رواية تحفة رهيبة الفصول من الثامن وعشرون للرابع وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
هاتفت شخص و قالت بعصبية شوفت الجنان اللي في البيت دا بقي أنا بنتي تبقي لإبن عامر و سناء
..............................................
يجلسان أمام قبر والدتهم و الدموع تسيل علي وجوههم في صمت..يرتفع صوت عز الهادئ بقراءة سورة الرحمن بينما حنين تنظر إلي قبر والدتها بكسرة تستعيد ذكرياتها معاها..كل ليلة باتتها بين احضانها..كل ليلة رأت فيها دموع أمها و هي تنظر لصورة حسن..كل ليلة قضتها والدتها بجانبها و هي مريضة..تتذكر ابتسامة والدتها لها عندما تحصل علي درجة عالية في المدرسة..تتذكر كل ليلة جلست بجانب والدتها تحفظ القرآن الكريم..
شعرت بيد حانية تمسح دموعها..تلك اليد التي ساعدتها علي عبور الطريق..تلك اليد التي أصبحت الملاذ الآمن الوحيد لها...نظرت لأخيها بحزن وقالت هي أكيد في مكان أحسن من هنا صح يا عز
حنين بحزن أيوة
عز بتنهيده يبقي أدعيلها هي و بابا يا حنين أدعيلهم
تنهدت حنين بحزن ونظر إلي قبر والدتها بينما حاډث عز نفسه و هو ينظر للقبر الحمل بقي تقيل أوي عليا يا ماما...محتاج وجودك جمبي تمسكي إيدي و تطمنيني..كان نفسي تكوني معايا و أنا بتخرج من كلية هندسة أنا و حنين زي ما كنتي بتحلمي..كان نفسي ألاقي إيدك بتطبطب عليا لما رفضوا تعيني..كان نفسي أشوف فرحة في عيونك و أنتي شايفه حنين بتكبر كل يوم و بتبقي نسخة مصغره منك.. كان نفسي تكوني موجودة معانا يا أمي
حنين حاضر
عز هنروح نصلي في الجامع و نخرج نتغدي سوا إي رأيك
حنين بابتسامة طفولية عايزه بيتزا و بيبسي و شيكولاته بابلي و نوتيلا
عز بمرح يلا يا حنين قدامي علي البيت قدامي يلا
حنين بطفولة لا هتجيبلي نوتيلا
عز بمرح طب أجبلك جلاكسي أم اتنين جنيه دي و أعملي نفسك إنها نوتيلا
عز بضحك طب يلا بس عشان نلحق الصلاة وبعدين شوف البتاعه اللي أنتي عايزاها دي
.................................................
بعد صلاة العشاء..أنهي الشباب صلاتهم في المسجد و جلسوا في النادي المشتركين به..
رقية أنا هقوم أجيب عصير حد عايز حاجه
فرح أستنوني أتمشي معاكوا
و كأن ماهر استغلها فرصة لينفرد بالحديث مع أخيه فيما يشغل باله فقال يعني هتروحوا لوحدكوا ما تقوم معاهم يا أمجد
أمجد بابتسامة و الله مش بحبك من فراغ يا ماهر
لم يكن ماهر يعلم أنه قدم فرصة ذهبية لأمجد ليسير مع حبيبته رقية ..فابتسم ماهر وقال طب هاتيلي مانجه معاك
حرك أدهم رأسه بمعني لا..سارت فرح بجانب جهاد يتهامسون بضحك علي رقية التي انكمشت فجأة في نفسها لمجرد سير أمجد بجوارها رغم أنه يبعد عنها مسافة كبيرة..و لكن هذا هو حال رقية الدائم منذ نعومة أظافرها و هي تجد في أمجد فارس أحلامها..كانت تحب أن تجلس في شرفتها و تراه يجلس مع أدهم ينهون أمور عملهم.. كبرت رقية بين عيون أمجد وكبر حبه في قلبها..لم تستطع أن تصرح بمشاعرها و لو بنظرة و إنما تكتفي بدمعة رجاء من الله في سجدة داعية أن يكون أمجد حلالها..
لم يختلف الحال عند أمجد الذي كان يسير و يشعر أن أمامه شريط ذكرياته مع رقية..تذكر ليلة عيد مولدها الخامس عندما بعدت عن الأنظار و اختفت خلف شجرة في الحديقة..تتبعها أمجد پخوف ليسألهاماذا حدث
اڼفجرت رقية تبكي بطفولة علي عيد مولدها الذي أصبح بمثابة سهرة لأصدقاء والدتها ومكان عمل لوالدها لم يفكر أحد بها و لا بكيفية اسعادها..في تلك اللحظة أمسك أمجد بيدها و ذهبوا إلي الحديقة الخلفية واستمروا في اللعب بمرح و طفولة..
فاق أمجد من ذكرياته و نظر في اتجاه رقية لمنكمشة في نفسها و لكنه أبعد نظره سريعا و استغفر ربه و نظر إلي السماء راجيا ربه أن يرزقه رقية حلاله في أقرب وقت...
أما علي الطاولة..حكي ماهر لأخيه عما يخفيه في قلبه اتجاه فرح و أدهم ينصت له باهتمام لم يكن متفاجئ كثيرا بحب ماهر لفرح..فهو يعلم ذلك من غيرة أخيه عندما تحادث فرح أي شخص في الشركة..يعلم ذلك من صورة منذ أيام طفولة ماهر وفرح مخبأة تحت وساة ماهر..كان ماهر يشعر براحة كبيرة و هو يحكي لأدهم ما بداخله و كأن ماهر هو الأخرالأصغر و أدهم هو الأخ الأكبر فهكذا هو أدهم رغم إعاقته بفقده النطق إلا أن له قدرة علي
متابعة القراءة