رواية رومانسية رائعة الفصول من الثالث الثلاثون للخامس وثلاثون
بجد.....قول غير كده...
ضحك على جملتها وهو يأكد جملته بابتسامة جذابة...
ااه.... ولله....
همست بمشاكسة...
مش مصدقه.....
وهو يقول بمشاكسة....
خلاص تعالي اثبتلك.....
.....
فاقت من ذكرياتها على نسيم الهواء البارد الذي رفرف شعرها الأسود للخلف فجعل من هيئتها الفاتنة
اكثر جاذبية وجمال..... عانقت نفسها بتلقائية
عدلت عنق الكنزة قليلا على رقبتها لتشعر ببعض الدفئ برغم من البرودة التي لا يتحملها جسدها إلا
انها من عشاق هذا الجو ومهم احل بها لن تتنازل وتترك هذا الجو المتألق بالشتاء بمفرده دون ان
تذوب بتأمله أكثر....
وقفه كدا ليه.....الجو برد ادخلي جوا.....
هزت رأسها بحنق وقد تجمع ڠضبها منه من جديد...
مش عايزه أدخل.......
اعتدلت في وقفتها تنظر له واصبح ظهرها مستند على حاجز الشرفة وهي تسأله پغضب به لمحة
الغيرة المچنونة....
معناها اي النظرة والغمزة اللي عملتهم ليا تحت دي.....
معناهم اي......عادي يعني حبيت اقولك انك زي القمر النهاردة......
اشتعلت عينيها بالغيظ وهي تقول....
لا مش دا قصدك....انت بصتلي كده بعد ما اخت حاتم حكت انها منفصلة....
استند على حاجز الشرفة بجوارها لكنه يقف يتأمل المكان أمامه ثم رد عليها بفتور متجاهل النظر لها..
مش فاهم....
عدلت وقفتها وهي تنظر لها بضيق...
قال بصلف بارد...
وانتي شيفاني قعد ادلل....مع اني مش محتاج
ادلل......وبعدين انا شامم ريحة غيرة.....يكونش غيرتي رأيك وقررتي تشيلي تاج النكد من على
راسك وتركزي معايا شوية.....
تشدقت بانزعاج....
تاج النكد....لا مش هشيله ومش هركز معاك..
بتافف وغيظ وظنت انه سيلحق بها ككل مره
ولكنها تفاجئت به يرد ببرود وهو ينظر للمكان الخاوي أمامه.....
مأنا كده كدا هعمل اللي هعمله مش مستني الأذن...
رجعت إليه وهي تقف خلفه بحنق...
يعني اي هتعمل اللي انت عايزه.... انت هتجوز فعلا...
الله هو مين اللي شار عليا غيرك يابنت الناس...
ومين العروسة...... إسراء.....
قال باستفزاز لها...
اي عروسة.... انتي اي رأيك...... اتجوز ولا افضل عزابي كده دايما.....
لفظت بانزعاج خلف ظهره....
انت مستفز....
استدار لها والتقط عينيها بقوة وهو يقول بجزع...
وانتي مجنونه.... ومش عارفه تحددي انتي عايزه اي بظبط.... عيزاني ابعد ولا أقرب.... تقدم منها
ووقف امامها ينظر له بقتامة اعين بها من الحنين
نهر يرويها ومن العتاب والشجن بحر يمحيها ...
اسلبت عينيها وهي تقول بشجاعه زائفة...
عيزاك تبعد.....
مسك ذقنها ورفع وجهها إليه بلطف وهو يقول...
قوليها قدام عيني عشان اصدقك....
مش لازم....
قال ببساطة....
خاېفه اشوف كدبك....
دققت النظر به اكثر وظلت تتأملة للحظات... قد آثر عليه البعد وظهر بوضوح على ملامحه وجسده... خسر بعضا من الوزن اصبح اكثر صلابة... وجهه
بهت لونه وفقد ذرة الحياة.... عينيه قاتمة
غاضبة دوما لا تعرف منها هي ام من نفسه...لحيته البنية زادت عن السابق وثقلة اكثر من الازم لم تراها هكذا يوما.......تغير شكله بها قليلا لكنه جذاب جاذبية
تهلكها وتلقيها على شاطئ مهجور يحكى ان النجاه
....
بلعت ريقها وهي تبعد عينيها عنه بصعوبة....
سألها بهدوء سكته ليه....
هزت رأسها وهي تقول.....
عايزني اقول إيه....
تعمق بعينيها بامتلاك...
قولي اللي بتفكري فيه.....
قالت باستنكار.....
مش لم تقول الأول انت بتفكر في إيه.....
اللي بفكر فيه مينفعش يتقال ينفع يتعمل بس...
.....
انا مش فاهمه حآجه.....
لاحت على محياه ابتسامة غريبة التعبير وهو يرد عليها بمكر....
تحبي افهمك من غير كلام اي اللي بفكر فيه من ست شهور فاته.....
عينك ڤضحاكي ياوعد....ومهم قولتي وعملتي عينك بتقول غير كده....انتي عيزاني زي مانا عايزك... انتي عيزانا نرجع زي الأول بس بتقوحي....
ترددت وهي تحاول الفرار منه....
مش صحيح..... بيتهيالك.....
.....
ودا كمان بيكدب...... دقات قلبك دي إيه... خوف مثلا مني....
ابعد ياعمرو.....
وجدته وهو يقول پغضب أعمى...
مش هبعد غير لم اثبتلك كلامي.. مش هبعد غير لم اكسر كبريائك وعرفك ان انا وانتي كيان واحد ومينفعش يكون في بينا كل المسافات دي.......
عمرو عشان خاط..... قاطعها وهو يقول بنفاذ
صبر.....
عشان خاطري انتي كفاية..... كفاية ياوعد....
ابتعدت عنه بقوة .....
حملت ابنها بين ذراعيها بحنان وبدات تهدهد
به برفق حتى يحاول النوم مرة اخرى... واثناء وقوفها وتركيزها مع صغيرها سمعت باب الغرفة يغلق بقوة بعد ان خرج منه عمرو غاضبا.....
يبدو انه قد أصابه الملل من دلالها المتزايد عليه
ويبدو انها اصبحت مترددة في رجوع إليه خوفا
من چرح وظلم اخر على يديه... لكن لم يكن الفراق بينهم الحل فهي جربت وفشلت في البعد وكبت مشاعرها نحوه.... وهو أيضا حاول ان يجاريها كل تلك الأشهر وأيضا بل جدوى يريدها ان تعود إليه وترجع الحياة والحب بينهم لعهدهما السابق ....... هل يطلب المستحيل.....
جلست على حافة الفراش وبدات باطعام
طفلها.............