رواية كاملة رهيبة الفصول من السابع عشر للعشرين
المحتويات
أهم حاجه عندي اضمن حق بنتي بما يرضي الله ثم بما يرضيني و يطمني كأب.
نظرت غزل إلي يحيي بترقب تنتظر رد فعله لتجد الإبتسامه وقد علت شفتيه وهو ينظر إليها ثم إلي والدها بتقدير وقال حضرتك غزل في عنيا قبل أي ضمانات و كلمتي لوحدها ضمان.. لكن حفظا لحقوقها أنا همضي علي المؤخر اللي حضرتك تطلبه و هكتبلها شقة بإسمها و أي حاجة تانيه أنا عنيا ليها..هي تشاور بس.
كانت تجاهد كي تمسك دمعاتها الوفيره ألا تتساقط أمام الحضور فرحتها كانت تكفي الكون كله و تزيد تنظر إلي والدها وهو يضع يده بيد يحيي و يزوجها إليه بمنتهي السعادة التي من الممكن أن يحصل عليها أحدهم حتي إرتقي صوت الزغاريد من حولها لتنظر إلي عمتها بفرحه و إحتضنتها بسعادة غامرة.
نظرت إليه بأعين دامعه وقالت عمرك ما تهون عليا يا بابا..هجيلك في كل وقت و هتصل بيك كل شويه..إدعيلي يا بابا.
نطقت بالأخيره بصوت مهزوز لينظر إليها بتأثر ويقول ربنا يسعدك يبنتي و يروق بالك و يجعل أيامك كلها فرحه.
ودعت والدها و عمتها بالأحضان المختلطه بالعبرات ثم غادرت بيتها إلي بيت يحيي و الذي سيصبح بيتها و ملاذها الأخير.
فور أن وطأت قدماها أرض البيت حتي شغرت بأنفاسها تضطرب و قلبها يقفز في صدرها بتوتر و راحت تتطلع نحوها بأعين شاردة.
أخرجها يحيي من شرودها وهو يشير إلي الغرفه الموجودة بين غرفته و غرفة أطفاله لتهز رأسها بإيجاب و دخلت إلي غرفتها و قامت بتبديل ملابسها لأخري رسميه قليلا ولكنها مريحه أكثر.
خرجت من الغرفه لتجد يحيي يساعد زياد و نور في تبديل ملابسهما فتقدمت منهم وقالت سيبهم يا يحيي أنا هغيرلهم هدومهم.. روح إنت غير هدومك.
تمتم في نفسه بذلك الحوار الصامت قبل أن تطرق غزل الباب فأذن لها بالدخول فدخلت وقالت إيه ده إنت لسه بهدومك يا يحيي
نظر إليها بإرهاق وقال كنت هغير أهو.
_طيب تحب أحضرلك عشا مع نور و زياد!
أومأت بإبتسامه هادئه وقالت ماشي.. تصبح على خير.
غادرت الغرفه متجهمة الوجه و قامت بإعداد الطعام لهم و إنتظرت معهم حتي خلدوا إلي النوم ومن بعدها دلفت إلي غرفتها و جلست في فراشها شاردة بحيرة.
_ متكدبيش علي نفسك و تقولي إنك كنتي مستنيه حاجه غير كده تحصل إنتي وافقتي و عارفه إنها خطوة مش سهله و قرار مش بسيط لازم تكوني مستعده للجاي و تبقي صبورة أكتر من كده .. و متقلقيش.. اللي قادر يخلي يحيي يكون من نصيبك بعد ده كله قادر يزرع حبك في قلبه بين ليله والتانيه.
هكذا واست نفسها بتلك الكلمات لتسبل أجفانها و ټغرق في سبات عميق.
في مساء اليوم التالي دخل يحيي برفقة قاسم إلي ذلك المكان الذين إعتادوا السهر به أحيانا ليجلسوا حول طاوله صغيرة مستديره حيث هرع النادل نحوهم يقدم لهم المشروب الذين يتناولوه كعادتهم و بدأا يتجاذبان أطراف الحديث قبل أن ينظر يحيي أمامه فاغرا فاه پصدمه عندما رأي آخر شخص كان يتوقع أو يتمني رؤيته ليتمتم بدهشة سليمان!!
نظر قاسم إلي حيث شرد يحيي بعيناه و قال في إيه مالك
دون أن يجيبه نهض فورا عن مقعده و إتجه نحو المسرح حيث يقف سليمان متراقصا برفقة الفتيات وهو يمسك بزجاجة خمر كان قد إحتسي القليل منها و سكب الباقي منها فوق رأسه و ظل يتمايل وسط تلك المنفلتات ثملا قبل أن يستوقفه يحيي قائلا بضجر بتعمل إيه بس!
قال كلمته وهو ينتزع من بين يديه تلك الزجاجه الفارغه إلا من قليل و ألقاها بعيدا ليمسك بيدي أخيه يساعده علي النزول من علي المسرح و العدول عن تصرفاته الهوجاء تلك.
نظر إليه سليمان وقال و هو يترنح يمينا و يسارا إيه ده ! أبيه يحيي!
نظر يحيي نحوه بترقب يدقق التركيز في تصرفاته تلك ليعود سليمان ويقول مشيرا إليه بسبابته إنت السبب في كل حاجه.
إنقبض قلب يحيي وهو يخشي أن يسمع من أخيه ما يشعره بالندم ليجفل جسده
متابعة القراءة