رواية تحفة رهيبة الفصول من الثامن وعشرون للرابع وثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

لما توصلوا
قبلت جهاد والدتها وقالت متقلقيش يا سوسو
قبلت رقية سناء أيضا وقالت أدعي بس إننا نوصل من غير إصابات عشان جهاد اللي هتسوق
خرجت الفتاتان و من ثم باقي الشباب متجهين إلي مقر الشركة..
نظرت سناء إلي صورة معلقه تضم نبيل و حسن وعامر و والدهم توفيق وقالت لنفسها علي أد ما غادة كانت كل يوم تسيب لولادها لينا وللخدم بس دي الحاجه الوحيدة اللي عملتها صح عشان ولادها مطلعوش زيها..مقدرتش تزرع جواهم الكره و حب الفلوس..قدرت أنت يا نبيل رغم كل اللي كان بيحصل تزرع جواهم الحب و الخير قدرت تخلي ولادك يكونوا الإمتداد الصح ليك..أما أنت يا أبيه حسن أنا متأكده إن فيروز ربت صح بس تفتكر اليوم اللي هيوجعوا فيه البيت دا قرب ولا لا !!
.................................................. .........
دقت الساعة الثانية عشر ظهرا لتعلن وقت الراحة في محل ملابس صغير..بدلت لافتة من مفتوح إلي مغلق
بعد أن بدل اللافتة نظر الشاب الذي يتميز بالعيون السماوية و الجسم الرياضي المتناسق و الملامح الجذابة والشعر الأسود الحريري إلي فتاة لا تختلف عنه في ملامحه نهائيا فما يختلف بينهم النوع هو ذكر و هي أنثي هو صاحب نبرة رجولية وهي صاحبة نبرة أنوثية..من يراهم يظنهم أنهم نفس الشخص و لكن من يعرفهم بحق يعلم أنهم التؤام الذي ظلوا معا يتحدون أي قوة قال الشاب للفتاةالمنشغلة بترتيب الملابس مش ناكل بقي
الټفت له بابتسامة هادئة وقالت حاضر يا عز
أخرجت حنين من حقيبتها صندوق طعام صغير يضم بعض قطع البيتزا التي أعددتها صباحا وقالت أتفضل يا زيزو
جلس عز بجانب أخته وقال أيوة كدا الواحد محتاج يأكل بلد بحالها
ابتسمت حنين بخفوت ولكن سريعا ما اختفت ابتسامتها تدريجيا..
عز مالك يا حنين!!
حنين بحزن ماما وحشتني اوي يا عز
عز بحزن ربنا يرحمها يا حنين أدعيلها
سقطت دمعة هادئة من حنين وقالت ماما سابتنا بدري أوي يا عز وبابا كمان كانت نفسي تكون معايا أنا محتاجهم جمبي أوى
أمسك عز بوجه حنين الصغير وقال حنين ماما و بابا عايشين معانا في كل لحظة جسدهم فارقنا بس روحهم معانا روحهم اللي مخليه فينا القوة إننا نكمل
حنين بدموع أوعدني يا عز إنك مش هتسبني
مسح عز دموع أخته وقال وعد يا حنين بس و غلاوتي عندك متعيطيش بقي
أكمل عز بمرح يا بنتي في حد يبقي عنده العيون القمر دي ويعيط
حنين بابتسامة ربنا يخليك ليا يا عز
عز و يخليكي ليا يا حنون
أكمل التؤأم طعامهم سريعا و انتهت فترة الراحة ليفتح المحل من جديد و يبدأ العمل..كانت حنين منشغله مع أحد السيدات ليلتفت لها عز و يتذكر كيف كبرت أخته أمام عينيه..وردة صغيرة كبرت بين يديه كان يراها كل يوم و هي تزداد جمالا و إشراقا..كانت حنين نسخة مصغرة من فيروز بكل تفاصيلها..سرح عز فيما مر من عمره و هو بين أحضان والدته..لا ينسي ليلة ۏفاتها و هما في الصف الثالث الإعدادي لا ينسي ما قالته و هي تحتضر خالي بالك من أختك يا عز و متزعلوش عليا أنا راحه لحبيبي أيام عاشها عز و حنين في ألم و بكاء و ۏجع..أيام قضاها التؤام سويا يتغلبوا علي وجعهم سويا..أيام كبرت حنين أمام عينيه ويري بداخلها الحزن الذي لم يقل..
فاق عز من شروده عليي صوت أحد الزبائن لينتبه له عز ويقول أيوة معاك
.................................................. ........
في المساء في قصر آل توفيق..
كان عامر منشغل بمراجعة بعض أوراق الشركة ليسمع صوت طرقات علي الباب..
عامر أدخل
دخل أمجد وقال بابا ممكن نكلم شوية
أغلق عامر الملف الذي أمامه وقال اتفضل يا حبيبي
جلس أمجد أمام والده وقال بتوتر بصراحة يا بابا أنا يعني أقصد إني
عامر بضحك في إي يا أمجد أنت مالك
أمجد بسرعة بابا أنا بحب رقية
عامر بابتسامة طب ما أنا عارف
أمجد پصدمة ها!!
عامر بضحك يا حول الله مالك يا بني
أمجد بتوتر أقصد يعني بصراحة يا بابا أنا عايز أتقدملها
عامر طب و جامعتها
أمجد دي هتخلص كمان شهر يا بابا
عامر بتفكير طيب يا أمجد سيبني يومين كدا أفكر و أكلم غادة
أمجد بحزن طنط غادة يبقي الجوازة باظت
عامر بجدية لو رقية وافقت عليك يبقي لو حصل إي هجوزهالك
أمجد بسعادة ربنا ميحرمنيش منك يارب
عامر يلا بقي أدخل ارتاح عشان بكرة اجازتك
أمجد الحمدلله إنك فكرتني أطلع أقنع أدهم يخرج بكرة يتفسح معانا
عامر ياريت يا بني أنت شايف بقي عامل إزاي
أمجد متقلقش يا بابا ربنا قادر يفك ضيقته
........................................
في فجر اليوم التالي..أنهي صلاته في مسجد الحي وسار في طريقه إلي المنزل...ظل يتأمل كل مكان في هذا الحي البسيط..تذكر ليلة أن ډخله مع والدته..تذكر كل مرة كان يذهب فيها إلي المدرسة مع أخته و والدته تودعهم من الشرفة..تذكر كيف أصبح أهل هذا الحي أهله و كيف كانوا يقيمون أبسط أعياد الميلاد لهم...تذكر يوم أن سار في هذا الحي و هو يحمل جسد والدته علي النعش..تذكر كيف
تم نسخ الرابط