رواية كاملة رهيبة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر
المحتويات
الأحرف المتعجبه أن تصل إلي مسامعه بسلاسه و سهوله دون أدني مجهود منه لينهض فورا و يبتعد عن الحي بأكمله متوجها نحو اللامكان.
سار بشرود لا يعلم إلي أين يذهب ف صار يتطلع حوله و كأن المكان من حوله أصبح غريبا عليه ضاقت عليه الأرض بما رحبت فلم يجد سوي بيت الله .
ذهب إلي المسجد ليجده مكتظا بالمصلين الذين ينتظرون صلاة التراويح ف دخل ب تؤدة و رفق و توضأ ليقف بين صفوف المصلين و بدأ الصلاة و لكن عقله كان مغيبا شاردا يسترجع الكثير و الكثير من الذكريات لينخرط في بكاء مرير .
كان الأب يرتكز بكلتا يداه علي عصاه و يسند جبينه علي يداه مغمض العينين وهو يشعر أنه يكاد يفقد عقله فنظر إلي عبدالقادر و قال إنت هتفضل قاعد كده و إحنا مش عارفين أخوك راح فين !قوم روح وراه بسرعه و شوفه.
هز الأب رأسه يمينا و يسارا بحسرة وهو يقول آااه يا يحيي آااه يبني علي ۏجع قلبك ياااارب يارب إلطف بيه و عديه منها علي خير يا رب .
ثم تابع بحزن شديد يتغمده وقال بعتاب لا يفيد قولتلك بلاش يا سليمانقولتلك بلاش مرات أخوك كان قلبي حاسس إن الجوازة دي باطلة ليه يبني مطاوعتنيش و سمعت كلامي!
نظر إليه سليمان بذهول ليستطرد الأب حديثه قائلا أيوة طمعت طمعت في مرات أخوك و فضلت تألف و تكذب عشان تتجوزها ..تقوللي صافيه موافقه و تقول ل صافيه أبويا اللي غاصبني علي الجوازة كنت مع كل واحد فينا ب وش و أدي النهاية أهي كل ده حرااام .
آثر سليمان الصمت و لم يتفوه بكلمة ليتمتم والده بنحيب اللهم إرفع مقتك و غضبك عنا ياااارب .
نظر إليها سليمان نظرات فارغة وقد تبدلت كل مشاعره تجاهها بلحظه لا يعلم هل ذلك نفور أم حقد أم غيرة أم صډمه !
وقفت يسر ببطء وهي تمسك ببطنها بكلتا يديها ونظرت إليهم وقالت يعني إيه !يعني اللي في بطني ده إبن حرام !
إعتصر سليمان عيناه پألم و ڠضب لتعاود تساؤلاتها و تقول طب أنا مرات مين دلوقتي !مرات يحيي ولا سليمان !
هرع سليمان نحوها وقال مذعورا في إيه يا يسر تولدي إيه!إنتي مش لسه في السادس!
لم يتمهل و حملها علي الفور ليهرول بإتجاه سيارته و يضعها علي المقعد الخلفي بسرعة ثم إستدار ليركب خلف المقود فوجد الباب المجاور له قد فتح لتركب زينب إلي جانبه فإنطلق بالسيارة نحو المشفي .
بعد إنتهاء صلاة التراويح إنزوي يحيي إلي ركن بجانب المنبر و جلس يضم ركبتيه إليه و دمعاته لا تتوقف عن السقوط .
رآه الإمام ليقترب منه و يجلس إلي جانبه مربتا علي كتفه وهو يقول مالك يبني پتبكي ليه!سلم أمرك لله و كله بيعدي .
قال يحيي بصوت حزين متقطع ونعم بالله يا سيدنا.
إبتسم الإمام وقال إسم الكريم إيه !
_يحيي .
ربت الإمام مجددا علي كتفه وقال طيب يا يحيي خد المصحف ده إقرأ فيه علي ما تقدر لحد ما تلاقي نفسك هديت و قلبك إطمئن مش ربنا سبحانه وتعالى بيقول ألا بذكر الله تطمئن القلوب!
أومة يحيى موافقا فأضاف الإمام قائلا يبقا خد إقرأ في كتاب ربنا وهو اللي هيريح قلبك و يشرح صدرك إن شاء الله.
نظر يحيي إلي الإمام و باغته قائلا هو لو واحد يائس من الدنيا دي يا سيدنا و إتظلم و حاسس إنه ملوش مكان ..في حالته دي الإنتحار يبقا حرام !
قطب الرجل حاجبيه بتعجب وقد علم بأن المصاپ چلل فجلس متوركا إلي جانب يحيي وقال الإنتحار في كل الأحوال حرام يبني مهما إشتد ضيقك و حزنك و يأسك مينفعش أبدا تفكر في الإنتحار لازم تلجأ لربنا سبحانه و تعالي و تدعيه يفرج همك و كربك و يزيح عنك وربنا بإذن الله هيساعدك و يخفف عنك إنما مينفعش تفكر في الإنتحار كده
متابعة القراءة