رواية كاملة رهيبة الفصول من الثامن للعاشر
المحتويات
و يتجها نحو القاهرة .
بعد مرور أربع ساعات وصلت غزل برفقة والدها إلي المستشفي الموجود بها زوجها و قامت بالإتصال بهاتفه ليجيبها ذلك الرجل الذي أجابها في المرة الأولي فقالت أيوة حضرتك إحنا وصلنا المستشفي .
أجابها و الحزن يخيم على صوته وقال حضرتك إحنا في آخر الممر أنا شايفك من هنا أهو.
نظرت حولها فرأته فهرولت نحوه هي ووالدها وقالت بصوت متقطع ملهوف أكرم فين!
تجلس في منزلها تتشح بالسواد وقد أعياها البكاء و أدمي قلبها الغادي و الراحل يواسيها بكلمات لم تستطع هي إستيعابها .
ها هي تشعر بالغربة للمرة الثانيه ! و خسارتها تلك المرة ليست بالهينه أبدالقد فقدت رجلا لن تنساه أبد ما حيت .
كانت تجلس خائرة القوي ما زالت الصدمة تحتل عقلها و سؤال واحد هو من يجوب عقلها لماذا أنا !
_قومي يا حبيبتي إرتاحي شوية .
قالتها صافيه وهي تربت على يد غزل التي هزت رأسها أن لا ليقول والدها سيبيها يا صافيه و قومي شوفي أم أكرم
جلست صافيه إلي جوارها و أمسكت بكفيها بين يديها وقالت حبيبتي تحبي أعمللك تاكليها
نزعت كاريمان يدها بحدة وقالت وهي تسند يدها إلي أسفل خدها بضيق لأ مش عايزة حاجةمش هاكل حاجه غير لما أكرم يرجع .
تنهدت صافيه بحزن و قلة حيله وهي لا تعرف للمرة الكم ستخبرها بذلك الخبر المفجع.
_دول جايبن يشوفوا غزل و ماشيين.
إطرديهم إطرديهم كلهم عشان لابسين إسود و أنا مش بحب اللون الاسود قوليلهم يلبسوا ألوان حلوة وبعدين ييجوا
زمت شفتيها بأسف و شفقه و أومأت بموافقة و همت بالخروج من الغرفه لتستوقفها كاريمان مرة أخري و تقول إستني إفتحي التليفزيون قبل ما تخرجي ..فيلم الوسادة الخاليه هيتعرض كمان شوية و عايزه ألحقه من الأول .
فعلت صافيه كما أمرتها لتقول هو إنتي الجليسه الجديده اللي أكرم إبني جابها عشان تقعد معايا !
نظرت إليها صافيه بحسرة و أومأت بصمت لتقول طيب إقعدي إتفرجي معايا علي الفيلم ده حلو أوي!
_طيب هخرج بس أشوف الأكل اللي عالنار و أجيلك تاني !
منحتها صافيه إيماءه موافقه و خرجت من الغرفه سريعا لټنفجر باكية وقد إنفطر قلبها لسوء حالة تلك السيده .
عادت لتجلس إلي جانب شقيقها الذي سألها عن حالها بإشارة من رأسه لتردف قائلة ربنا يصبرها الست مش مصدقه إن إبنها ماټ و قالتلي أفتحلها التلفزيون !! مش مستوعبه اللي حاصل يا عيني .
تمتم إبراهيم آسفا لا حول ولا قوة إلا بالله ..ربنا يربط علي قلبها .
ثم وجه حديثه لإبنته فقال قومي يا غزل يا بنتي إرتاحي شوية إنتي منمتيش من إمبارح .
إنتهت مراسم العزاء والمواساة لينفض الجميع من حولهم فقال إبراهيم خليكي يا صافيه بايته مع غزل و أنا هرجع البيت و الصبح بإذن الله هرجعلكوا.
إستعد و خرج من المنزل لتستوقفه صرخات إستطاع أن يميزها بسهوله فإتخذ سبيله نحو الشقه ركضا و طرق الباب بشدة لتفتح له شقيقته وهي تنتحب بهيستيريه و تغمغم بكلمات غير مفهومه فقال بفزع غزل مالها!
لم تجيبه فدلف إلي الشقه يجر قدمه بثقل و ظل يبحث عن إبنته بأعين مذعوره حتي رآها تجثو علي قدماها أمام السرير الذي ترقد عليه كاريمان و تمسك بيدها وهي ټدفن رأسها في الفراش من أمامها و تبكي بحسرة .
بتردد دخل إلي الغرفه ليجد كاريمان مستكينه مغمضة العينين دون حراك .
_لا حول ولاقوة إلا باللهاللهم لا راد لقضائك .
تمتم بحزن وإقترب من إبنته و ساعدها في النهوض لتحتضنه پذعر وقالت ماما كاريمان ماټت يا بابا.
ربت علي ظهرها بأسف وقال ربنا يرحمها ويغفر لها يبنتي.
في أقل من أربعة و عشرون ساعه تكررت نفس مشاهد الغسل و الډفن و الچنازة ليعودوا إلي المشهد الأخير وهو العزاء.
كان الجميع يواسي غزل في مصابها الأليم و يدعون الله أن يربط علي قلبها.
أما هي فكان كل ما يحدث فوق إحتمالها لتعلن إستسلامها حيث هوت أرضا ليلتف الجميع حولها و يسارع والدها بطلب الطبيب الذي أمرهم بمساعدتها في الخروج من تلك الأزمه و المواظبه علي الغذاء والدواء ليقرر والدها إصطحابها للعودة إلي منزلهم .
كانت يسر تقف أمام المرآه تتحسس بطنها المنتفخ و تطالعه بسعادة
متابعة القراءة