رواية كاملة رهيبة الفصول من السابع عشر للعشرين
المحتويات
الفصل السابع عشر
باتت ليلتها تمني نفسها بتلك السعادة التي طالما حلمت بها و كانت تتخيلها رغم إحساسها الشبه مؤكد بأنها لن تحصل عليها أبد ما حيت و مهما فعلت.
لكنها اليوم ها هي تنال ما تمنت طويلا و يا لهناءها لقد نالت إرضاء القدر أخيرا و سمح بأن يجمعهما مكانا واحدا هي و من شغل العقل و القلب.
لمحت هاتفها الصامت مثل قلبها الغر يضئ معلنا عن إتصال وارد من يحيي ليرجف قلبها بين أضلعها وهي تجيب الإتصال حيث تهادي صوتها الناعم خجلا وقالت ألو.
إبتسمت بسعادة وافرة وقالت أيوة يا يحيي في حاجه!
تسائلت بالأخيرة وهي تحاول فض الحرج المكنون بداخلها و تغيير مجري الحديث الدائر بينها وبين قلبها ليقول هو أه في.. باباكي مقالكيش ولا إيه!
إتشح صوته بالضيق قليلا مما أثار تعجبها و ضيقها أيضا لتقول مال صوتك إنت مضايق ليه كده!
_لا أبدا مفيش حاجه..يمكن شوية إرهاق بس.
_و إيه رايك طيب أنا مش عايزك تفهمي موقفي غلط أنا...
قاطعته قائلة من غير تبرير يا يحيي أو تفسير لموقفك أنا متفهمه كل حاجه و موافقة.
نطقت بالأخيره ما بين خجل و فرح ليبتسم هو بسعادة و راحه ثم قال تعرفي بالرغم من إني كنت خاېف إنك تفهميني غلط أو والدك يأثر عليكي إلا إني كنت شبه متأكد إنك هتوافقي.
أضاف شارحا كنت حاسس إن غلاوتي عندك هتأثر علي كل الأسباب التانيه اللي ممكن تخليكي ترفضي..طول عمري غالي عندك زي منتي غاليه عندي كمان يا غزل و عايز أوعدك إني وحيات ولادي عمري ما هزعلك مني ولا هتشوفي منى غير كل طيب و كل معروف.
تسارعت دقات قلبها معلنه عن كم الفوضي العارمه التي تحتويها.
ثمة أحاسيس ومشاعر متناقضه تشعر بها الآن.. الفرحه اللهفه الخۏف التوتر الترقب و آخرها و أهمها الرضا.
_وإنت من أهل الخير.
أنهت حديثهما الذي كانت تتمني أن يمتد حتي الصباح لتتدثر بعدها بغطاءها و تسبح في نوم عميق.
أنهي إتصاله معها ليتلقي بعدها مكالمه من قاسم الذي بدأ حديثه قائلا إنت ندل!
_الدنيا ملخبطه ليه يبني! العيال كويسين!
أه الحمدلله كويسين وبخير بس أنا اللي مزاجي مش كويس الايام دي عالعموم مش وقته الكلام ده كنت عايزك معايا في مشوار.
هخطب غزل!
_غزل اللي حكيتلي عنها! مش دي ال بتاعة زياد و نور
أيوة بالظبط هي.. إتقدمتلها النهارده و وافقوا بس لسه متكلمناش كلام رسمي هكلم باباها بكرة و أشوف رده إيه ولو تمام إن شاءالله هحدد ميعاد نعمل خطوبه و كتب كتاب علي الضيق كده.
_بسم الله ماشاء الله..إيه القرارات السريعه دي! عالعموم يبني ربنا يصلحلك الحال و انا معاك في أي وقت تحبه.
حبيبي يا قاسم متحرمش منك.. بإذن الله بكرة هجيلك أقعد معاك شويه و أبقا أعرفك عملت إيه..يلا سلام.
أنهي المكالمه بإيجاز و أغمض عيناه دون تفكير ليغط في النوم سريعا.
في حين كان الجميع غارق بالنوم قرير العين كانت هي تنزوي في فراشها تذرف دموع الندم و القهر.
عاد للتو إليها عقلها الذي كان مغيبا عنها و بدأت تستدرك ما كانت غافله عنه.
_ يا ريتني كنت مت ولا سمعت كلامك يا إسماعيل الزفت ربنا ينتقم منك!
تمتمت يسر بتلك الكلمات التي لا تسمن و لا تغني من جوع بندم وهي تتمني أن تعود بها الساعات..فقط الساعات لتتراجع عن ما فعلت.
الآن فقط تيقنت أنها قد خسړت يحيي إلي الأبد ولا يوجد للرجوع إليه سبيل.
نهضت عن فراشها بتعب وهي تجر قدميها جرا ك المكبل بالأغلال قاصده طريقها نحو المغسل لتصطدم بزوج والدتها علي باب غرفتها.
_بسم الله الرحمن الرحيم فجعتني!
هو الآخر وهو ينظر إليها و أردف بصوت مهزوز أصل..أصل بصراحه أنا كنت جاي أشوفك لسه زعلانه مني ولا لأ.
أشاحت بوجهها بعيدا وهي ترجع للخلف تحاول تلاشي نظراته ثم قالت زعلانه! إنت بتتكلم كده ولا كإنك خربت حياتي و دمرتها بأفكارك الزباله الخايبه اللي شيهك.
و أردفت بحزن بس الحق مش عليك الحق عليا أنا اللي مشيت وراك شبه العيال الصغيره لا فكرت ولا راجعتك حتي!.. أنا يسر اللي كانت دماغي توزن بلد أقع في فخ أهبل زي ده يخسرني كل حاجه.
دنا منها
متابعة القراءة