رواية كاملة رهيبة الفصول من السابع عشر للعشرين

موقع أيام نيوز

عندما قال إنت إيه اللي رجعك!
أغمض يحيي عيناه يحاول منع عبراته التي تأبي الإنتظار قهر و صدمة أودت بحياته للمرة الثانيه و تمتم بحزن أنا آسف أنا غلطان إني رجعت فعلا كنت فاكر إن ليا أهل فارق معاهم و مكنتش أعرف إنهم كانوا يتمنوا مۏتي من زمان عشان ياخدوا مكاني.
سالت دمعات يحيي قهرا و هوانا وهو يستمع إلي حديث أخيه الصادق رغم ثمالته ليستطرد سليمان حديثه قائلا بحزن طاغي و فضل!
نظر إليه يحيى بإنتباه حيث أكمل قائلا فضل كان جاي خلاص إنت عارف إني كنت بستناه من عشرين سنه و لما جيت إنت هو راح!
تبدل شعور يحيي بين الڠضب و الصدمه و الحزن و الشفقه ليقترب أخيه منه ببطء ويقول إنت أناني يا يحيي!
حملق به يحيي مصډوما ليكمل حديثه ويقول أيوة أناني عايز يبقا معاك كل حاجه ست جميله و عيال و فلوس و......
_بسسس يا سليمان!
نطقها يحيي وهو يضغط علي فكيه بقوة مغمضا عيناه يطبق عليهما بشده حتي كاد يعتصرهما من شدة الڠضب و أردف قائلا كفايه كده يا سليمان و يلا من هنا
نظر إليه سليمان ضاحكا بسخريه ثم قال يلا!يلا فين!يلا إنت أما أنا معنديش مكان أروحه.
قبض يحيي علي معصمه بقوة وهو يجبره علي السير معه ويقول هتيجي معايا يلا.
منصاعا خلف أوامره سار سليمان برفقته غير واع بما يفعل لينظر يحيي نحو قاسم و الذي كان يهز رأسه متسائلا ليجيبه يحيي و يقول سليمان أخويا و واخده معايا علي البيت أشوفك بكرة.
خرج من الملهي مسرعا و قام بغتح باب السيارة الأمامي المجاور له ليركب سليمان إلي جواره ملتزما الصمت بينما إنطلق يحيي بسيارته متجها نحو البيت.
وصل يحيي أمام منزله و ترجل من سيارته ليفتح الباب الآخر و هو يساعد سليمان ليترجل بدوره من السيارة ثم وضع يحيي يد سليمان علي كتفه و أحاط خصره بيده و باليد الأخري يمسك بيده التي تحيط عنقه بإحكام حتي لا يسقط مترنحا و صعد إلى شقته طارقا الباب بقوة ففتحت غزل علي الفور وهي تقول إيه يا يحيي إتأخر.........يلهوي عمو سليمان!!!
لم يجيبها يحيي و دخل إلي غرفته و ساعد أخيه ليستلقي علي الفراش ملقيا بجسده بقوة قبل أن يغط سريعا في النوم.
نظر إليها زافرا بتعب وقال مش وقته يا غزل الكلام ده بكرة نبقا نتكلمإدخلي نامي في أوضة زياد و نور و إقفلي عليكوا كويس بالمفتاح من جوه و أنا هغير هدومي و أنام علي طول لإني هلكت.
لم تجادله كثيرا فأومأت بموافقة وقالت طيب أعمل لك تاكل
هز رأسه أن لا و قال لا مليش نفس يلا تصبحي علي خير.
إنصرفت غزل و دلفت إلي غرفة نور و زياد ثم قامت بإحكام غلق الباب من الداخل كما أمرها يحيي و تدثرت بغطائها إلي جانب نور و بقت شارده طوال ليلتها تفكر فيما جرت إليه الأمور.
كان يحيي يجلس بالخارج علي الأريكة ممسكا بملابس نومه في يده شاردا فيما قاله سليمان وهو يسترجعه بعقل شارد و قلب ېنزف دما.
إنت إيه اللي رجعك!
بقت تلك الكلمات تتردد علي عقله مرارا و تكرارا لتنهال دمعاته فوق خديه وهو يشعر بمزيج من المشاعر السيئه التي بإمكانها أن تجعله ينهي حياته علي الفور و لكنه أغمض عينه پألم وهو يحاول الخلود إلي النوم كي يتوقف عقله عن التفكير في حديث سليمان لتقفز إلي مسامعه كلمات سليمان حيث قال إنت أناني عايز يبقى معاك كل حاجهست جميله و عيال و فلوس
وقتها فقط شعر يحيي ب كم الحقد الدفين الذي يملأ صدر شقيقه تجاهه مما جعله ينخرط في بكاء مرير و لأول مرة يبكي هكذا وقد بات يشعر أنه قد جاء شيئا فريا عندما قرر العودة إلى بيته و أهله ثم أسبل جفنيه مستسلما لسلطان النوم.
في الصباح أفاق سليمان من نومه وهو يمسك برأسه بين يديه بتعب شديد ثم راح يتطلع نحو المكان المحيط به متعجبا قبل أن يستعيد ما حدث ليلة أمس عندما قابل يحيي ليتذكر ما تفوه به ثملا فأغمض عيناه بقوة نادما علي ما صدر منه ثم نهض من الفراش الوثير من أسفله و قام بكتابة مكتوب خاص إلي يحيي ثم وضعه علي الفراش و أخذ حذائه و سترته ثم خرج من الغرفه بهدوء وهو يمشي على أطراف أصابعه قبل أن يتوقف أمام يحيي الذي كان نائما علي الأريكه ليقف أمامه مطولا ثم فتح باب الشقة مغادرا وهو ينوي الفرار إلي الأبد .

الفصل الثامن عشر
يحيي..أنا عارف إن أي كلام هقوله دلوقتي ملوش لزمه و عارف كمان إن مهما قلت لا يمكن هتسامحني أنا بس عايزك متزعلش من أبوك لإنه ملوش دخل في اللي حصل وكان رافض الموضوع من الأول خالص بس أنا اللي ضغطت عليه بالعيال عشان يوافق قدورة كمان
تم نسخ الرابط