رواية تحفة رهيبة الفصول من الثامن عش ر للسابع وعشرين ر
المحتويات
ليجدها تجلس و أمامها الطفلة الصغيرة و تطعمها و هي تغني لها و الطفلة تصفق بسعادة..
اسند رأسه علي الحائط و هو يتأمل ضحكتها الصافية و صوتها العذب..ملامحها الهادئة..تذكر كيف أسرت قلبه منذ أن لمحها أول مرة في زفاف أحد أصدقائهظل يبحث عنها و علم أنها ابنة أحد أكبر رجال الأعمال و لكنه وجد حبه أغلي من أي مال يمكن أن يقدمه..تقدم لها وكانت فرحته لا توصف عندما وافقت عليه...
كان الخبر صاډما له فكم تمني أن يكون له طفلة أو طفل منها..كان وجعه الأقرب علي الحزن الساكن في عينها..
و لكن الله رزقهم بفرح ابنة أخته المتوفاة لتأتي إلي منزلهم و هي تحمل معها الفرحة التي ظنوا أنهم سيحرمون منها..
انتبه ناصر لها و نزل في مستواها قائلا ثحي !! إي يا بنتي اللغة دي
تعلقت فرح بسميرة وقالت ببراءة ماما علمت كدا
سميرة بضحك هو أنا صحيح فاشلة في اللغة بس مش للدرجة دي
نظر ناصر إلي سميرة وقال بحنان وحشتيني
ابتسمت سميرة بخجل و قالت فرح مقلده ناصر وحثتيني وحشتيني
سميرة و هي تشرع بالقيام خليك معاها بقي عقبال ما أحضر الأكل
همس ناصر في أذنها قائلا أنا هنيمها واخده بالك أنتي
ضحكت سميرة بدلال ليلتفت ناصر إلي فرح قائلا ما تنامي يا فرح
فرح بعند طفولي نائا
.................................................. .
كان عائدا من عمله تعجب من الهدوء الذي يسود المكان..ترجل من سيارته و فتح باب الفيلا و بيده الكثير من الحقائب....تعجب أكثر من الظلام الذي يسود الفيلا من الداخل..وضع الحقائب علي أقرب طاولة و قبل أن يفتح الإضاءة..سمع صوتها الهادئ يقول كل سنة و أنت حبيبي
ابتسم بسعادة لا توصف ليسمع صوت أطفاله يتقدمون نحوه بقوة ليتعلقوا بقدمه قائلين كل سنة و أنت معانا يا بابا
هبط في مستوي أطفاله و بداخله مليون إحساس بين السعادة و الخۏف من أن يتركهم بمفردهم في يوم من الأيام..حبس دموعه في عيونه و رفع نظره إلي زوجته و نظر لها نظرة هادئة صافية..
حسن بهمس بحبك
فيروز بسعادة و همس بعشقك
رفع حسن وجه فيروز بأنامله و كأنه يريد أن يقف به الزمن في تلك اللحظة..لم يتحكم في إحساسه و هي مستكينة بين ذراعيه تبادله بنفس إحساسه بل أكثر..
ضحك حسن و فيروز علي أطفالهم لتقول فيروز ممكن بقي يا حبيبي تطلع تغيير هدومك عشان نأكل و نقطع التورته قبل ما عز وحنين يلعبوا بيها
ضحك حسن وقال ماشي يا فيروز
.................................................. .
كان منشغل بمراجعة بعض أوراق العمل ليفاجأ بصوت طفله الصغير يقول بابا
انتبه عامر لمصدر الصوت ليجد طفله جالسا علي الأرض و عينيه ممتلئة بالدموع...رفع عامر ابنه علي فخذه و مسح دموعه و قال بقلق في إي يا أمجد مالك يا حبيبي
أمجد پبكاء طنط غادة زعقت لأمجد
عامر بتعجب ممزوج پغضب ليه!!!!
أمجد عشان أمجد و أدهم يلحبوا يلعبوا سوا
اشتعلت ثورة ڠضب داخل عامر من أجل دموع ابنه الصغير بسبب تلك التي تسمي غادة..
احتضن عامر ابنه و ضمھ لصدره و هو يقول خلاص يا حبيبي متزعلش بابا هيخدك و يفسحك و تلعبوا سوا
أمجد بفرحة طفل بجد يا بابا
قطع كلامهم دخول سناء بكوب القهوة الخاص بعامر ليقول عامر أيوة و أهي ماما جيت أهي عشان نخرج سوا
سناء و أمجد بفرحة طفولية هييييييييييييييييييه
ضحك عامر و قال أجهزوا بقي عقبال ما أروح أعمل حاجه
سناء بتعجب طب مش هتجهز !!!
عامر ثواني بس و أجي
خرج عامر من الغرفة بينما حملت سناء ابنها قائلة عينك حمرا ليه أنت كنت بټعيط
أمجد بمرح ماما أمجد عاوز يلبس عشان يخرج
سناء بشك ماشي أما بابا يجي هعرف
في أسفل قصر آل توفيق..
بحث عامر بعينيه عن نبيل ليجده يحتسي قهوته و يقرأ إحدى الجرائد ليقترب منه قائلا بص يا نبيل أنت أخويا الكبير علي عيني و علي رأسي و ولادك في مقام أمجد و حبهم أكتر من حبي ليك كمان لكن مش كل يوم ابني يعيط عشان حرمك المصون بتزعقله لما يلعب مع ولاد عمه
أكمل عامر بنبرة تحذيريه دموع ابني أهم عندي من أي حد و أنا جيت كلمتك عشان تشوفلك حل في مراتك و لو هي مفكره إنها هتعرف تفرق بين ولادنا زي ما فرقت بينا فهمها إن دا أبعدلها من نجوم السما و خليها بكرة تجهز ماهر و أدهم عشان العيال كلهم خارجه سوا و فهمها إن لو هي فكرت تكون سبب في دموع ابني مرة تانية يبقي متزعلش من اللي هعمله
ما إن أنهي عامر حديثه حتي انصرف من أمام نبيل الذي كان في حيرة من أمره يا تري ماذا فعلتي ثانية يا غادة!!
صعد نبيل غرفته بعصبية ليجد غادة تتحدث في الهاتف بضحك و ما إن رأته حتى أغلقت الهاتف و صاحت غاضبة حد يدخل كدا!!!
نبيل بعصبية يعني أنتي قاعدة بتكلمي و سايبه ولادك مع الخدامة و شاطرة بس لما أمجد يلعب معاهم تزعقي
غادة بلا مبالاة و أنا مفروض أعقد جمبهم الساعة و بعدين أمجد مين دا اللي يقعد مع ولادي
نبيل پغضب عارم غاادة أنتي كدا زودتيها أوي أنا لو ساكت فعشان عيالي منك وبس لكن عيشتي معاكي بقيت لا تطاق لكن مرة كمان يا غادة تفكري تزعلي أمجد أو فرح أو حد من ولاد حسن و رحمة أبويا ما هتقعدي في المكان دا لحظة كمان
غادة پغضب أنت بتزعقلي عشان حبة ..
نبيل مقاطعا پغضب كلمة كمان و هكسر رأسك فاهمه و لا لا
غادة پغضب ماشي يا نبيل ماشي خليهم ينفعوك
أنتهت غادة كلامها و اتجهت إلي الفراش و هي تشتعل ڠضبا بينما زفر نبيل پغضب و هبط إلي الحديقة ليجد أطفاله ساكنون في مكانهم حول جدتهم..
أشارت له حنان و همست له في أذنه الشغالة سابتهم عشان وراهم شغل و شكلهم زعلان أوي طيب بخاطرهم
حاول نبيل رسم ابتسامة كاذبة وجلس علي العشب بجانب أولاده و قال زعلانين ليه يا حبايب بابا
ماهر بحزن أمجد مشي مع عمو عامر عشان ماما قالتله ميلعبش معانا
مسح نبيل علي شعر ماهر و أدهم وقال طب إي رأيكوا نخرج إحنا كمان سوا
صاح أدهم و ماهر بفرحة كأنهم غير مستوعبين ما قاله نبيل
متابعة القراءة