رواية جامدة قوية الفصول باقي اثنان وثلاثون والثالث والثلاثون
المحتويات
ان تعلم ما يقال
...............................
حل الظلام
وغابت الشمس
وبعد نهار طويل
غادر المدعوين
لم يتبقي سوا العائلتين فقط
ظلت تجلس كما هي تشاهد انصراف الجميع
الا ان شاهدت سحر تقترب منها تحمل ليان وهي تقول احنا نازلين يا هبه
عايزه مننا حاجه
هبه بإبتسامه تسلمي حبيبتي ربنا يخليكي
وبعدين ننزل علطول
اكملت سحر بهدوء تحبي البنات يساعدوكي
هبه بتأكيد تسلمي حبيبتي
هستني ماما
اومئت لها قبل ما تغادر مع عائلتها للأسفل
اقتربت منها اسماء وخلفها زوجها شريف
لتردف ايه رأيك انزل الولاد
الجو بدأ يبرد
انا نزلت يحيى لما الجو سقع ينام تحت
والولاد كمان خلينا ننزلهم
بس انا مش لاقيه ماما
معرفش راحت فين
اسماء مش عارفه
ولم تكد تكمل حديثها وهي تري ولاء تاتي نحوهم
هبه بقلق كنتي فين يا ماما
ولاء بإبتاسمه هنا هكون فين
واكملت
تعالي يا اسماء ننزل احنا الولاد
وأكملت وانتي هاتي الشنط والهدايا
تطلعت لها بستغراب وهي تقول طيب اساعدكم
وبعدين ابقي اطلع اجيب الحاجات
احنا هننزل بيهم
وانتي حصلينا
اومئت لها بهدوء وهي تراها
تحمل مليكه
وحملت اسماء ملاك
وشريف يحمل الصغيرين حسن وحسين
.
..
وقفت ترتب الهدايا ف علبها الخاصه بشرود
الا ان انتهت اخيرا
التفتت لتغادر
وما ان لبثت ان شهقت بخضه
وهي تري يحيى يقف خلفها
سقطت بضع حقائب من يدها بتوتر
لتنحني تحملها وهو يساعدها وهي تقول محستش بيك
قالتها وهي تلتقط منه الحقائب
لكن الغريب انه لم يرد
بل ظل فقط ينظر لها
نظرات غريبه
لم تكن كنظراته العاديه
هذه مختلفه
بها لمعه غريبه
كسعاده خافته تخشي الظهور والإفصاح عن نفسها
وهي تردف بخفوت يحيى
انتظرت رده بلهفه
لكن ما لم تتوقعه
هو ان يجسو امامها
يخرج من جيب بنطاله علبه مخمليه صغيره
ليظهر ما بها
وكانت دبله ذهبيه رقيقه
وهو يهمس بحب بكل مشاعر العالم بحبك
واكمل بعشق تتجوزيني يا هبه
اتسعت عيناها بشده وشعرت بجسدها يرتجف بقوه وهي تنظر نحوه بذهول
وظلت هكذا تحاول ان تستوعب ما قاله يحيى للتو
وقبل ان تسأله ان يعيد ما قاله
همس ممزاحا اياها هنفضل كثير كده
لو كان المكان غير المكان لضحكت
لكنها همست پخوف عاشقه تخشي ان يتضح ان ما يحدث ليس سوا حلم من احلامها الورده قلت ايه
هنا نهض يحيى
يقترب منها اكثر
يميل للامام قليلا
حتي اصبح مقابل وجهها
يتطلع الي ملامحها المحببه الي قلبه
وعيناها وكم يعشقهم
ليهمس بعد فتره بعشق وصدق بحبك
ويمكن الحب مجرد كلمه بسيطه عن مشاعري ناحيتك
يمكن وصلت للعشق
يمكن وصلت لأكثر
يمكن انا مش خبير في الكلمات ولا الشعر
بس اسمحيلي اثبتلك بالافعال
واكمل بعيون لامعه ماكره واثباتي هيكون غير
تخضبت وجنتاها وهي تشعر بالكلمات تفر بعيدا
الا انه اكمل تتجوزيني
تلك المره همست اتجوزك
وتلك الهمسه كانت كافيه بل اكثر
وهو يبتعد ينظر لها بعشق يتبدد بكل لحظه
وهنا وبتلك اللحظه
صمتت الافواه
وتحدثت العيون
وكان اجمل حديث
قبيل الفجر
في احدي المستشفيات الخاصه بالسجن
وتحديدا باحدي العنابر
كانت محمد مسطح علي فراشه نائم كالعاده
وهل هناك غير النوم ليفعله
فهو عاجز
عاجز عن كل شي
ان ياكل
ان يشرب
ان يقضي حاجته
ابسط الامور لا يستطيع ان يفعلها
حتي النظافه الشخصيه يفعلها له احد الممرضين علي مضض
ولم يكف عن سماع التوبيخ يوم بعد يوم
اصبح لا يعد الايام
فكلها مشابهه
نفس الالم والعجز وكسره النفس
اغمض عيناه بقوه
وهو يفكر في شقيقه القذر احمد كم يكره
كم يحقد عليه
حينما هو مسطح عاجز لا حول له ولا قوة
اخاه يعيش اجمل ايام حياته
وهو يحتفل باطفاله هؤلاء الذي كان يشمت به انه لم يرزق بهم
وكان يجبر حنان علي الحمل فقط ليري احمد انه يستطيع بينما هو لا
والان انقلبت الادوار
والسعاده اصبحت من نصيب احمد
والتعاسه من نصيبه هو
هو وحده
فتح فمه ليقذف دعواته علي الجميع
حنان
فيروزه
اطفاله
حتي احمد عسي ان ېحرق الله قلبهم
ويذوقو المرار
لكن وقبل ان يلقي دعواته
انتفضت راسه وهو يشعر بشي يوضع علي فمه يكممه
فتح عيناه بسرعه وړعب اذداد وهو يري الواقف امامه
لا لا
حسين
شقيق شيماء
.................................
اتسعت عيناه اكثر
وهو يراه يقف امامه بكل هدوء
لكن نظراته كانت لا تمت للهدوء بصله
كانت ۏحشيه
عيون حمراء دمويه
كأنه لم يذق طعم النوم منذ فتره طويله
ابتلع ريقه بړعب وخوف شديد
حاول الصړاخ
لكن ذاك اللاصق اللعېن فوق فمه منعه
اراد التحرك
ان يهرب
لكن الي اين
وهو عاجز
رمش بعينه بړعب يكاد يزهق روحه
خاصه في هذا الهدوء
فقط هدوء
والاخر مستمتع بل يتلذذ بالړعب المرسوم علي وجهه
لم يبدو عليه التعجل
بل كان ساكن كأنه يستمتع بكل لحظه
دب الړعب في اوصاله اكثر واكثر
كانه ينتظر اي رد فعل
اي شي
الا ان شاهد
انفراج شفتيه في إبتسامه مخيفه
اظهرت اسنانه المغلقه المضغوطة كانها ستكسر
كان هذا الهدوء يتبعه عاصفه مريعه
ستقتله
ستحرقه حتما لا محال
وصوته يهمس اخيرا بشړ كنت فاكر انك فلت مني
واكمل وهو يقترب منه بشده تبقي غلطان
غلطان جدا كمان
انا بس سبتك تدوق الذل شويه
تدوق من الي اختي داقته
ولو ان
متابعة القراءة