رواية كاملة رهيبة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر

موقع أيام نيوز

وقد تهالك جسده القوي بين ليلة و ضحاها و أخذ منه التعب كل مأخذ .
كان ينظر أمامه نحو اللاشئ و عيناه مشخصتان للفراغ قبل أن يدخل عبدالقادر إلي غرفته ويجلس إلي جانبه ممسكا بيديه يقول بنبرة واهيه إزيك دلوقتي يابا!
نظر إليه والده وقال بصوت مهزوز يحيي فين يا قدورة 
زم عبدالقادر شفتيه بأسف وقال متنهدا مشوفتوش من بعد ما كنا في الجامع هو قاللي متدورش عليا ...
قاطعه والده قائلا بعصبية مفرطه وهو عشان قاللك متدورش عليا يبقا تسيبه ! إنتوا دماغكوا دي فيها إيييييه !! جايلك قلب تقعد هنا و أخوك منعرفش عنه حاجه!مش كفايه اللي هو فيه !
_ماهو عشان كفايه اللي هو فيه يبقا لازم أسيبه يابا يابا إفهمني ..يحيي فقد الثقه فينا كلنا و مش عايز يشوف حد فينا مينفعش آجي في عز وجعه و أجبره يشوفني أو يتعامل معايا هو مش ناقص .
أمسك الأب بحافة الفراش و بيده الأخري كان يحاول إلتقاط عصاه ليقول عبدالقادر متسائلا رايح فين يابا !
_رايح أشوف إبني فين ..رايح أشوف أخوك فين يا عبدالقادر أنا مش هسكت تاني .
قالها بنبرة صارمه و صوت قوي لا يقبل المناقشه فقال عبدالقادر وهو يحاول ثنيه عن قراره يابا إستني بسإنت تعبان مش هتقدر تلف في الشوارع .
نزع علي يده من بين يدي إبنه وقال حااسب يا عبدالقادر إوعيأنا مش هستني تاني أنا غلطت لما كدبت إحساسي في كل مرة كان بيقوللي إبنك مماتش يمكن لو كنت تعبت نفسي شويه و دورت على الحقايق مكانش كل ده حصل أنا أول واحد غلطت في حق أخوكوا .
بوهن و يدان ترتجفان إلتقط عصاه و هرول نحو الخارج ليلحق به عبدالقادر و يتجهان نحو المسجد أملا منهما أن يجدونه هناك .
كان يجلس على مقعد بالشارع و يضم يديه إلي بعضهما البعض يحيط بهما نفسه شاردا ينظر إلى الفراغ من أمامه غير آبه بما يحدث حوله و كأنه مغيبا جلس إلي جواره رجل أربعيني فلم يكترث و تحاشي النظر إليه ليجده يمد يده إليه بسېجارة فنظر إليه يحيي نظرة خاطفه وقال شكرا مش عايز .
قال الرجل دون أن ينظر إليه يا عم متتأمرش و خدها أهي حاجه تطلع فيها غلك و قرفك ولا إنت مش قرفان !
قال الأخيرة بسخرية ليلتقط يحيي السېجارة من بين إصبعيه ويشعلها بواسطة قداحته ويبدأ في تدخينها بشراهه ثم نظر بعدها إلي الرجل مجددا وقال هات سېجارة كمان !
نظر إليه الآخر ضاحكا وقال للأسف لقد نفذ رصيديبس معايا اللي أقوي منها ....
و أخرج من جيب سترته الداخلي قنينة خمر ناولها إلي يحيي وهو يقول خد بل ريقك .
نظر إليه يحيي بتفحص وقال لا مبشربش .
_يا عم متعملش فيها داعيه إسلامية بقا يعني الخمره حرام و السجاير لأ ! خد إشرب و إنسي بؤ واحد هيخليك تطير و تنسي إنت مين و إبن مين .
ضحك يحيي ساخرا و فك وثاق ساعديه عن بعضهما و نظر إليه قائلا حلو ده أنا عايز أنسي هات .
إلتقط قنينة الخمر من بين يديه و تجرعها بأكملها جرعة واحدة ليمتعض بعدها إمتعاضا شديدا و نظر إلي الرجل فقال إيه ده طعمها مقرف أوي .
أومأ الآخر مؤيدا وقال أيوة طعمها مقرف بس مفعولها سحري ..بص قدامك كده و عد لغاية خمسه هتلاقي نفسك بتطير ....
نظر إليه يحيي متعجبا ثم إنفجر ضاحكا بقوة فضحك الآخر بدوره وقال ها طيرت ولا لسه !
حاول يحيي كبح جماح ضحكاته وقال أه بطير أهو ..
أومأ الآخر بجدية وقال طب إمسك فيا بقا لأحسن نقع إحنا الإتنين .
ثم نهض واقفا ونظر إلي يحيي ثم قال قوم ياا إمسك فيا .
نهض يحيي عن مقعده بتثاقل وهو يترنح يمينا و يسارا ويقول أنا مش شايف قدامي .
أسنده الرجل و سار بإتجاه سيارته و فتح الباب ثم قال وهو يتخذ مكانه خلف طارة القيادة إركب يلا .
دلف يحيي إلي السيارة و إستقل المقعد المجاور له ثم قال أركب فين يا عم ..مش راكب.
نظر إليه الآخر و إرتفعت ضحكاته وقال يبني ما إنت ركبت خلاص .
نظر يحيي حوله وقال إيه ده هو أنا ركبت بجد !
أومأ الآخر موافقا ليقول يحيي طب طالما ركبت نزلني بقا علي جنب .
ثم إنفجر ضاحكا بهيستيريه ليترنح فإصطدمت رأسه بالمقعد من خلفه ليسبح في النوم سريعا فنظر إليه الرجل وقال بثماله إيه ده هو نام !
ثم نظر إلي إنعكاس صورته بالمرآه وقال أكيد يعني نام مش سامعه بيشخر !!
لينخرط بعدها في نوبة ضحك هيستيريه هاجمته مجددا ثم إنطلق بالسياره نحو منزله .
كانت صافيه تجلس برفقة إبراهيم إلي جانب غزل ينتظرون إفاقتها فقال إبراهيم پخوف ما كنا نجيبلها دكتور يا صافيه جايز حامل !
نظرت إليه صافيه و همت بإخباره
تم نسخ الرابط