رواية دراما اجتماعية الفصول من العاشر للرابع عشر
المحتويات
ذلك....اعرف بأنني قاسې....ولكن ماذا أفعل....فهذا أنا....وهذه طبيعتي....حاولت كثيرا التعديل من شخصيتي ولكن لم أستطع ....فذلك المنصب يمحو كل خطوه أتخذها نحو التغير....لقد جعلني انسان بلا قلب مجرد من الشعور .
ظل شاردا هكذا لفتره ليست بالقصيره إلي أن أفاق علي صوت الرعد الذي أصبح يملئ المكان وكذلك صوت إرتطام المطر بالبحر....فمسح دموعه التي اختلط بها المطر ثم وقف بكل شموخ وكأن شئ لم يحدث وسار بإتجاه سيارته ثم ترجلها وذهب....أكان الصخر يبكي!....منذ متي وهو يشعر!....اذا والدته هي نقطة ضعفه....لقد إنتابني الفضول حول القادم....هل سيلين والده أم سيظل علي موقفه!....أتمني أن يظل....لأن هذا الشخص لا يستحق الغفران....لقد قسي كثيرا وحان الآن دوره لينال جزائه....لست حزينه سوي علي تلك المسكينه التي ليس لها دخل في أي شئ حدث له والتي لا يزال يتوعد لها....قلبي ليس مطمئنا....تري ماذا سيفعل بها!....أو بالأحري أين سيجدها!....لك الله يا ابنتي....أعرف بأنك مظلومه ودائما ما يضيع حقك....ولكن صبرا يا فتاتي....فلكل شئ نهايه....وبالتأكيد سيعوضك الله عن كل تلك الأيام .
نجد جواد يجلس علي سريره مسندا رأسه علي الحائط وينظر بشرود....إنه يفكر في تلك القاروره الهشه التي لم تغب عن خاطره منذ اللقاء الأخير بينهما....يتذكر كيف كانت تضحك وتناغشه بشقاوتها التي لا تنتهي....حقا إنها جميله....ولكن مهلا أين هي الآن....ماذا حدث معها!....أهي بخير أم أصابها مكروه!....أتمني أن تكون بخير....فأنا أشعر بأن قلبي ېتمزق متي وجدتها حزينه....ويا لوعتي إن رأيت دموعها....فتلك تكن مجرد دموع بالنسبة لها....أما أنا فتكون كالڼار الحارقه لفؤادي....لا أعرف ماذا يحدث لي عندما أكون بجانبها....أشعر وكأنها إبنتي ويكون هدفي الوحيد أن أراها سعيده....وما أسهل أن أجعلها هكذا....فهي فتاه بسيطه جميلة الطباع يسعدها أي شئ....الآن فقط أدركت قدر محبتي لها....ولكن ي تري هل تحبني كما أحببتها أنا!....أنا خائڤ من ذلك....حاولت كثيرا أن أتناسي ولكن لا فائده....فقد تملكني هواها .
جواد لأ ي بابا....أنا الحمدلله كويس....المهم طمني الدكتور قال لحضرتك إيه .عزالدين وهو ينظر له نظره ذات مغزي قال مش هينفع تخرج دلوقتي....وماتحاولش ي جواد عشان لو عملت ايه مش هتخرج غير لما الدكتور يقول . جواد ي بابا والله أنا كويس....وبعدين انا مابحبش قاعدة المستشفيات دي .عزالدين معلش ي جواد استحمل كلها كام يوم وتطلع .جواد ربنا يهون....وهنا تذكر أمر هاتفه فيكمل قائلا بابا هوا تليفوني فين .عزالدين مش عارف والله....استني كده....هتصل علي حازم أسأله .جواد ومعلش ي بابا لو معاه خليه يجيبه عشان عايزه ضروري .أومأ له عزالدين ثم قال أنا هخرج أكلمه بره لأن مافيش هنا شبكه .
جواد إن شاء الله هتتحل ي بابا....بس خلينا نفكر بواقعيه شويه....حضرتك دلوقتي طارده من البيت وماتأثرش....منعته يشوف والدته وقطعت علاقته بينا وبرضو ما حاولش يتكلم واستسلم ل اللي حضرتك قولته ومشي....فهل بعد كل دا هيوافق علي طلب حضرتك....او حتي هتقدر تجبره....أنا شايف إن الموضوع دا هيبقي صعب دلوقتي .
كاد جواد أن يتحدث ولكن قاطعه صوت طرقات علي الباب فيقوم عزالدين من مقعده ويسير بإتجاهه ويفتحه....ومن ثم يسمح لحازم بالدخول ويقول إتفضل ي ابني....معلش تاعبينك معانا .حازم بنفي أبدا ي عمي لا تعب ولا حاجه....ماتقولش كده....أهم حاجه....طمني....جواد....عامل إيه دلوقتي .
حاول جواد فتحه ولكن وجد بطاريته فارغه فقال أعمل إيه أنا دلوقتي بقي....أنا محتاجه
متابعة القراءة