكون عمرى فداك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
مين بعد منك هيدوينى فى يوم جروحى
مع السلامه يا حبيب قلبى وسلام
ياريت تزرنى كل ليله فى المنام
وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك
فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك
وكنت اتمنى يكون عمرى معاك
دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك
يعنى بحلم بس اعيش لحظه معاك