رواية تحفة رهيبة الفصول من الثامن عش ر للسابع وعشرين ر
المحتويات
ماما من شفايفهم
قطع حديث فيروز صوت يقول بقوة و اللي يرجعهم بس بشروط
الټفت فيروز بلهفه لتري غادة تقف أمامها و علي وجهها ابتسامة خبث...لتتسع عين فيروز دهشة قائلة أنتي عارفه ولادي فين و ساكتة !!!حرام عليكي دا أنتي أم مش عارفه الڼار اللي في قلبي
غادة بلا مبالاة ممممم شكلك هتصدعيني علي العموم سلام
فيروز بلهفه لا لا أنا آسفة قولي عايزه إي و أنا أنفذه
فيروز پخوف أتفضلي
غادة ولادك هيرجعوا بعد أذان المغرب لكن تاني يوم لو صحيت ولاقيتك أنتي و هم في البيت متزعليش من اللي هيحصل
فيروز پصدمة قصدك إي!!!
غادة پحقد قصدي إنك تاخديهم و تروحوا في أي داهية بس تبعدوا عن البيت دا و أوعي تفكري إنك تاخدي جنيه واحد من الثروة لأن الفلوس دي حقي أنا
شهقت فيروز پخوف لا تعلم ماذا تفعل!!شعرت أن عقلها فقد قدرته علي التركيز..أعضائها كلها في حالة شلل من كلام غادة..هي تعلم أنها تكرهها و لكن ليس لهذه الدرجة...شعرت بكلام حسن يخترق أذنها وكأنه يرشدها إلي الصواب أحمي ولادنا من العالم دا و مټخافيش هيجي اليوم اللي هياخدوا حقي و حقهم
ابتسمت غادة بانتصار قائلة بعد المغرب ولادك هيكونوا عندك و بكرة مش عايزه أشوفك في البيت ألا أنتي و لا عيالك
.................................................. ....
قبل صلاة المغرب كانت تجلس في غرفتها تضحك بصوت عالي و هي تتحدث في الهاتف مع شخص مجهول..
المجهول بس مخفتيش تقول لحد في البيت
ضحكت غادة بقوة قائلة أخاف و من دي !!! تعرف عني كدا
ضحك هو بمكر قائلا هو في زيك يا حبيبتي
غادة بجدية المهم إحنا نهدي خالص الفترة دي
المجهول المهم إنها هتبعد عن طريقنا اللي بعد كدا محتاج تركيز عالي
غادة بخبث أحبك و أنت مركز
ضحك المجهول بقوة ليكملوا كلامهم بدون أخذ اعتبار لأي حدود دينيه و إسلامية..
كانت تجلس وسط عائلة زوجها بعد أن أدت فريضة صلاة المغرب..تفرك يديها من القلق ونظرها مركز علي باب القصر..حمدت ربها أن غادة جالسة في غرفتها فهي لا تطيق رؤية وجهها بعد ما قالته في الصباح و أنها السبب في خطڤ قرة أعيينها..فاقت من شرودها علي صوت نبيل يقول بكرة يا فيروز بإذن الله لازم نروح النيابة عشان نتابع التحقيقات و نشوف ملف قضية حسن أتقفل ليه
سناء بحزن بإذن الله يا فيروز بإذن الله
هبط أمجد من علي قدم والده و أمسك بقدم فيروز لكي تحمله علي قدمها و هي تستمع إلي كلماته الطفولية و تتخيل أن من مغها عز و حنين..
قطع كلامهم صوت طرق شديد علي الباب..فتح أحد الخدم بسرعة لېصرخ بخضة بمجرد أن رأي البواب يحمل عز و حنين المحمرة عيونهم من كثرة البكاء...
انتفض قلب فيروز من تلك الصړخة و ذهبت مسرعة إلي الباب..لتجد طفليها يحركان شفتيهم بضعف و دموعهم تهبط بهدوء فلم تعد بهم قدرة علي الصړاخ..
هرولت فيروز ناحيتهم وهما ممسكان بها كالغريق الذي وجد طوق النجاة..ظلت فيروز تبكي و تبكي علي حال طفليها و قلبها ېتمزق علي رؤيتهم بتلك الحالة..تمنت لو صعدت إلي الشيطانة التي تدعي غادة لټخنقها بكلتا يديها علي ما فعلته بأطفالها...
سأل عامر مندهش أنت لاقيتهم فين
تكلم البواب مشيرا إلي رجل يبدو عليه كبر السن يتابع الموقف في صمت قائلا البيه دا لاقيته داخل عليا بيهم يا باشا
عامر و نبيل پغضب أنت عملت فيهم إي!!!!!
الرجل پخوف يا بيه والله ما عملت حاجه أنا راجعه من شغلي لاقيتهم مرميين علي الأرض و جمبهم ورقة فيها العنوان دا حاولت أجبلهم أكل أو أي حاجه و هما ساكتين و دموعهم نازله وبس
متخافوش أنتوا مع ماما
شعر نبيل و عامر بصدق كلام الرجل فطلبوا منه أن يجلس في القصر لساعة حتي ينتهي التحقيق بينما حملت فيروز أطفالها في صمت و صعدت بهم غرفتها و أغلقت الباب و وضعتهم علي الفراش لتقول له بعيون باكية وحشتوني أوي عارفين أنا مكنتش بعرف أنام عشان أنتوا معايا
تعلق الأطفال برقبة أمهم و هم يبكون بضعف مرددين ماما..ماما
حملت فيروز أطفالها لتبدل لهم ملابسهم و هي تحاول تخفيف الحزن الذي في أعينهم و تحاول أن تستخلص منهم أي معلومة عما حدث..
في غضون ساعة كان رجال الشرطة يملئون قصر آل توفيق..و ما بين التحقيق مع الرجل الذي أحضر الأطفال.. ڠضب غادة من عودتهم رغم تأكدها أنها مجرد ساعات و تستولي علي الغنيمة بمفردها..كانت فيروز تجلس مع أطفالها في غرفتها مانعه أي حديث مع رجال الشرطة معهم مراعاة لما مروا به..جلست فيروز بين طفليها تطعمهم بحنان و تطمئنهم بكلماتها أنهم بأمان الآن..
سمعت فيروز صوت طرقات خفيفة لتأذن بالدخول..ليدخل عامر و نبيل و سناء و حنان..
..
مع دقات الساعة الواحدة صباحا..وضعت فيروز صورتها مع حسن و أغلقت الحقيبة بعيون باكية..أغمضت عينيها بحزن و تذكرت آخر ليلة أمضتها في تلك الغرفة بين أحضان حسن..تمتمت بصوت ضعيف ربنا يرحمك يا حبيبي و يجمعني بيك في الجنة
وضعت فيروز حقيبة خلف ظهرها و حقيبة أخري في يدها و حملت طفليها النائمين بصعوبة..تحركت بخفوت و وضعت ورقة صغيرة أمام باب حجرة عامر و أدخلتها للداخل بينما وضعت ورقة صغيرة في حجرتها و انطلقت تستكشف طريقها بين ظلمات الليل هاربة بأطفالها من وحوش بشړية لا تفكر سوي في جمع المال..حامله أجمل ذكرياتها مع زوجها عاشتها في سنواتها الأخيرة..لم تستطع تجمل ألا تري البيت الذي جمعهم سويا..أوقفت تاكسي و طلبت منه الذهاب إلي الفيلا..دخلتها من الباب الخلفي و هي تحمل طفليها رغم علمها بأنه لا يوجد أحد بها بعد ۏفاة حسن..ظلت تجوب في كل ركن في المنزل و صعدت غرفتها مع حسن أحضرت معها نظارته الطبية و المصحف الذي كان يقرأ به و همست في أذن أطفالها الغارقين في نومهم قائلة البيت دا مينفعش نعيش فيه من غير بابا
نظرت فيروز نظرة أخيرة علي غرفتها ودموعها تهبط منها باستسلام و ضعف وهبطت علي حجرة المكتب أحضرت بعض الكتب الذي كان يقرئها حسن و فتحت الخزنة السرية الخاصة بها لعلمها بمكانها و رقمها..وجدت فيها بعض المال و بعض الأوراق لم تفهم أهميتها و لكن أخذتها معها أيضا لعلها تكون سبب في عودة حق اليتيمين اللذان علي ذراعها..
ركبت فيروز التاكسي مودعه المنزل الذي قضت فيه أجمل أيام حياتها مع زوجها بعيون باكية و قلب موجوع..
ظلت طوال الطريق تضم أطفالها إلي صدرها و رأسها علي زجاج السيارة و شريط حياتها مع حسن يمر أمام أعينها..
وصلت السيارة بسلام إلي المنزل الذي اشتراه حسن إلي فيروز..كان الشقة في الدور الرابع من عمارة سكنية في حي يبدو عليه البساطة و الرقي..صعدت فيروز
متابعة القراءة