قائلا عادي ولا يهمك....بعد إذنك....وبمجرد أن إنصرف تحدثت نعمه فوقي ي ختي وإنتي ماشيه بدل ما إنتي نايمه علي نفسك كده وعماله تخبطي ف خلق الله .
ولكن الآخري لم ترد فهي إعتادت علي مثل هذا الكلام فكثيرا ما تسمع تلك الكلمات التوبيخيه القاسيه....ظلا يسيران وصولا إلي موقف السيارات ومن ثم ركبا إحداها....وبعد ساعة تقريبا توقفت عند مبني قديم أو بمعني أصح أنهم نزلا في قرية متهالكه تماما وكأنه حل بها خړاب ما بعد الحروب .
كانت تلك القاسيه تمسك حسناء من زراعها كما لو كانت متهمه تم القبض عليها....سار الإثنان في عدة مسارات ومنعطفات كثيره إلي أن وصلا المكان المقصود....كان ذلك البيت قديما جدا لدرجه تجعلك تجزم بأنه سيسقط حتما....كما أن الأجواء كانت غير مطمئنه والوسط غريب مثير للشكوك....فالمكان محاط بأبراج عاليه يقف بداخلها أشخاص ملثمين حاملين للسلاح متخذين وضع الإستعداد وليس كذلك فقط بل أن بعضهم كان ينظر في جهاز صغير نسبيا يشبه ذلك الذي يستخدم في العسكريه للرؤيه الليليه....لا....لا يشبهه وإنما هو بذاته .
يا إلهي ماهذا الذي أراه....أذلك حقيقه أم إنني أتخيل....آمل أن يكون كذلك....هل هذا حلم أم ماذا....أنا لست مرتاحه لهذا المكان....ماذا علي أن أفعل الآن....فأنا لا أستطيع النجاه بكل الأحوال لطالما تلك المرأه ممسكه بي....ولإن فعلت ذلك لن أستطع العوده بمفردي....إن كان كل ذلك التأمين في الخارج....إذن ماذا يوجد بالداخل....وما الداعي لكل ذلك . كانت حسناء شارده في أفكارها ومخاوفها التي لا تنتهي غير منتبهه لتلك الشمطاء التي تناديها....وعندما طفح بها الكيل زغدتها في كتفها پقسوه لتلتفت لها وهي تتألم وتقول نعم في إيه .فترد نعمه بسخريه في إنك واقفه نايمه وقاعده تبحلقي ف اللي رايح واللي جاي كإنك أول مره تشوفي بني آدمين....ثم وهي تتجه إلي الداخل وقالت بطلي السهوكه اللي إنتي فيها دي وإمشي يلا عشان نخلص .
ولندعهم يدخلون ونتجول في الخارج قليلا لنعرف ماهية المكان....فعندما نمشي قليلا ونتخذ المنعطف القابع في الناحيه اليسري....نجد عدد كبير من الرجال المسلحه متفرقه في عدة أماكن مختلفه....فمنهم من يقف في الشرف وعلي السطوح وبالتدقيق أكثر نجدهم يتكلمون في أجهزة لاسلكيه وبالصعود أعلي أحد البيوت نسمع بوضوح ما يتهامس به هؤلاء....فأحدهم يقول أيوه ي فندم إحنا محاوطين المكان كويس....وفي إنتظار أوامر حضرتك بالھجوم....لأ ي فندم الوضع مستقر مافيش أي حاجه مثيره للشك....ماتقلقش ي فندم ان شاء مش هيقدروا يفلتوا مننا المره دي....إحنا مأمنين المداخل والمخارج كويس .وبالانتقال عند نعمه وحسناء في ذلك البيت المريب نجدهم يجلسون وسط مجموعه من السيدات فمنهم المنتقبه ومنهم المتبرجه والمكان يعج بالضجيج والضحكات الخليعه الرنانه كما لو المكان ملهلا ليليا في إنتظار دخول تلك الغرفه التي يذعم وجود الدايه حميده بها....ويظل هذا الوضع مستمرا لفتره قبل أن يفزع الجميع عقب سماع صوت إطلاق الڼار الذي أصبح يملئ الأرجاء ليرتفع صوت بكاء وصرخات كل الموجودين....وبعد فتره في ظل تلك المناوشات مرت عليهم وكأنها دهر هدأت كل تلك الأصوات لنجد الباب يدفع فجأه وبقوه لدرجه جعلتهم ينتفضون في ذعر .ويدخل مجموعه كبيره جدا من العساكر والضباط وهم يصوبون أسلحتهم تجاه الموجودين ثم يقول أحدهم بصوت جهوري موجها كلامه لمن معه خدوا الناس دي كلها ع البوكس....وحامد وشريف يجيوا معايا يأمنوا ضهري....ثم مشوا جميعا متجهين صوب تلك الغرفه المغلقه....لنجد رائدهم يدفع بابها بقوه ويدخل وهم خلفه ويقوموا بوضع تلك القيوض الحديديه في أيدي كل من بها....ثم يخرجون من الغرفه وصولا إلي الخارج ويضعوهم في سياره مشددة الحراسه . كانت حسناء في حالة يرثي فقد أصابتها حاله من البكاء الهستيري جعلتها تبكي پقهر دون توقف وبصوت مرتفع يشبه صوت نحيب الأطفال....واأسفاه لقد ضاع مستقبلك ي مسكينه فماذا أنت فاعله الآن لقد تم القبض عليكي في قضيه أستحي حتي أن أتفوه بإسمها....أتعرفي ما أنتي فيه....لقد أصبحتي ضمن المتهمين بأنهم أعضاء شبكه كبيره للتجاره بأجساد النساء....أأسف علي قول هذا ولكن ما باليد حيله يجب أن تعرفي....إبكي يا حسناء فهذا أقل ما يعمل في هذا الموقف....أعرف أن لا فائده منه ولكن ما العمل....لكي الله أيتها الفتاه....فأنا لا أعرف صراحة كيف ستنجين من هذه المحنه .
ي تري زين هو اللي هيطلع آخد الساعه ولو طلع كده فعلا ي تري حمزة هيعمل فيه إيه وي تري مصير حسناء هيكون إيه بعد ما إتقبض عليها ف قضيه زي دي وي تري هتطلع منها إزاي
الفصل التاسع
في قسم الشرطة
نجد الوسط يعج بالخلق كما لو كان الجميع مجرمين أمن المعقول أن يكون كل هؤلاء مذنبين...بالتأكيد لا فليس كل متهم مچرم....الحياة ليست عادله أحيانا فهي كثيرا ما تظلمنا وتضعنا في غير موضعنا....فكم من برئ حكم عليه بالسجن المؤبد لا بل من الممكن أيضا أن يكونوا قد عدموا وكل ذنبهم أنهم ضحېة سوء