الساعه الثانيه بعد منتصف الليل نجدها لازالت متيقظه وتقف باكيه أمام خزانتها وتضع ملابسها بحقيبه صغيره....ماذا تفعل تلك....أستهرب!...لا أنا غير مصدقه....ماذا انتي بفعاله ي فتاتي....نعم سأهرب....ألا ترين أن الكل تخلي عني....حتي الذي ظننت بأنه سندي تخلي عني هو الأخر....لا أعرف لما....لقد وعدني بأن يكون بجانبي متي أردته وأن يحميني من شړ تلك الذئاب....ولكن ماذا فعلت أنا الآن بكل تلك الوعود....لقد تركني وأنا في إحتياجه....لما خدعني....هل سئم مني ومن مشاكلي....أعرف بأنني دائما ما أضعه في مواقف هو في غني عنها....لذلك أنا لا ألومه علي تجاهله لي....لأنني أثقلت عليه كثيرا....ولكن من بعد هذه اللحظه لن أطلب منه المساعده مهما كان ومهما حدث لي....سأترك لكم كل شئ وأذهب....لقد سئمت منكم جميعا....لا أحد يشعر بي....لأحد يفهمني....بل والأسوأ لا أحد يحبني....كم أتمني الآن أن أموت....فالمۏت أهون عندي مما أنا فيه....لقد أذيتم روحي كثيرا....هل لديكم فكره كم أصبح قلبي مهشما من الداخل....هل تعرفون كم القهر والإنكسار الذي أشعر به....ولكن ماذا أقول....فمن أنا لينتبه لي أحد....فأنا لست ضمن إهتمامكم....لست أطمح بالكثير....فكل ما أريده هو مساحه صغيره لي من حياتكم....حبكم....تفكيركم....فهذا يكفي....وانا راضيه بذلك .
ولكن للأسف حتي تلك الأمنيه بالرغم من ضآلتها حرمتوني منها هي الاخري....كم أتمني أن أشعر بأن احدهم يحبني حقا....أن أشعر في جاره بالأمان....الذي أفتقده دوما....أنسيتي نفسك أم ماذا....يبدو أنك تماديتي في أحلامك....لقد أغلقت كل السبل أمامي....ولم يبقي لي خيارا سوي ترك هذا المنزل....تمهلي ي حسناء....فلأين ستذهبين في تلك الساعه المتأخره....لا أعرف....ولكن لن أتراجع مهما حدث....لقد حان الوقت لكي أواجه مشاكلي بمفردي....لن أعتمد علي أحد بعد الآن....فجميعهم مذيفون ي عزيزتي .وبعدما إنتهت من إعداد حقيبتها وأخذ كل ما يتعلق بها....سارت إلي خارج غرفتها علي أطراف أصابعها إلي أن أصبحت أمام الباب....وهنا سمعت صوت خطوات أحدهم بالخارج....يبدو أنه أخيها....فتراجعت سريعا إلي غرفتها وأخفت حقيبها ثم نامت وكأن شئ لم يحدث .أما الأخر فقد أحس بحركه خفيفه في الداخل....ففتح الباب سريعا وأخد يفتش البيت حجره حجره....فظنونه أوحت له بأن تلك الحركه ربما تكون لسارق اقتحم المنزل....وبعد جوله دقيقه في المنزل تأكد بعدم وجود شئ يدعو للقلق....ذهب لغرفته .كانت حسناء تكاد ټموت ړعبا....لقد ظنت بأنها ستكشف....وبذلك تكون قد كتبت سطور النهايه بنفسها....ولكن الله أراد مساعدتها والوقوف جانبها .
ظلت هكذا تدعي النوم لفتره....ثم خرجت ثانية ولكن تلك المره ذهبت لتطمئن بأنه قد نام....وبمجرد أن تأكدت من نومه....توجهت إلي غرفتها وأخذت حقيبتها وسارت علي أطراف أصابعها وصولا إلي الباب ومن ثم إلي خارج البنايه بأكملها....وهنا بدأت حيرتها فإلي أين ستذهب....ماذا!....ألا تعرفين وجهتك!....اذا لما هربتي....ماذا كنتي تريدني أن أفعل....الهروب هو الخيار الوحيد امامي....أعندك حل آخر....هيا أخبريني....لما لا تجيبي....لقد باعني الجميع....لقد تخلوا عني....فإن بقيت أو ذهبت ففي كلتا الحالتين قد ضاع مستقبلي....ولكن الهروب عندي أهون من الزواج بذلك البلطجي تاجر المخډرات....ولكم أن تتخيلوا كم الإشمئزاز والقرف الذي أشعر به كلما تذكرته أو ذكرت اسمه....لقد حسمت أمري وإنتهي .
وظلت تسير تلك الهاربه إلي أن خرجت من الحاره وأصبحت عند موقف السيارات....وبالطبع وجدته فارغ تماما....ولكن قررت الإنتظار....وبالفعل ظلت متيقظه إلي أن أتت واحده....وبمجرد أن صعدتها حتي بدأت بالتفكير في السؤال الذي يشغلها....ألا وهو....إلي أين سأذهب....حتي أنه من كثرة التفكير ضړب رأسها صداع عڼيف جعلها غير قادره علي فتح عينيها....وبعد محاولات فاشله في المقاومه....إستسلمت أخيرا لرغبتها في النوم....فأسندت رأسها علي الزجاج وذهبت في سبات عميق إلي أن إستيقظت علي لمسات أحدهم لجسدها .
فإنتفضت من نومتها ونظرت لذلك المتحرش بنظرات ساخطه محتقره لكي يتوقف ولكن ذلك المتجبح لم يكف عن لمسها....وما كان منها إلا أن أوقفت السياره علي الفور ونزلت منها....كان جسدها يرتعش بشده كما أن دموعها كانت تنزل دون توقف....لما تبكي الآن....فهذا شئ متوقع....يجب ان تعتادي عليه....ألست أنت من اخترتي هذا....فلتتحملي....ماذا كنتي تتوقعي من هذا العالم المليئ بالذئاب....أكنتي تعتقدي بأنه يسيحتضنك ويربت عليكي....لا ي عزيزتي....الحياه ليست ورديه كما تتصورين....فرجاءا....توقفي عن البكاء....لأن بكاؤك لن يفيد....بل سيزيذ الأمور تعقيدا .
حاولت تلك الباكيه كثيرا أن تهدئ من روعها....ولكن لا فائده فلازالت تبكي بإنهيار....وأثناء سيرها وجدت سياره تقف أمامها فجأه وينزل منها شخصا....ولكن للأسف لم تتمكن من تحديد ملامحه....لأنها فقدت وعيها في تلك اللحظه....وما كان من ذلك الشخص إلا أن حملها ووضعها في سيارته في شقة حسناء
بعدما إستيقظت نعمه....خرجت من غرفتها بإتجاه غرفة حسناء لتوقظها....ولكن لم تجدها....فظنت بأنها لربما استيقظت باكرا وتحضر الفطور الآن....فذهبت لتراها ولكن لم تجدها....بحثت عنها في المنزل بأكمله ولكن بلا جدوي....وهنا بدأ يراودها الشك بأنها قد هربت....ولكي تقطع الشك باليقين....ذهبت غرفتها ثانية وفتحت خزانتها....وكانت الصدمه بأنها وجدتها فارغه تماما من أغرضها .
وفي الحال هرولت إلي إبنها لتوقظه وتخبره بتلك النائبه....فبمجرد أن أصبحت أمامه تحدثت بصوت عالي نسبيا إصحي ي مازن....أختك هربت .مازن بنعاس أختي مين....أنا عايز أنام .نعمه بنفاذ صبر هتكون إختك مين يعني....أكيد حسناء