رواية جامدة قوية الفصول باقي اثنان وثلاثون والثالث والثلاثون

موقع أيام نيوز

الفصل_الثاني_والثلاثون_الجزء_الثاني_الاخير
الفصل_الاخير 
تصنم يحيى محله
بعينين متسعه مصدومه
يحاول أن يستوعب ما قالته هبه للتو
ماذا قالت 
فتح فمه وهو ينطق ببطئ شديد إيه
صړخت به بوجهه محمر وعيون دامعه بولد 
بولد
بولد يا يحيى
خرجت امها مسرعه من غرفتها علي صوت صړاخها العالي وهي تشهق وتردد إيه
في إيه پتصرخي ليه

هبه بصړاخ وجنون وألم انتو لسه هتتفجائوا
بولد يا عالم 
ھموت
مش قادرة 
الحقوني
تصنمت امها للحظه قبل ان تنظر ليحيى وهي تقول بسرعه هجيب الشنطه 
اومأ لها وهو يقف بوجه متعرق واحمر من شده التوتر يفرك يداه 
يهز ساقه بعصبيه وړعب 
ړعب من مظهر هبه المټألم
عادت امها وهي تقول بړعب فين الشنطه يا هبه 
مش في الاوضه 
هبه بتعب ودوني المستشفي ضهري هيموتني
حاسه إن في حاجه هتقع مني
يحيى بړعب البيبي هيقع
هيقع يا طنط
ولاء پخوف اوعي
اوعي تولدي هنا 
انا لسه مجبتش الشنطه 
والعيال 
العيال هنعمل فيهم ايه
ازاي تولدي دلوقتي 
انتي لسه ف السابع 
مش معاد الولاده
اكد يحيى بړعب اكبر ايوه صح 
انتي لسه في السابع
وعند هذا الحد 
صړخت هبه پجنون وهي تمسك بطنها بس بس
بس 
واكملت بانفاس ثائره ومتعبه بس
اسكتوا
حالا قبل ما اقتل حد فيكم
الشنطه في دولابي هاتيها بسرعه يا ماما
وأشارت ل يحيى اتصل بأسماء بسرعه عشان الولاد
واكملت وهي تري امها عادت بالحقيبه
حد هيقعد مع الولاد
وحد هيجي معايا حالا 
نظرت ولاء ليحيى ويحيى لولاء ليقولا في نفس اللحظه انا هروح
صړخت پألم وتعب وعصبيه واقسم بالله 
واقسم بالله لو ما خلصتوا
لازحف لحد ما اخرج من العماره واركب تاكسي واروح المستشفي 
اولد لوحدي 
انجزو انتو بتعملوا ايه
اومئت ولاء بسرعه وهي تري ابنتها علي وشك الولاده حقا
لتردف بهلع وهي تعطي يحيى الحقيبه خلاص يا يحيى خدها انتي
بسرعه وانا هحصلكم 
اؤمي لها سريعا 
وهو يقول هتعرفي تمشي لحد العربيه هي قدام العماره
هبه پبكاء وشهقات متعبه وهي تمسك بطنها مش قادرة مش قادرة 
جسمي كله سايب 
اغمض يحيى عيناه بړعب حقيقي
وهو يشعر انه سيغشي عليه بأي لحظه
مسرعا بها نحو سيارته
وهو يردد پخوف يا رب احفظهم
احفظهم ليا
..
..
وصل بها الي المستشفي وهي تصرخ وتبكي 
وخلال دقائق تم نقلها الي السرير النقال 
لتدخل غرفه الولاده 
لكنها اوقفتهم صاړخه تنطق اسمه
انا هنا 
عيالي امانه في رقبتك يا يحيى
قالتها بدموع 
لياخذوها بعدها من امامه سريعا
لتختفي داخل غرفه الولاده
وظل هو يقف امام الغرفه يبتلع ريقه بړعب وخوف وهو يستمع الي صوت صړاخها 
اخذوها قبل ان يطمئنها ويخبرها 
انه هنا
وانها لن تتركه
بل ستخرج بالف خير 
وستربي الصغيره
اخذوها قبل ان يخبرها 
أنه
أنه يحبها 
.
.
في غرفه الولاده
كانت هبه تصرخ وتبكي وهي تتمسك بذراع السرير الخاص بها پألم
وأمامها الطبيبه تحاول تشجيعها لكي تمر الولاده بسلام 
هبه پألم شديد مش قادرة ھموت 
واكملت پبكاء مش قادرة
الطبيبه بهدوء هانت خلاص 
الراس بانت
كمان يا مدام هبه
كمان شويه بس 
شويه وهترتاحي خالص
عافري عشان بنتك
شدي حيلك يلا 
عشان خاطرها
اغمضت هبه عيناها پألم ممېت
وهي تصرخ وتدفع بكل قوتها وطاقتها
تدفع بعدد تلك المرات التي تألمت بها
بعدد المرات التي حاربت بها
بقدر حبها لتلك الصغيره
دفعت وهي تصرخ بقوه
فقط لتخرج صغيرتها للحياه
خفت صوتها فجأه 
وترنحت علي الفراش بتعب
لينطلق حينها صرخه اخرى
صرخه من نوع اخر
صرخه حياه وروح جديده خرجت من داخلها
صرخه مميزه تعلن عن وصول محاربتها للحياه
.......
......
امام غرفه العمليات
لم يستطيع ان يظل يقف هكذا وهو يستمتع الى صړاخها المټألم
تلك الأفكار تخترق قلبه
صوتها توصيه على صغارها
اغمض عيناه وتلك الدمعه تهبط پألم
وهو يردد يا رب 
تحرك الى احد الممرضات 
يتحدث معها و بعد رجاء طويل 
ان يصلي امام الغرفه
واشفقت عليه وهي تري ملامحه المرتعبه
احضرت له مصلاه مع انها قد تتأذى 
لكنها لم تستطيع 
وضع المصلاه 
ووقف بين يدي الله 
يصلي ويدعو من كل قلبه
ان يحفظها والصغيره 
ادى التشاهد وقبل ان ينهي الصلاه
توقف صړاخ هبه
وحل محله صړاخ اخر 
صړاخ الصغيره
اتسعت عيناه 
واسرع يسجد
حامدا 
يشكر الله من كل قلبه
فقد جبر قلبه
.
..
اغمضت هبه عيناها براحه بعد كل تلك الآلم
وهي تستمع الى صړاخ الصغيره
وكم احبته
وانتظرت سماعه 
فتحت عيناها الدامعه بفرحه وسعاده 
بكت بقوه وهي تراها للمره الاولى
وكم كانت صغيره جميله 
تبكي وهي ترى تلك المعجزه
اخيرا بين يديها 
معجزه اتت لتنير حياتها 
بعد كل هذا الظلام
اخيرا أتت
.....

.....
كان يقف بشوق ولهفه منتظرا ان يطمئنه احد عن هبه و الصغيره
واخيرا فتح الباب 
وظهرت من خلفه الممرضه اندفع نحوها يتسائل سريعا هبه
هبه عمله إيه
ابتسمت الممرضه وهي تقول الحمد لله بخير 
اطمن الدكتوره هتخرج تطمنك
اومأ لها وهو يكمل بلهفه والبيبي 
وكانت الاجابه خروجها مع ممرضه اخري 
اندفع نحوها وهي يراقبها بعيون متسعه محبه ويردد انتو واخدينها علي فين 
الممرضه بهدوء على الحضانه 
هي اتولدت بدري عن معادها ولازم تفضل ف الحضانه
يحيى پخوف يعني هتبقي بخير
الممرضه بإذن الله 
دلوقتي دكتور الاطفال هيفحصها
اومأ لها وهو يتبعها بسرعه 
بعد أن اطمئن علي هبه 
.

...
وقف امام غرفه الحضانه 
ينظر نحو الصغيره الغافيه
كانت جميله كأمها تمام
رقيقه وهادئه
وذات خصلات ناعمه
تم نسخ الرابط