رواية كاملة رهيبة الفصول من السابع عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

كمان.
أومأ والده بهدوء وقال وإنت عامل إيه في شغلك..مش محتاج فلوس
جحظت عينا والده بدهشه وقال إيه! شوفته فين إتكلمتوا! وهو فين دلوقتي!!
سرد يحيي لأبيه ما حدث ليلة أمس و الحوار القصير الذي دار بينه وبين سليمان و المكتوب وما إحتواه.
شرد الأب أمامه بتيه وقال بنبرة صوت يغلفها الحزن لا حول ولاقوة إلا بالله..لله الأمر من قبل ومن بعد.
ثم نظر إلي يحيي وقال متروحش الأماكن دي تاني يا يحيي إنت طول عمرك تعرف ربنا و بتصلي وتصوم يبني.
ربت يحيي علي كتف والده و قال بعد أن منحه إبتسامه هادئه متقلقش عليا يابا أنا عارف أنا بعمل إيه.
نهض واقفا ليتسائل والده بضيق إنت ماشي!
_معلش يابا هبقا أجيلك تاني أنا و نور و زياد بس دلوقتي لازم أروح الشركه عشان عندي شغل.
أومأ والده بموافقه ثم قال و تجيب غزل كمان معاك عشان أشوفها.
_حاضر من عينيا.
ودع والده و إنصرف عائدا إلى عمله ليتابع عمله الآن بذهن صاف و قلب مطمئن.
بعد مرور أسبوع...
كان يحيي يجلس برفقة قاسم و إثنين آخرين من شركائهما في عشاء عمل بإحدي المطاعم الفاخرة ليتلقي إتصال من غزل فإستأذن ليجيب الإتصال و من ثم يعود إليهم مجددا.
وقف علي منأى من الناس وأجاب أيوة يا غزل
أتاه صوتها هادئا ساكنا وكإنما يغلبها النعاس فقالت أيوة يا يحيي.. إنت إتأخرت ليه كده!
_معلش نسيت أعرفك إن عندي عشا عمل مع ناس في الشغل.. قدامي شويه لسه لو عايزة تنامي إنتي نامي.
أضافت بصوت جاهدت كثيرا أن يبدو طبيعيا طيب أنا هنام لإني مش قادره لما تيجي بالسلامه لو إحتاجت حاجه إبقا صحيني.
ليتسائل هو بشك إستني..مال صوتك إنتي تعبانه!
تحاملت علي آلامها وقالت لا أبدا أنا كويسه..عايزة أنام بس.
_طيب نامي و إرتاحي وأنا شويه وجاي..تصبحي علي خير.
أنهي المكالمه و عاد سريعا إلي الطاوله التي كان يجلس عليها و عادوا ليستأنفوا عملهم من جديد بينما إنفجرت غزل في البكاء الصامت من قوة الألم الذي يصيبها.
بعد إنتهاء عشاء العمل عاد يحيي إلي بيته في ساعة متأخرة من الليل ليجد السكون يخيم على المكان من حوله أدرك بأن الجميع قد خلد إلي النوم فدلف إلي المغسل يأخذ حماما ساخنا لعله يصيبه ببعض من الإسترخاء ليستمع إلي أنين مكتوم صادر من غرفة غزل فأوصد المياه سريعا وإرتدي ملابسه سريعا و خرج من غرفته.
وقف أمام باب غرفتها يرهف السمع مرة أخري ليستمع إلي صوت بكاء خاڤت فطرق الباب بقلق ثم أدار مقبض الباب بغتة و دلف إلي الغرفة بقلق ليجدها منكمشه في فراشها تضم ركبتيها إلي قفص صدرها المغلق بأغلال الضجر و الكدر تعانق المنهمك براحة يديها و تذرف الدمعات بصمت.
هرع إليها مسرعا و إنحني بجزعه إلي مستوي وجهها وقال بلهفه مالك يا غزل! إيه اللي تاعبك
نظرت إليه بأعين باكيه و وجه شاحب و حمحمت تجلي حلقها ثم قالت مفيش.. شوية تعب بس و هيروحوا.
جلس إلي جوارها ثم قال شوية تعب إيه..أنا كنت شاكك إنك تعبانه من ساعة ما كنتي بتكلميني..قومي بسرعه نروح لدكتور.
هزت رأسها بنفي وقالت لا ملوش داعي أنا هاخد مسكن وهبقي كويسه.
_طب إيه اللي بيوجعك بالظبط!
أشارت إلي القسم العلوي الأيمن من بطنها وقالت هنا.
_دي المرارة! إنتي أول مرة تشتكي منها
أومأت بتأكيد ليقول طيب أنا هعمل لك حاجه دافيه تشربيها و نشوف لو الألم خف شويه تبقا نوبة بسيطه لو مخفش تبقا محتاجه تتشال بقا نروح لدكتور.
إتسعت عينيها بفزع وقالت تتشال! لأ طبعا.
قال ممازحا يستي متتفجعيش كده لو لزماكي أوي ممكن أتبرع لك بالمرارة بتاعتي ولا تغلي عليكي.
ضحكت من بين دمعاتها لينصرف سريعا و يصنع لها كوبا دافئا من الأعشاب ثم عاد إليها و ساعدها للجلوس على الفراش فإمتدت يداه خلف ظهرها و الأخري علي خصرها يساعدها في الإعتدال بمقعدها ثم نظر إليها وهو لا يزال ممسكا بخصرها بيده وقال مرتاحه كده! ولا تحبي تتعدلي
ناولها كوب الأعشاب وجلس إلي جانبها مجددا بينما بدأت هي تحتسيه بهدوء حتي فرغت منه ليقول مش حاسه إنك أحسن شويه
أومأت بموافقه دون أن تنطق ليقول هتبقي كويسه إن شاءالله.. إنتي أكلتي حاجه حارة
_لا أبدا.
يبقي أكيد نفسيتك تعبانه..بتفكري في حاجه! الإنفعالات الزياده هي السبب أكيد.
نظرت إليه مطولا ثم قالت لا أبدا.. أنا كويسه.
أومأ وقال طيب يلا حاولي تنامي وأنا هفضل جمبك.. لما تنامي هبقا أروح أوضتي.
أغمضت عينيها سريعا وغطت في النوم وهي تشعر لأول مرة بالأمان والطمأنينة لمجرد أنه يرقد إلي جانبها.
إنتظمت أنفاسها سريعا لينظر هو إليها مبتسما وقد علم بأنها راحت في النوم سريعا.
إعتدل في مرقده بجانبها و راح يتطلع نحوها
تم نسخ الرابط