رواية كاملة رهيبة الفصول من الحادي عشر للثالث عشر

موقع أيام نيوز

إليه قائلة مفيش يا بابا.
إقترب منها و جلس إلي جوارها مجددا وقال يا غزل أنا خاېف عليكي..إنتي دلوقتي بقيتي أرمله يا بنتي يعني الحال إتغير..إنتي مش صغيره و عارفه الناس في مجتمعنا بقت مريضه ازاي..أنا مش عايز حد يضايقك بكلمه.
نظرت إلي والدها بضيق وقالت لحد إمتا يا بابا هتفضل خاېف عليا
_لحد ما أموت.
أجابها ببساطه لتتنهد قائلة و الدموع تملأ عيناها بعد الشړ عنك..يا بابا إسمعني لو سمحت..أنا محتاجه أرجع الشغل جدآ الفترة دي..تعبت من القعده و زهقت و عندي طاقه محتاجه أستغلها.
نظر إليها بتفحص وقال تضمنيلي إن محدش يضايقك
أحابت بمنطقية شديدة لأ طبعا مقدرش أضمن لك حاجه زي دي..لازم هتعرض لمضايقات و مواقف تزعلنيأنا مش هعيش لوحديأنا لازم هختلط ببشر و هقابل منهم الكويس و الۏحش و في كلتا الحالتين أنا هستفيد.
أضافت صافيه بالمزيد تحاول إقناعه وقالت غزل معاها حق يا إبراهيم..التعامل مع الناس هو اللي هيقويها و يخليها تعرف تميز بين المعادن اللي قدامها و متنخدعش في حد بسهوله.
نظر إليهم ينقل بصره بينهما وقال خلاص إتفقتوا عليا إنتوا الإتنين!إعملوا اللي إنتوا عايزينه.
نظرت غزل إلي صافيه بفرحه شديده وقالت متحرمش منك أبدا يا بابا.
ربت علي ظهرها وقال ولا أتحرم منك يا حبيبة أبوكي..يلا نامي وإنتي مبسوطه بقا و قومي بكرة روحي شغلك و إفرحي..أهم حاجة ترجعي غزل بتاعة زمان اللي كلها شقاوة و دلع.
أومأت بموافقه و علي الفور قامت بإبلاغ مديرة المركز بموافقتها فأعطتها العنوان الذي ستذهب إليه في الصباح لتخلد إلي النوم سريعا وهي تمني نفسها ببداية جديدة.
إستيقظت غزل بنشاط و همة قد إستعادتهما مجددا بعد أن فقدت كل شئ حتي شغفها بالحياة منذ الأحداث المتواليه مؤخرا.
إستعدت و تأنقت و إرتدت أحلي ثيابها و خرجت من بيتها قاصدة ذلك العنوان الذي أعطته لها مديرة المركز فإستقلت سيارة أجره و إتجهت نحوه.
في طريقها تلقت إتصال هاتفي من والدها الذي لم يهدأ له بال فهزت رأسها بيأس و أجابت قائلة أيوة يا بابا.
_أيوة يا غزل وصلتي ولا لسه
إبتسمت بعدم تصديق و قالت يا بابا يا حبيبي ما حضرتك لسه قافل معايا من خمس دقايق و قولتلك لسه في الطريق.
تأفف قائلا مش عارف أنا المشوار ده مش مرتاح له ليه!
إبتسمت بلطف وقالت يا حبيبي متقلقش أنا مبسوطه و مرتاحه و الدنيا زي الفل الحمد لله..يلا أنا وصلت أهو..شويه و هكلمك أطمنك عملت إيه
_ماشي و خلي بالك من نفسك و قبل ما تدخلي إتأكدي تاني إن الصاعق معاكي.
أجابته بتلهف و عدم تركيز حاضر حاضر متقلقش..يلا باي.
قال حانقا طبعا مش فاضيالي..مستعجله حضرتك.
ضړبت جبهتها بيأس و قالت..يا بابا يا حبيبي انا وصلت متأخره عن الميعاد اللي كان المفروض أوصل فيه.. يعني شكلي زباله من أول يوم و إنت عارف الإنطباعات الأولي تدوم و أنا مش عايزه الباشمهندس ياخد عني إنطباع إني مش ملتزمه في مواعيدي من أولها.
تنهد والدها بصوت مسموع وقال طيب يا ست غزل إتفضلي..لما نشوف اخرتها إيه.
_أخرتها فل إن شاءالله..يلا أنا طالعه علي السلم أهو..هكلمك بعدين.
أنهت المكالمه وهي تضع هاتفها بحقيبتها و باليد الأخري تطرق الباب لينفرج فورا قبل ان تنظر إلي الواقف أمامها وتقول صباح الخي....
بترت كلمتها عندما رأته يقف أمامها لتتمتم بذهول و عدم تصديق وقد شعرت بأن قلبها سيتوقف من شدة الصدمه وقالت يحيي!!

تم نسخ الرابط